الصلاة والسلام عند قبر النبي
قال صلي الله عليه وسلم :
ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام
مثل قوله تعالى
فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك أي فإن كذبوك فلا تحزن
فكذا ههنا يقدر الكلام أي ما من أحد يسلم علي إلا أرد عليه السلام
لأني حي أقدر على رد السلام
وبهذا اتضح معنى الحديث
ولا يخالف ما ثبت حياة الأنبياء عليهم السلام
قال السيوطي وقع السؤال عن الجمع بين هذا الحديث وبين حديث
الأنبياء أحياء وفي قبورهم يصلون وسائر الأحاديث الدالة في حياة الأنبياء
فصار تقدير الحديث
ما من أحد يسلم علي إلا قد رد الله على روحي قبل ذلك وأرد عليه
قال البيهقي في كتاب الاعتقاد الأنبياء بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم
فهم أحياء عند ربهم كالشهداء
والحديث أخرجه البيهقي في كتاب حياة الأنبياء بلفظ
إلا وقد رد الله علي روحي بزيادة لفظ قد
وقال البيهقي في شعب الإيمان وقوله إلا رد الله علي روحي معناه
والله أعلم إلا وقد رد الله علي روحي فأرد عليه السلام
فأحدث الله عودا على بدء
وليس المراد بردها عودها بعد مفارقة بدنها
وإنما النبي بالبرزخ مشغول بأحوال الملكوت مستغرق في مشاهدته تعالى
كما هو في الدنيا بحالة الوحي
فعبر عن إفاقته من تلك الحالة برد الروح انتهى
قال الشيخ تاج الدين الفاكهاني
فإن قلت قوله إلا رد الله علي روحي لا يلتئم مع كونه حيا دائما