منتدى نور الهدايه والايمان
أهلا وسهلا بلزائر الكريم


أذا كان لديك حساب فتفضل بلدخول

وأذا لم يكن لديك فنتشرف بك بلضغط على التسجيل للمشاركه معنا
منتدى نور الهدايه والايمان
أهلا وسهلا بلزائر الكريم


أذا كان لديك حساب فتفضل بلدخول

وأذا لم يكن لديك فنتشرف بك بلضغط على التسجيل للمشاركه معنا
منتدى نور الهدايه والايمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الهدايه والايمان

منتدى متنوع يهتم بشؤون الدين الاسلامي وفيه الكثير من الاقسام الدينيه المتنوعه والاشعار والكتب الاسلاميه والبرامج وكل شي لا يغضب العزيز الجبار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهـــــــلا وسهــلا بــــــــــــــــــــــــــــــــكم في منتدى نـــــــــــــــــــــــــور الهدايه والايمان
عدد الزوار

.: عدد زوار المنتدى :.

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المواضيع الأخيرة
» الشكر فى القرآن
ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeأمس في 11:24 am من طرف رضا البطاوى

» نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي
ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالأربعاء مايو 01, 2024 11:03 am من طرف رضا البطاوى

» زراعة القلوب العضلية
ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 30, 2024 11:06 am من طرف رضا البطاوى

» غزة والاستعداد للحرب القادمة
ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالإثنين أبريل 29, 2024 11:35 am من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال
ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالأحد أبريل 28, 2024 11:18 am من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال
ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالأحد أبريل 28, 2024 11:12 am من طرف رضا البطاوى

» قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس
ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالسبت أبريل 27, 2024 11:10 am من طرف رضا البطاوى

» نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير
ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالجمعة أبريل 26, 2024 12:43 pm من طرف رضا البطاوى

» الغرق فى القرآن
ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالخميس أبريل 25, 2024 1:06 pm من طرف رضا البطاوى

جواهرقالها أمير المؤمنين (ع)
ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالخميس أغسطس 19, 2010 7:08 pm من طرف Admin

(بسم الله الرحمن الرحيم)
~ اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم~
مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين علي عليه السلام وَمَوَاعِظِه
قال(عليه السلام): مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ، …


تعاليق: 0
راديو

منتدى

 

 ألامامه والتبصر من الحيره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin

Admin


عدد المساهمات : 556
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 14/08/2010

ألامامه والتبصر من الحيره Empty
مُساهمةموضوع: ألامامه والتبصر من الحيره   ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 17, 2010 5:44 am

موقع مؤسسة الإمام الكاظم عليه السلام ـ المكتبة العامة ـ مكتبة العقائد الإسلامية


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم

إهــداء ودعــاء

إلى محمد رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله.
وإلى علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين.
وإلى بضعة المصطفى سيدة نساء العالمين.
وإلى سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين.
وإلى التسعة المعصومين من ذرية الحسين.
سيما بقية الله في الأرضين.
ووارث علوم الأنبياء والمرسلين.
المعد لقطع دابر الظالمين.
والمدخر لإحياء معالم الدين.
الحجة ابن الحسن عج
فيا معز الأولياء،
ويا مذل الأعداء،
والسبب المتصل بين الأرض والسماء،
قد:
" مسنا وأهلنا الضر - في غيبتك -
وجئنا ببضاعة مزجية - بولايتك -
فأوف لنا الكيل - من فضلك -
وتصدق علينا " - بدعائك -
إنا نراك من المحسنين.
صفحة مقدمة التحقيق 5

تقدمة للتحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الذي فطر الخلائق وبرأ النسمات، وأقام على وجوده البراهين والدلالات، ومن لطفه لم يترك الخلق عبثا حائرين، بل أرسل إليهم مبشرين و منذرين، ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منسي نعمته، وأيدهم بالمعجزات والآيات البينات.
وصلى الله على خيرة خلقه محمد صلى الله عليه وآله، الذي ختم الله به الرسالات والنبوات، وعلى آله الأوصياء المصطفين، والحجج المنتجبين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
أما بعد: فمما اتفق عليه علماء الطائفة الحقة أجمعون، وأيده الوجدان بالأدلة والبراهين أن الأرض لا تخلو من حجة أو إمام، ظاهر معلوم أو باطن مستور، من باب لطفه على العباد و (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، (1) ولله الحجة البالغة، والأعلام الواضحة على الخلق أجمعين، ولو خليت الأرض لساخت بأهلها، ولغارت غدرانها، ودرست أعلامها، ولأصبح أعاليها أسافلها.
فصلاحها - من الله - بالإمام، ولو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة كما في الأخبار.
ولذلك انتجب الجليل بحكمته أنبياءه ورسله، واختارهم أمناء على وحيه، وقواما على خلقه، وشهداء يوم حشره (لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول
____________
1 - النساء: 165.
صفحة مقدمة التحقيق 6
عليكم شهيدا) (1).
فتعاهدهم من لدن آدم بالحجج والآيات، حتى خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله سيد الكائنات، (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (2).
ولما كانت نبوات الأنبياء السابقين مختصة بأزمانهم وأجيالهم، اقتضت الحكمة أن تكون معاجزهم مقصورة الأمد، محدودة الأجل، لتكون حجة على من رآها، و حجة على من سمع بها بالتواتر، ولكن حيثما تبتعد المعجزة يصعب حصول العلم بصدقها، لانقطاع أخبارها، ويكون التكليف بالإيمان بها عسيرا، وربما يكون ممتنعا على العباد، وحاش لله أن يكلف نفسا إلا وسعها.
أما الرسالة الدائمة فلا بد لها من معجزة خالدة، كخلود القرآن الكريم، ليكون حجة على الخلف كما كان حجة على السلف، وما زال يسمع الأجيال، ويحتج على القرون، إلى أن يقوم الناس لرب العالمين.
ولا بد للرسالة الخالدة أيضا من رسول خالد إلى يوم يبعثون، ليسير الثقلان جنبا لجنب، ولكن كيف يتحقق ذلك مع أن أمد الرسول صلى الله عليه وآله منقض مهما طال، وأجله معلوم مهما امتد.
هذا، والنقطة الأخرى علمنا أن القرآن العظيم حمال ذو وجوه، وبه الغوامض والدقائق، وفيه (آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) (3)، فنشأت الخلافات، وكثرت الأشياع والأتباع للفرق، وبرزت قرون الشقاق، فاستغلها أهل الفسوق والنفاق، وأبدت عن نواجذها شقائق الشياطين، في فتن داستهم بأخفافها، ووطأتهم بأظلافها، فهم فيها تائهون حائرون، وكلهم يدعون أنهم بالقرآن يعملون، وبه يستدلون، وعليه يعولون.
فما يكون حال الأمة المرحومة في هذا الوقت العصيب، الذي ادلهمت به الفواجع والخطوب، وبفقدها محمد صلى الله عليه وآله سيد الكائنات، وأعز نجيب وحبيب، فيا لهول المصاب، الذي أورثهم الحيرة والذهول، وأفقد ذوي الألباب منهم الصواب،
____________
1 - البقرة: 143.
2 - الرعد: 7.
3 - آل عمران: 7.
صفحة مقدمة التحقيق 7
فقد أصبحوا بعد ارتحال الرسول الكريم، وما زالوا... كقطيع من الأغنام والشياه، في ليلة مطيرة شاتية، غاب عنها رعاتها، فعاث فيها عسلانها وذؤبانها، أو كفرخ صغير تقاذفته الرياح العاتية، والأعاصير الهوجاء، ذات اليمين وذات الشمال، وهو لا يزال غضا طريا، لم يقو له عود، ولما ينبت له ريش فينتصب كعمود.
فيا أيتها الأمة المتحيرة، التي ما زالت تتخبط تخبط الغريق، وتتعثر تعثر من يعشو عن الطريق.
ويا أيتها الأمة الخائضة في بحر المتاهات، وتسربلت بجلابيب الشبهات.
ويا أيتها الأمة المرحومة التي أوجفت بها مطايا الأهواء والآمال، فبضعت أوصالها، وابتعدت عن دار الوصال.
ويا أيتها الأمة التي نأت وتنكبت عن قصد السبيل، فأصبحت تئن بالجراح، تحت حراب الجلادين والرماح.
إليكم جميعا يا من ترغبون في الحق وإحقاقه، وتجانبون الباطل لإزهاقه،
ألا فمن المفزع إذا من شفا جرف الهلكات؟
ألا من المنقذ من الضلالات إلى جميع الخيرات؟
ألا من المفرق بعد وفاة الرسول بين المحكمات والمتشابهات؟
ألا من الذين اصطفاهم الله من العباد؟
غير (آل محمد صلى الله عليه وآله الذين خصهم الله سبحانه بقوله (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) (1)،
ألا من يعلم الكتاب بالاصطفاء والإيراث الإلهي؟
غير (آل البيت (ع)) الذين خصهم الجليل في محكم التأويل، بقوله: (وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم (2)...) الذين عندهم علم الكتاب (3)، وفصل الخطاب، والذين ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، إلى قيام يوم الدين.
وهم الذين قرنهم الرسول صلى الله عليه وآله بالكتاب، في قوله المتواتر المشهور: (إني تارك
____________
1 - فاطر: 32.
2 - آل عمران: 7.
3 - إشارة إلى قوله سبحانه: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) الرعد: 43.
صفحة مقدمة التحقيق 8
فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيهما) (1) فأهل البيت هم القرآن الناطق، والثقل الصادق، لأن القرآن لا ينطق بلسان، ولا بد له من ترجمان.
فمن غير علي (ع) - سيد أهل البيت - كان من النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي من بعده، فاستجاب له ربه سبحانه بقوله: (قد أوتيت سؤلك يا موسى) (2).
ومن غير علي - أمير المؤمنين - بعثه الرسول صلى الله عليه وآله في فتح حصن خيبر فلم يخزه الله أبدا، وفتح على يديه الحصون الأوابيا، وقلده الرسول صلى الله عليه وآله وساما إلهيا خالدا بقوله: يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فاستشرف لها من استشرف (3)؟
ومن غيره بعث في سورة التوبة فأخذها من الأول لقول الرسول صلى الله عليه وآله:
لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه (4)؟
ومن غيره نزلت فيه وأهل البيت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (5)؟
ومن غيره شرى نفسه فدى للرسول، فنام في فراشه يقيه حد السيوف (6)؟
ومن غيره أسكن في المسجد يوم سد النبي جميع الأبواب إلا بابه، وقد قام الرسول خطيبا فقال: والله ما أخرجتهم وأسكنته، بل الله أخرجهم وأسكنه (7)؟
ومن غيره كان باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله، ومن قصد غير الباب عد سارقا (Cool؟

____________
1 - مسند الإمام أحمد ج 3 ص 17، وأيضا في ص 14، ص 26، ص 59 باختلاف يسير، الفخر الرازي في ذيل تفسير الآية: واعتصموا بحبل الله - آل عمران -، المتقي في كنز العمال ج 1 ص 47 وفي أربعة مواضع أخرى، الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 163 وغيرهم.
2 - إشارة للآية (واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري) طه: 29 - 32.
3 - 6 - مضامين هذه الروايات ذكرت في عشرات المصادر منها: مسند أحمد ج 1 ص 330، الحاكم في مستدركه ج 3 ص 123، النسائي في خصائصه ص 6.
7 - ينابيع المودة باب 17.
8 - أخرجه الطبراني في الكبير كما في الجامع الصغير للسيوطي ص 107، المستدرك للحاكم ج 3 ص 226.
صفحة مقدمة التحقيق 9
ومن غيره قال فيه الرسول صلى الله عليه وآله: هذا إمام البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله (1)؟
وهل في غيره قد أتت " هل أتى " (2)؟
ومن غيره - بعد رسول الله صلى الله عليه وآله - أول المؤمنين بالله، وأوفاهم بعهد الله، و أقومهم بأمر الله، وأرأفهم بالرعية، وأعلمهم بالقضية، وأعظمهم مزية (3)؟ إلى مئات ومئات من الأحاديث والروايات.
ومن غير أهل البيت الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وآله في حديثه كما ورد في كتب الفريقين: (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) (4)؟
وفي أخبار أخرى كثيرة جاءت في الحجج الأئمة الاثني عشر وورد فيها:
(... آخرهم المهدي) (5). أو (... آخرهم القائم المهدي) (6)، كما في مصادر أهل السنة.
فبالله عليك أيها المنصف الحصيف: هل تجد غير مصابيح الهدى وسفن النجاة، الأئمة الاثني عشر الهداة، تنطبق عليهم الأحاديث والأخبار، وتطبق عليهم السنن والآثار، وتجتمع بهم الصفات والخصال؟ فهل يوافق العدد الاثنا عشر غيرهم من الخلفاء، ولو قلبت الخافقين؟
ثم أين الطلقاء وأبناء الطلقاء من عترة الأنبياء النجباء، الذين هم حبل الله المتين وصراطه المستقيم، ونور الله في السماوات والأرضين؟ وهل عصوا الله رمشة عين، في علن أو خفاء؟ فحاش لله أن يجعل الحجة ناقصا وهناك من هو أفضل منه في
____________
1 - أخرجه الحاكم من حديث جابر في المستدرك ج 3 ص 129، كنز العمال ج 6 ص 153، و أخرجه الثعالبي في تفسير آية الولاية: إنما وليكم الله.
2 - أسد الغابة ج 5 ص 530، الواحدي في أسباب النزول ص 296، السيوطي في الدر المنثور في (و يطعمون)، نور الأبصار ص 124 وغيرهم.
3 - حلية الأولياء ج 1 ص 66، كنز العمال ج 6 ص 156.
4 - صحيح مسلم: كتاب الإمارة، باب: الناس تبع لقريش، أحمد بن حنبل في مسنده ج 5 ص 89، صحيح الترمذي ج 2 ص 35، ويقاربه في البخاري في كتاب الأحكام.
5 - ينابيع المودة ص 447.
6 - ينابيع المودة ص 485.
صفحة مقدمة التحقيق 10
العالمين، أو يكون عاصيا فيأمر الناس باتباعه الرحمن الرحيم، وقد نص البارئ:
" ولا ينال عهدي الظالمين " وحينئذ يجب أن يكون عليه إمام، يقيه المزالق والمرديات، فينتج تسلسل وهذا محال.
أما الطلقاء، فهل فارقت شفاههم الطلا كل صباح ومساء، وخلت دورهم من مزامير وأوتار، ورنة خلخال؟
فأين الثريا وأين الثرى؟
وأين الحصا من نجوم السما؟
فأين هؤلاء في بديعة أبي فراس الحمداني حيث أجاد:

ليس الرشيد كموسى في القياس ولا مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم
يا بـاعة الخمر كفوا عن مفاخركم لمـعشر بـيعهم يـوم الهياج دم
تـنشى التلاوة فـي أبياتهم سحرا وفي بـيوتـكم الأوتـار والـنغم
مـنـكم عـلية أم منهم؟ وكان لكم شـيخ المغنين إبراهيم (1) أم لهم
إذا تـلوا سـورة غـنى إمـامكم قـف بالطلول التي لم يعفها القدم
مـا فـي بـيوتهم للخمر مـعتصر ولا بـيـوتكم للسـوء مـعتصم
ولا تـبيت لـهم خنثى (2) تنادمهم ولا يـرى لـهـم قرد ولا حشم
الـركـن والبيت والأستار منزلهم وزمزم والصفا والحجر والحرم(3)

ثم أين مهديهم وقائمهم - كما مر في الحديثين الشريفين - من هؤلاء الخلفاء؟
وأين الإمام - من هؤلاء - الذي يشعب به الله الصدع، ويرتق الفتق، وبه يموت الجور، ويظهر العدل، الذي تجب معرفته وطاعته، ويحرم جهله وعصيانه، وكانت ميتة الجاهل به ميتة جاهلية، كما ورد في الحديث الشريف: (من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية) (4).

____________
1 - علية: أخت الرشيد، بنت المهدي بن المنصور كانت عوادة، وإبراهيم أخوها كان مغنيا وعوادا، وقد عين خليفة عندما عين المأمون الرضا (ع) وليا للعهد.
2 - الخنثى: هو عبادة نديم المتوكل، والقرد كان لزبيدة، وقد اشتهر لخلفاء بني أمية أيضا كثرة الكلاب والقردة. راجع تاريخ الطبري.
3 - الغدير ج 3 ص 399
4 - الجواهر المضيئة لابن أبي الوفاء محيي الدين ج 2 ص 457، ط حيدر آباد الدكن نقلا عن صحيح مسلم.
صفحة مقدمة التحقيق 11
فالإمام المهدي يجب أن يكون موجودا، ليكون الحجة ولئلا تخلو الأرض منه، بينما جميع الخلفاء السابقين، والملوك الحاكمين، قد أخنى عليهم الموت الذي لا مفر منه، ولم تقم الساعة التي واعدنا ربنا، في الحديث السالف: (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش).
ثم أين النهضة العملاقة للإسلام من جديد، وتأسيس الدولة العالمية، والحكومة المهدية، وتطبيق قوانين السماء على الأرض، وإخراج الأرض خيراتها، وإنزال السماء بركاتها؟
أين من يملأ المعمورة كلها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا؟ كما في الحديث المتواتر المشهور: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي) (1)، (ويملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا) (2).
وأين وعد الله - والله لا يخلف الميعاد - في قوله سبحانه: " ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "؟
وهل بقي من الاثني عشر غير الحجة ابن الحسن وهو قائمهم ومهديهم؟
فأنى يزحزحوها عن موضعها، موطن الرسالة، وشجرة النبوة، ومختلف الملائكة، ومهبط الروح الأمين، وكيف بغيره يعدلون، وعن مقامه السامي يصرفون، وهل تنطبق جميع الروايات على غيره؟ الذي يرضى به سكان السماوات والأرضين، ولولا وجوده الشريف، لما بقيت الأرض رمشة عين، لأنه الحجة على الخلائق من الإنس والجن أجمعين.
وهذا كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة الذي بين يديك، لشيخ القميين، و ثقة المحدثين، والد الشيخ الصدوق - رضوان الله عليهما - قد تكفل إماطة اللثام عن هذا الموضوع الخطير، لأنه يتوقف عليه قبول الأعمال، وانحطاط الأوزار الثقال، وبه تجمع الكلمة للعباد، وتعمر البلاد، وتصان الحرمات، وتقضى الحاجات.
فكشف - أعلى الله مقامه - الغطاء، بأجلى بيان، عن الحجج الذين لولاهم لما خلق الله الأكوان، وأحسن اختيار الأخبار، عن الهداة الأطهار، وأبان الحجة، و أوضح المحجة، وجعل إمامة آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله أوضح من الشمس في رائعة النهار، ووجود الحجة الدائمة حق مثلما أنكم تنطقون، بالأدلة الناصعات، والبراهين الساطعات، بطرقه وأسانيده عن المعصومين (ع)، ولم يدع عذرا لذوي الأهواء، و
____________
1 - 2 - ينابيع المودة ص 490، ص 493.
صفحة مقدمة التحقيق 12
شنشنات الآراء، بل يذعن كل منصف بما فيه، ويعترف كل ذي لب بما حواه، ويقر كل طالب حق بأدلته ومعانيه.
فما أحرى الجميع أن يتلقفوه، ويمعنوا النظر في حقائقه، ويقتنصوا درره ولآليه، فيزيد المؤمن إيمانا واطمئنانا، ويهدي إلى الحق من كان حيرانا، فنرجع كما كنا بالإسلام إخوانا، ونعمر الأرض بالإيمان، ونزرعها بالإحسان والإسلام، ونرد مناهل (آل محمد) الروية، بقلوب راضية مرضية، ونفوس صافية ندية، عسى أن يكون الفرج قريبا، وينخذل من كان مريبا.
فيا إله العالمين:
يا من قرب من خواطر الظنون، وبعد عن ملاحظة العيون، وعلم بما كان قبل أن يكون:
أرنا الطلعة الرشيدة، والغرة الحميدة، واكحل نواظرنا بنظرة منا إليه، و عجل فرجه، وسهل مخرجه.
واجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك، وناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك، و مجددا لما عطل من أحكام كتابك، ومشيدا لما ورد من أعلام دينك وسنن نبيك صلى الله عليه وآله.
وكن اللهم لوليك الحجة ابن الحسن - صلواتك عليه وعلى آبائه - في هذه الساعة، وفي كل ساعة، وليا وحافظا، وقائدا وناصرا، ودليلا وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعا، وتمتعه فيها طويلا، (إنهم يرونه بعيدا، ونراه قريبا).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
صفحة مقدمة التحقيق 13

قالوا في الكتاب
1 - النجاشي في رجاله ص 198: علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي... له كتاب منها... كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة.
2 - الطوسي في فهرسته ص 93: علي بن الحسين... له كتب كثيرة، منها كتاب الإمامة والبصيرة من الحيرة.
3 - ابن شهرآشوب في معالمه ص 65: علي بن الحسين... من كتبه الإمامة والتبصرة.
4 - المجلسي في مقدمة بحاره ج 1 ص 7: كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة للشيخ الأجل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، والد الصدوق، (طيب الله تربتهما).
" وأصل آخر " منه أو من غيره من القدماء المعاصرين له، ويظهر من بعض القرائن أنه تأليف الثقة الجليل هارون بن موسى التلعكبري رحمه الله.
وقال أيضا في ج 1 ص 26: وكتاب الإمامة، مؤلفه من أعاظم المحدثين والفقهاء، وعلماؤنا يعدون فتاواه من جملة الأخبار، ووصل إلينا منه نسخة قديمة مصححة،
والأصل الآخر مشتمل على أخبار شريفة متينة، معتبرة الأسانيد، ويظهر منه جلالة مؤلفه.
صفحة مقدمة التحقيق 14
5 - البحراني الأصفهاني - صاحب موسوعة العوالم - في هامش كتابه رياض العلماء ج 4 ص 5: ثم في كون كتاب التبصرة والإمامة من مؤلفاته تأمل وإن صرح به ابن شهرآشوب في معالم العلماء - كما سيأتي - لأن مؤلفه على ما يظهر من مطاويه يروي عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي، والظاهر أن هارون بن موسى هو التلعكبري، فكيف يروى عنه مع أن التلعكبري ممن يروي المفيد ونظراؤه عنه، فتأمل. ثم إنه يروي عن الحسن بن حمزة العلوي، وهو متأخر الطبقة عن علي بن بابويه، فإن الحسن ابن حمزة المذكور من مشايخ المفيد، وأيضا الظاهر أن الحسن بن حمزة هذا هو ابن حمزة العلوي، الذي يروي عنه الصدوق في كتبه، فكيف يروي والده عن ولده، فتأمل.
6 - النوري في مستدركه على الوسائل ج 3 ص 529 س 5: نعم قال في أول البحار في جملة ما كان عنده من المؤلفات: " كتاب الإمامة والتبصرة... " ثم أورد نص البحار وعقب عليه بقوله: ونحن لم نعثر على هذا الكتاب، ونقلنا منه جملة الأخبار بتوسط البحار ونسبناه إلى أبي الحسن علي، تبعا للعلامة المجلسي، ولكن في النفس منه شئ.
فإنه وإن عد النجاشي والشيخ وابن شهرآشوب من مؤلفاته، كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة، إلا أن في كون ما كان عنده هو الذي عد من مؤلفاته نظرا، فإنه يروي في هذا الكتاب عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري الذي هو من مشايخ المفيد والسيدين، وعن الحسن بن حمزة العلوي الذي هو أيضا من مشايخ المفيد والغضائري وابن عبدون، وعن أحمد بن علي، عن محمد بن الحسن، والظاهر أنه ابن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، وعن سهل بن أحمد الديباجي عن محمد بن محمد الأشعث إلى غير ذلك مما ينافي طبقته وإن أمكن التكلف في بعضها إلا أن ملاحظة الجميع تورث الظن القوي بعدم كونه منه، والله أعلم.
7 - الطهراني في ذريعته ج 2 ص 341: الإمامة والتبصرة من الحيرة للصدوق الأول ... وأما الإمامة فلم نعثر عليه، وهو غير ما ينقل عنه في البحار كما يأتي،
" الإمامة والتبصرة من الحيرة " لبعض قدماء الأصحاب المعاصرين للشيخ الصدوق، كانت نسخة منه عند العلامة المجلسي، وهو من مآخذ البحار، ينقل عنه فيه، ولم يكن عند شيخنا العلامة النوري، ولذا صرح في أول خاتمة المستدرك (1) بأنه
____________
1 - مستدرك الوسائل ج 3 ص 529.
صفحة مقدمة التحقيق 15
مما ينقل عنه بالواسطة.
وأكثر العلامة المجلسي من النقل عنه في مجلدي السادس عشر - السابع عشر (ج 74 - 78 الطبعة الحديثة) من البحار، ناسبا له إلى أبي الحسن علي بن الحسين والد الصدوق، الذي مر أنه نسب النجاشي كتاب الإمامة والتبصرة إليه.
ولكن بالرجوع إلى سند روايات هذا الكتاب التي نقلها العلامة المجلسي عنه في البحار يحصل الجزم بأنه ليس هذا الكتاب لوالد الصدوق، لأنه يروي مؤلفه فيه:
عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري المتوفى سنة 385.
وعن أبي الفضل محمد بن عبد الله الشيباني المتوفى سنة 387.
وعن الحسن بن حمزة العلوي.
وعن سهل بن أحمد الديباجي المتوفى سنة 370.
وعن أحمد بن علي الراوي عن محمد بن الحسن بن الوليد الذي توفي سنة 243.
فكيف يكون من يروي عن هؤلاء المشايخ المتأخرين هو والد الصدوق الذي توفي سنة 329، فإن رواية المتقدم عصرا عن المتأخر وإن وقعت في أحاديثنا، لكن المقام ليس منها، بشهادة أن الشيخ الصدوق مع إكثاره في الرواية عن أبيه في جميع تصانيفه بل جل رواياته في تلك التصانيف الكثيرة عن والده، لم يذكر ولا رواية واحدة لأبيه عن أحد من هؤلاء المشايخ الذين مر ذكرهم ممن يروي مؤلف الإمامة والتبصرة عنهم غالبا فيه.
8 - مقالات الحنفاء ص 405 - 415 ط 2، ضمن مقالة فيما أفيد باسم الفقيه المحقق آية الله الحجة الكوهكمره إي جوابا لسؤال عن حياة المجلسيين وعن كتاب بحار الأنوار ومنها هذا: (وأعجب من ذلك أن كتاب الإمامة والتبصرة قد نسب فيه إلى والد الصدوق، مع أنه لا يساعد سند الكتاب - ولعله يشير إلى ما ذكره في الذريعة -، ثم قال: بل هو كتاب جامع الأحاديث لمؤلف كتاب العروس.)
ونقول:
إن من نعم الله على (مدرسة الإمام المهدي - عج - بقم المشرفة) أن حصلت على نسختين مصورتين من كتاب الإمامة والتبصرة وإليك بعض صورتيهما (ص 33 -).
الأولى: نسخة العلامة شيخ الإسلام المجلسي (ره) وهي أول ما اطلعنا عليها والموجودة في مكتبة العلامة المحقق ثقة الإسلام والمسلمين السيد محمد علي الروضاتي صفحة مقدمة التحقيق 16
دامت بركاته، ويسر الله نشر مخطوطاته النفيسة النادرة.
الثانية: ما وجدناه في كتاب عوالم العلوم - مخطوط - للمتبحر العلامة، المعاصر للمولى المجلسي، وتلميذه، الشيخ عبد الله بن نور الله البحراني، باسم كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن الحسين بن بابويه.
والنسخة الأولى تشتمل على قسمين:
1 - كتاب الإمامة والتبصرة: وقد كتب في أول الكتاب ما نصه: " كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة تأليف الفقيه أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ".
وفي ذيل هذا العنوان على هذه الصفحة مكتوب: " للحقير محمد باقر بن محمد تقي " أي المجلسي،
وفي آخره: " تم كتاب الإمامة بحمد الله وحسن توفيقه ".
2 - بعض كتاب " جامع الأحاديث ": تأليف الشيخ الأقدم جعفر بن أحمد بن علي القمي - قدس سره - الذي ألفه على ترتيب: ألف، باء،... إلى الياء، وقد طبع بطهران سنة 1369 هـ ق في المطبعة الإسلامية بتحقيق العلامة المتتبع أبي الحسن الشعراني.

توضيحات هامة
حول (جامع الأحاديث) وهو القسم الثاني من النسخة الأولى
1 - كانت هذه النسخة المخطوطة ناقصة من حرف الألف حتى أوائل حرف الراء، وأول ما يشاهد فيها: " الأشعث عن موسى بن إسماعيل " وتجد هذا في ص 11 من الكتاب المطبوع، فلاحظ النسخة أو صورتها في الكتاب.
2 - إن الأخبار المودعة فيها لا تناسب عنوان " الإمامة والتبصرة " بل هي تشتمل على معارف ومعان مختلفة: أخلاقية، وفقهية، وغيرهما.
3 - إنا قد استقصينا جميع الأخبار التي رواها المجلسي في كتابه " بحار الأنوار " وما رواها المحقق النوري في المستدرك نقلا عن البحار باسم " الإمامة والتبصرة " فكانت جميعها موجودة في القسمين الأول والثاني من النسخة الأولى صفحة مقدمة التحقيق 17
المباركة، المودعة في مجلد واحد، ولم يصرح في أخبار البحار باسم " جامع الأحاديث " أبدا.
4 - إن أسانيد الروايات التي استخرجت في البحار باسم الإمامة والتبصرة على نوعين، فقسم منها يمكن أن يصدر عن والد الصدوق وقسم لا يمكن أن يصدر عنه قدس سره.
ولهذا لاحظنا ما يلي:
أ - إن سبب تسمية المجلسي طائفة من الأخبار التي استخرجها من نسخة الكتاب الناقص باسم (الإمامة والتبصرة) وسبب الترديد منه قدس سره، هو أن كتاب " جامع الأحاديث " قد ألحق بكتاب (الإمامة والتبصرة) وأودعا في مجلد واحد وضياع الصفحات الأولى من نسخة جامع الأحاديث وعدم اطلاعه على هذا الكتاب.
وكان الأولى للمجلسي في باب الروايات أن لا يسند الرواية إلى كتاب إلا بما جزم بأنها منه دون ظنه، فلا يدرج جميع أحاديثه باسم الإمامة والتبصرة، بل يقول:
(في أصل من أصول القدماء) حتى لا يوقع الآخرين في اللبس والحيرة، فيحكم جهابذة التحقيق المنقبون والباحثون بعدم مساعدة الرواة في الأسانيد في نسبة الكتاب لوالد الصدوق، أمثال خاتمة المحدثين الشيخ النوري في مستدركه، والشيخ المتبحر النحرير الكبير الطهراني في ذريعته، والعلامة المحقق - آية الله الحجة - في مقالات الحنفاء كما مر.
ب - ثم إن السبب في اشتباه الآخرين هو عدم وقوفهم على كيفية النسخة التي كانت عند العلامة المجلسي أولا، وإسناده - قدس سره - جميع روايات النسخة إلى الإمامة والتبصرة - كما أسلفنا - ثانيا، وعدم تطبيقهم روايات النسخة مع روايات جامع الأحاديث ثالثا.
فكان السبب الوحيد في نفي نسبة كتاب الإمامة والتبصرة لوالد الصدوق، النظر للقسم الثاني (جامع الأحاديث) مع اعتقادهم أن الكتاب كتاب واحد لظاهر نسبة المجلسي الكتابين إلى الإمامة والتبصرة عند ذكر رواياتهما.
ج - والعجب من شيخ الإسلام المجلسي - رضوان الله عليه - كيف ذهب عنه النظر في خاتمة القسم الأول من كتاب الإمامة والتبصرة وقد سجل عليه (تم كتاب الإمامة بحمد الله وحسن توفيقه)، وأعجب من ذلك أنه قال في مقدمة كتابه - قدس سره - عنه: وأصل آخر، إما منه، أو من غيره.
صفحة مقدمة التحقيق 18
فهو جازم في نسبة الكتاب لوالد الصدوق ومتردد في الأصل الآخر في أنه كان منه أو من غيره.
د - فالكتاب لوالد الصدوق دون أدنى شبهة، علما بأن التخريجات التي أوردناها وأثبتناها في كتابنا تحت كل حديث من أحاديث الإمامة والتبصرة، و اتحادها مع إكمال الدين وغيره من كتب ابنه الصدوق عن أبيه، أو مع كتاب جامع الأحاديث يوجب اليقين بصحة النسبة للكتاب، وإن الأخبار الأخرى المروية باسمه في البحار هي من جامع الأحاديث لأننا فصلنا وميزنا أخبار الإمامة عن أخبار جامع الأحاديث.
هـ - أضف إلى ذلك أن المؤلف لم يكمل كتابه للإمام الثاني عشر بل ينتهي الكتاب عند الإمام الرضا - سلام الله عليه - ثم أكمل الكتاب - بأيدي رجال الفضل والتحقيق في هذه المدرسة - بمستدرك ألحق فيه، وبروايات عن كتب الصدوق عن أبيه.
فشكرا لله على إلهامنا الصواب ووصولنا للحق واللباب، وذلك لأن الأساس الوحيد في أسلوب تحقيقنا في المدرسة (الاتحاد بين الروايات في كل موضوع من جميع المصادر) فأورثنا القطع بنسبة الكتاب لمؤلفه والد الصدوق، وأن الروايات الأخرى المستخرجة في البحار باسم الإمامة والتبصرة هي لجامع الأحاديث للقمي.
ولو أن النسختين كانتا حاضرتين عند المحققين الأعاظم الأجلاء ونظروا فيها لما صدر منهم ما لا يناسب من دونهم.
وختاما أرجو من الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى في نشر سائر تراث آل محمد (عليهم السلام) وعلومهم، وإحياء أمرهم، والتمسك بهديهم، إنه نعم المولى ونعم النصير.
صفحة ترجمة المؤلف 19
ترجمة المؤلف وعائلته
بنو بابويه: من كبار البيوتات العلمية - في قم المشرفة - التي أنجبت فطاحل المحدثين، ونوابغ العلماء والمحققين، وعباقرة العلم والدين، حيث زهت أرجاء مدينة قم بهم بأفذاذ مصلحين ومرشدين، خدموا الإسلام والمسلمين بأمانة وإخلاص، وروجوا علوم آل محمد صلى الله عليه وآله بعزم وثبات نادرين، طيلة عشرات السنين، فاستحقوا بذلك كل تعظيم وتبجيل، وثناء عاطر جميل، ما كر الجديدان، وتطاولت الأيام والأعوام.
فقد اتفقت كتب الرجال ومصادر التحقيق أن آل بابويه كانوا من كبار سدنة العلم، وحملة الحديث للطائفة، وقد ساهموا في نشر آثار بيت الرسول صلى الله عليه وآله بكتبهم وأحاديثهم، ومؤلفاتهم ومروياتهم، بكل بنان ولسان.
وقال العلامة المامقاني في تنقيح المقال: وأولاد بابويه كثيرون جدا وأكثرهم علماء أجلة (1).
وقد كتب المحقق البحراني في تعدادهم رسالة (2).
وقد ذكر صاحب العوالم في رياض العلماء عنهم قائلا: كلهم كانوا من أكابر العلماء (3).
ومن أبرز هذه العائلة المباركة الصدوقان الأول والثاني، فأما الأول فهو - مؤلف كتابنا الإمامة والتبصرة -: أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الذي
____________
1 - تنقيح المقال ج 3 ص 42 من الفصل الثاني باب الكنى.
2 - المصدر السابق، الكنى والألقاب ج 1 ص 213.
3 - رياض العلماء ج 2 ص 148.
صفحة ترجمة المؤلف 20
قال عنه النجاشي: كان شيخ القميين في عصره، ومتقدمهم وفقيههم وثقتهم (1)، انتهى.
وقد أطراه الشهيد الأول - في معرض حديثه عن الصدوق الثاني - في إجازته لزين الدين علي بن الخازن: بالإمام ابن الإمام (2)، أو كما قال المحقق الداماد:
بالصدوق ابن الصدوق (3).
وقال ابن النديم: ابن بابويه القمي... من فقهاء الشيعة وثقاتهم (4)، وله ترجمة في رجال الشيخ وفهرسته، والخلاصة، وسائر التراجم ولا نحتاج إلى الايعاز إليها بعد ما ورد من الإمام الحسن العسكري (ع) في حقه وبتوقيعه الشريف: يا شيخي ومعتمدي وفقيهي.
وقال الخوانساري يمدح ابن بابويه: كان من أجلاء فقهاء الأصحاب، والأدلاء على صراط آل محمد الأنجاب الأطياب، غيورا في أمر الدين، مدمرا أساس الملحدين، معظما من مشايخ الشيعة، مفخما من أركان الشريعة، صاحب كرامات ومقامات، ومساع وانتظامات (5).
أما الشيخ النوري فقال في مستدرك؟: الشيخ الأقدم، والطود الأشم أبو الحسن... ابن بابويه القمي العالم الفقيه، المحدث الجليل، صاحب المقامات الباهرة، والدرجات العالية التي تنبئ عنها مكاتبة الإمام العسكري وتوقيعه الشريف إليه (6).
عاصر الإمام الحادي عشر الحسن العسكري - سلام الله عليه - لخروج توقيعه الشريف إليه، وكفاه فخرا وعزا وشرفا أن يخاطبه المعصوم بهذه الكلمات القدسية الناصعة، التي تنبئ عن عظمة الصدوق الأول، وعلو مقامه، وسمو منزلته، وإليك نص التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والجنة للموحدين، والنار للملحدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله أحسن
____________
1 - رجال النجاشي ص 198.
2 - الإجازات ص 39.
3 - الرواشح السماوية ص 150، ص 159.
4 - الفهرست ص 246، وراجع جامع المقال ص 195.
5 - روضات الجنات ج 4 ص 273.
6 - مستدرك الوسائل ج 3 ص 527.
صفحة ترجمة المؤلف 21
الخالقين، والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين.
أما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن علي بن الحسين القمي - وفقك الله لمرضاته، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته - بتقوى الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة.
وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمور، والتعهد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قال الله عز وجل: " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " (1).
واجتناب الفواحش كلها، وعليك بصلاة الليل، فإن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أوصى عليا عليه السلام فقال: يا علي عليك بصلاة الليل (ثلاث مرات) ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي، وأمر جميع شيعتي حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج فإن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وآله - أنه يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا.
فاصبر يا شيخي وأمر جميع شيعتي بالصبر، فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير (2).

____________
1 - النساء: 114.
2 - أورد شطرا منها في المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 425، وعنه في البحار ج 50 ص 317، و مجالس المؤمنين للقاضي نور الله الشوشتري ج 1 ص 453، وعنه في رياض العلماء ج 4 ص 7، و روضات الجنات ج 4 ص 273 عن الإحتجاج وغيره، ولؤلؤة البحرين ص 348، ومكاتيب الأئمة ج 2 ص 265، والأنوار، البهية ص 161، ومستدرك الوسائل ج 3 ص 527 عن الإحتجاج، ثم قال: و نقله القاضي في المجالس، وفي الرياض ونقل الشهيد والقطب الكيدري أيضا في كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة هذا المكتوب من جملة كلام الحسن العسكري عليه السلام ولم أجده فيه ولعل نسخه مختلفة. انتهى. وأقول لم أجده في الإحتجاج.
صفحة ترجمة المؤلف 22
فهذا التوقيع لوحده يعكس شخصية الصدوق الأول بما تضمنه من الدعاء والسلام، وطلب التوفيق له لمرضاة الله، ورزقه أولادا صالحين من ذريته، فهو في غنى عن مدح العلماء والفضلاء، وثناء الباحثين والمحققين، ولهذا سنرى الذرية المباركة لهذه الدعوة المباركة.

ميلاده
لم تذكر كتب التراجم سنة ميلاده، إلا أنه ولد بقم، وقد افترض الشيخ النوري خروج التوقيع الشريف - آنف الذكر - سنة وفاة الإمام العسكري عليه السلام وهي 260 هـ وقال: كانت مدة بقاء أبي الحسن علي بعد ذلك قريبة من سبعين سنة - من سنة 260 وحتى وفاته سنة 329 - فلو كان عند صدور التوقيع من الشيوخ سنا فهو من المعمرين، وإلا فخطاب الشيخ والفقيه والمعتمد منه عليه السلام إلى من هو في السن من الأحداث يدل على مقام عظيم (1).
وهذه التفاتة دقيقة من الشيخ النوري - قدس سره -.

لقاؤه مع نائب الإمام (ع)
قدم - قدس الله روحه - العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله، وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود (2) يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسأله فيها الولد، فكتب - عليه السلام - إليه: قد دعونا (3) الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين، فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من أم ولد، وكان أبو عبد الله الحسين بن عبد الله يقول: سمعت أبا جعفر يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر - عليه السلام - ويفتخر بذلك (4).
ويضيف الصدوق عن أبي جعفر محمد بن علي الأسود بقوله: وسألته في أمر
____________
1 - المستدرك ج 3 ص 528 س 6.
2 - ذكر النجاشي أن الواسطة لإيصال الكتاب للحسين بن روح (رض) علي بن الأسود، بينما في كمال الدين ج 2 ص 49 ح 26، وغيبة الطوسي 194 كان الواسطة أبو جعفر محمد بن علي الأسود، فلاحظ.
3 - قد تقدم في توقيع العسكري عليه السلام: " وجعل من صلبك أولادا صالحين "
4 - النجاشي ص 198، الخلاصة للعلامة ص 94، القطب في الخرائج ص 189، والشيخ في الغيبة ص 195 كل بتفاوت بسيط.
صفحة ترجمة المؤلف 23
نفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولدا ذكرا، فلم يجبني إليه، وقال: ليس إلى هذا سبيل فولد لعلي بن الحسين رضي الله عنه ابنه محمد بن علي وبعده أولاد ولم يولد لي شئ.
قال مصنف هذا الكتاب: كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود كثيرا ما يقول لي - إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رض) و أرغب في كتب العلم وحفظه -: ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم و أنت ولدت بدعاء الإمام (ع) (1).
أما الشيخ الطوسي، فيروي عن مشايخه عن ابن نوح بإسناده عن مشايخ أهل قم أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه، فلم يرزق منها ولدا، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رض) أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب: (إنك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين).
وقال ابن نوح: وقال لي أبو عبد الله بن سورة القمي حفظه الله: ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد: محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ ويحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم، ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس ولا فقه له.
قال ابن سورة: كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما، ويقولون لهما: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الإمام (عج) لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم (2).
ولهذا كان الصدوق الثاني رحمه الله يقول: (أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر (عج)، ويفتخر بذلك (3) كما مر.
وحق لهذا الطود العظيم الشامخ أن يفتخر، فهو البحر الطامي، ومفخرة كل شيعي إمامي، وهو الموج المتلاطم الزخار، والصدوق فيما يرويه عن الأئمة الأطهار (ع)، شيخ المحدثين القميين، ورئيس المستحفظين المهديين، وحافظ علوم الملة والدين، الذي ولد - كما مر - بدعاء الإمام صاحب الزمان (عج) فعمت بركته
____________
1 - إكمال الدين ج 2 / 502. ومنتخب الأثر 384 ح 6 والبحار 51 / 335 ح 61 2 - الغيبة للشيخ الطوسي ص 187 السطر الأخير.
3 - النجاشي ص 199.
صفحة ترجمة المؤلف 24
الأنام، ونطقت بفضله الركبان، ولا زالت أنوار مداده تشع في قلوب المؤمنين، وتنير الطريق للسالكين، سيما كتابه الجليل (من لا يحضره الفقيه) أحد الكتب الأربعة عند الطائفة الحقة، والمعول عليها عند كل عالم وفقيه.

مؤلفاته
وللصدوق الأول كتب كثيرة قاربت المائتين في مختلف فنون العلم والفقه والدين، قال ابن النديم: قرأت بخط ابنه أبي جعفر محمد بن علي (الصدوق) على ظهر جزء: (قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي علي بن الحسين وهي مائتا كتاب) (1).
مع أن ابن النديم لم يعطنا اسم أي كتاب بينما ذكر النجاشي والشيخ الطوسي ما يقارب عشرين كتابا فقط، وإليك أسماؤها:
1 - كتاب التوحيد.
2 - كتاب الوضوء.
3 - كتاب الصلاة.
4 - كتاب الجنائز.
5 - كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة.
6 - كتاب الاملاء.

7 - كتاب نوادر كتاب المنطق (2).
8 - كتاب الإخوان.
9 - كتاب النساء والولدان.
10 - كتاب الشرائع - وهو الرسالة إلى ابنه (3).
11 - كتاب تفسير.
12 - كتاب النكاح.
13 - كتاب مناسك الحج.
14 - كتاب قرب الإسناد (4).
15 - كتاب التسليم (5).
16 - كتاب الطب.
17 - كتاب المواريث.
18 - كتاب المعراج (6).
19 - كتاب الحج، لم يتمه (7).
20 - رسالة الكر والفر.

____________
1 - الفهرست لابن النديم ص 246.
2 - ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 65 عد النوادر كتابا والمنطق كتابا وسماه النطق، وكذا الطوسي في الفهرست ص 218.
3 - ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 65 فصل بين الشرائع والرسالة إلى محمد بن علي فجعلها كتابين، وكذا الطوسي في الفهرست ص 218.
4 - وقد صرح المدقق المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة بأن قرب الإسناد لعلي بن بابويه وقع بيده بعد تأليفه كتاب آيات الأحكام وكان بخط مؤلفه، وقد أخرج منه بعض الأخبار في الحديقة (المستدرك ج 3 ص 529).
5 - ذكر ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 65: كتاب التمييز، وذكر الطوسي في الفهرست ص 218:
كتاب التسليم والتمييز.
6 - النجاشي ص 199.
7 - الفهرست للطوسي ص 218.
صفحة ترجمة المؤلف 25
والرسالة الأخيرة مناظرة مع محمد بن مقاتل الرازي (1) في إثبات إمامة أمير المؤمنين في الري إلى أن صار محمد بن مقاتل شيعيا (2).

مكانته عند العلماء
وكانت للصدوق منزلة عظيمة عند الأصحاب لوثاقته وعدالته وكان العلماء يعدون فتاويه من الأخبار، قال الشهيد في ذكراه: وقد كان الأصحاب يتمسكون بما يجدونه من شرائع الشيخ أبي الحسن بن بابويه رحمه الله عند إعواز النصوص لحسن ظنهم به، وإن فتواه كروايته (3).
وذكر المجلسي في الصدوقين: ولذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه وكلام أبيه (رض) منزلة النص المنقول والخبر المأثور (4).
لأنه أول من ابتكر طرح الأسانيد وجمع بين النظائر وأتى بالخبر مع قرينه علي بن بابويه في رسالته إلى ابنه، وجميع من تأخر عنه يحمد طريقه فيها، ويعول عليه في مسائل لا يجد النص فيها لثقته وأمانته وموضعه من الدين والعلم (5).

مشايخه وأساتذته
تتلمذ شيخنا الصدوق على كثير من المشايخ العظام، وأساتذة علوم الفقه والحديث فجال في طلبهم البلدان، وترك في سبيل ملاقاة حملة العلم وأئمة الدين الأوطان، إلا أننا لا نستطيع حصر أسمائهم، لضياع أغلب كتبه ومؤلفاته، وقد جمعنا أسماء بعض مشايخه من خلال كتبه الموجودة بين أيدينا وهم:
1 - إبراهيم بن عبدوس الهمداني
2 - أحمد بن إدريس (7)

____________
1 - راجع ترجمته في نوابغ الرواة ص 308.
2 - رياض العلماء ج 4 ص 6 ثم قال صاحب الرياض: ورأيت نسخة منها في كازرون في بعض المجاميع، وهي رسالة جليلة لطيفة محتوية على تلك المناظرة ولكن جمعها بعض تلاميذه.
3 - ذكرى الشيعة ص 4 السطر الأخير.
4 - البحار ج 10 ص 405.
5 - رياض العلماء ج 4 ص 6 عن أبي علي بن الطوسي، المستدرك ج 3 ص 528 عن مجموعة الشهيد عن ابن الطوسي أيضا، الروضات ج 4 ص 274.
6 - الأمالي ص 16.
7 - العيون ص 21، ص 30.
صفحة ترجمة المؤلف 26
3 - أحمد بن علي التفليسي (1)
4 - حبيب بن الحسين الكوفي التغلبي (2)
5 - الحسن بن أحمد القمي الأسكيف (3)
6 - الحسن (الحسين خ. ل) بن أحمد المالكي (4)
7 - حسن بن علي العاقولي (القاقولي) (5)
8 - الحسن بن علي بن الحسن (الحسين خ. ل) الدينوري العلوي (6)
9 - الحسن بن محمد بن عبد الله بن عيسى (7)
10 - الحسين بن محمد بن عامر (Cool
11 - الحسين بن موسى (9)
12 - سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي أبو القاسم المتوفى سنة 301 وقيل سنة 299 (10).
13 - عبد الله بن جعفر أبو العباس الحميري " صاحب كتاب قرب الإسناد " (11).
14 - عبد الله بن الحسن المؤدب (12).
15 - علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي (13).

____________
1 - الأمالي ص 249.
2 - العلل ص 524، الأمالي ص 120.
3 - الخصال ص 582 ح 7.
4 - العيون ص 236 والأمالي ص 250، وقد ورد الحسن بن علي بن الحسين في معاني الأخبار والعيون أيضا.
5 - ثواب الأعمال ص 209.
6 - الفهرست للطوسي تسلسل 304، وفي رجاله فيمن لم يرو عنهم في ترجمة زيد، النجاشي ص 133 وفيه: الحسن بن علي بن (الحسين).
7 - العيون ص 18.
8 - العلل ص 289 وربما يكون: الحسين بن محمد بن (عمران) بن أبي بكر الأشعري شيخ الكليني و ابن بابويه.
9 - الأمالي ص 532.
10 - العيون ص 19.
11 - العلل ص 509.
12 - العلل ص 182 ورجال الشيخ باب من لم يرو عنهم.
13 - فهرست الشيخ ص 89 والعيون ص 75.
صفحة ترجمة المؤلف 27
16 - علي بن الحسين بن علي الكوفي (1).
17 - علي بن الحسين السعد آبادي (2).
18 - علي بن سليمان الرازي (3).
19 - علي بن محمد بن قتيبة (4).
20 - علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني (5).
21 - القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي، وكيل الناحية (6).
22 - محمد بن أبي عبد الله (7).
23 - محمد بن أبي القاسم ماجيلويه (Cool.
24 - محمد بن أحمد الأسدي (9).
25 - محمد بن أحمد بن علي بن الصلت (10).
26 - محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري (11).
27 - محمد بن الحسن الصفار المتوفى سنة 290 بقم (12).
28 - أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر (13).
29 - محمد بن معقل القرميسيني (14).
30 - محمد بن يحيى العطار (15).

____________
1 - التوحيد ص 383.
2 - الأمالي ص 262.
3 - العلل ص 429 وربما يكون الزراري كما في النجاشي.
4 - الأمالي ص 90.
5 - العيون ص 202.
6 - العلل ص 578، العيون ص 225 ح 37.
7 - العلل ص 300.
8 - العلل ص 484.
9 - الخصال ص 28 ح 99.
10 - المعاني ص 32، الأمالي ص 69.
11 - العلل ص 363.
12 - الإكمال ص 348.
13 - الفهرست للطوسي ص 146 تسلسل 616.
14 - العلل ص 179، والخصال ص 53.
15 - العيون ص 19.
صفحة ترجمة المؤلف 28
31 - محمد بن أحمد بن هشام (1).
32 - زيد بن محمد بن جعفر المعروف بابن أبي الياس الكوفي (2).

تلامذته ومن روى عنه
يروي عنه جماعة من المشايخ منهم:
1 - أحمد بن داود بن علي القمي (3).
2 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي (4).
3 - الحسين بن الحسن بن محمد بن موسى بن بابويه (5).
4 - الحسين بن علي بن الحسين (ولده) (6).
5 - سلامة بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي الأكرم أبو الحسن الارزني، خال أبي الحسن بن داود (7).
6 - عباس بن عمر بن عباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي مروان الكلوذاني (Cool.
7 - ولده الصدوق محمد بن علي بن الحسين (9).
8 - هارون بن موسى التلعكبري (10).

وفاته
روى الشيخ في الغيبة بإسناده أنه: كان أبو الحسن علي بن محمد السمري (قده) يسألنا كل قريب عن خبر علي بن الحسين فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله، حتى كان اليوم الذي قبض فيه فسألنا عنه فذكرنا له مثل ذلك، فقال: آجركم
____________
1 - ثواب الأعمال ص 47.
2 - رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم. باب (ز) رقم 3.
3 - التهذيب ج 6 ص 106.
4 - كامل الزيارات ص 19، ص 21.
5 - تنقيح المقال ج 1 ص 325.
6 - النجاشي ص 54، رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم ص 466.
7 - النجاشي ص 145.
8 - النجاشي ص 199.
9 - جميع كتبه مشحونة بروايته عن أبيه.
10 - رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم ص 516.
صفحة ترجمة المؤلف 29
الله في علي بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة، قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة واليوم والشهر، فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما، ورد الخبر أنه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسن - قدس سره - (1).
وما يقارب هذا الخبر ما نقله النجاشي قال: قال جماعة من أصحابنا:
سمعت أصحابنا يقولون: كنا عند أبي الحسن علي بن محمد السمري رحمه الله، فقال:
رحم الله علي بن الحسين (ابن) بابويه، فقيل له: هو حي، فقال: إنه مات في يومنا هذا، فكتب اليوم فجاء الخبر بأنه مات فيه (2).
وقد اتفقت كتب الرجال على أن وفاته: سنة 329 سنة تناثر النجوم (3).
إلا أن الشيخ الطريحي ينقل عن الشيخ البهائي أن سنة وفاته هي 310 وذلك عندما دخل القرامطة - لعنهم الله - مكة أيام الموسم، وأخذوا الحجر الأسود وبقي عندهم عشرين سنة، وقتلوا خلقا كثيرا، وممن قتلوا علي بن بابويه، وكان يطوف فما قطع طوافه فضربوه بالسيف فوقع إلى الأرض وأنشد:

ترى المحبين صرعى في ديارهم كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا (4)

والظاهر أن الشيخ البهائي قد أخذ هذا المعنى من كتاب " الإعلام بأعلام بيت الله الحرام " للقطب الحنفي الذي ألفه في سنة 985 في شرح دخول القرامطة، وقد ذكر فيه مقتل الحاج على أيديهم ومنهم ابن بابويه واستشهاده ببيت الشعر (5).
وهذا القول مما يخالف المشهور بتاريخ الوفاة، ومحله، فالمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralhedya.yoo7.com
Admin

Admin


عدد المساهمات : 556
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 14/08/2010

ألامامه والتبصر من الحيره Empty
مُساهمةموضوع: رد: ألامامه والتبصر من الحيره   ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 17, 2010 6:03 am


1 - كمال الدين ج 1 / 315 ح 2 وعنه البحار 51 / 132 ح 1
2 - كمال الدين ج 1 / 317 ح 3 وعنه البحار 51 / 133 ح 4
3 - كمال الدين ج 1 / 323 ح 8 وعنه البحار 51 / 134 ح 1
4 - إثبات الوصية ص 259 وعنه منتخب الأثر ص 2 21 ح 3
5 - كمال الدين ج 2 / 334 4 وعنه البحار 51 / 143 ح 7
6 - كمال الدين ج 2 / 361 ح 5 وعنه البحار 51 / 151 ح 6
7 - كمال الدين ج 2 / 376 ح 7 وعنه البحار 52 / 322 ح 30
8 - كمال الدين ج 2 / 377 ح 1 وعنه البحار 51 / 156 ح 1
9 - كمال الدين ج 2 / 383 ح 10 وعنه البحار 50 / 339 ح 4
10 - كمال الدين ج 2 / 409 ح 9 وعنه البحار 51 / 160 ح 7.
الصفحة 5
وقال الإمام الغائب المنتظر عجل الله فرجه الشريف: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن جدي محمدا رسول الله، وأن أبي أمير المؤمنين، ثم عد إماما إماما إلى أن بلغ إلى نفسه، ثم قال:
اللهم أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلا وقسطا (1).

____________
1 - كمال الدين ج 2 / 428 وعنه البحار 51 / 13.
الصفحة 6
قال الله تعالى:
وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات
ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم
وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا...

النور / 55
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض
ونجعلهم أئمة
ونجعلهم الوارثين *
ونمكن لهم في الأرض...

القصص / 5، 6

ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر
أن الأرض يرثها عبادي الصالحون *
إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين * وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين *

الأنبياء / 105 - 107
الصفحة 7

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أوجب الحمد على عباده بنعمه عندهم آنفا واستوجب منهم - بما وفقهم لذلك الحمد على تلك النعم - شكرا مستأنفا.
وسبحان من ليس معه لأحد في الآنف من النعمة، والمستأنف من الشكر صنع في إحداث موهبة، ولا في إلهام شكر، بل برأفته أولى النعم، وبتحننه ألهم الشكر، وبتفضله بسط في ذلك كله التوفيق، وبحكمته أرشد إلى الهدى، وبعدل قضائه لم يجعل في الدين من حرج، ولم يدع إليه بسبيل غامض (ولو بان الدال) (1) عليه عن الكلام المتداول على الألسنة، بينونته - جل ثناؤه - عن عباده، لحارت الأسماع عن إصغائه، وتاهت الأفئدة عن بلوغه، وغربت الأفهام عن حمله غروبها عن كيفية الله - جلت أسماؤه -.
والحمد لله الذي كان من لطيف صنعه وإنفاذ حكمته أن لم يحمل علينا في ذلك إصرا، وجعل سفيره - فيما دعا إليه - خيرته من خلقه محمدا صلى الله عليه وآله، وبين منه - في أيام الدعوة، وقبل حدوث النبوة وإظهار الرسالة - عناصر طيبة وأعراقا طاهرة وشيما مرضية (2).

____________
1 - ما بين المعقوفين زدناه تصحيحا للعبارة، وكان موضعه بياض في نسخة (ب)، أما نسخة (أ) ففيها: ولم يدع إليه سبيل غامض عليه من الكلام.
2 - في (ب): وسيما مرضية.
الصفحة 8
وجعله المقتدى به في مكارم الأخلاق، والمشار إليه بمجانبة الأعراض التي تمنع التقديم والتأخير، وتحجزت بالتقديس والتفضيل، حتى دعانا إلى الله جل جلاله بكلام مفهوم، وكتاب عزيز (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد) (3).
فجعل الداعي منزها عن دنية تحجزه عن قول معروف، ومصونا بالعصمة عن أن ينهى عن خلق ويأتي بمثله، والرسالة مباينة عن أن يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها.
ومن على خلقه أن جعل الداعي معهودا بالمجاورة، والدعوة مشهورة بالمجاورة، وأوكد في ذلك على عباده الحجة أن دعا إلى حق لا يجمع مختلفين ولا يضم متفقين.
وجعل عباده - على اختلاف هممهم واتساع خلائقهم - بمعزل عن السبيل التي " لو اتبع الحق أهوائهم، لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن " (4) ومباينة من الحالة التي يملكون فيها لأنفسهم نفعا أو ضرا، وأوكل عجزهم (5)، وضعف آرائهم إلى أئمة أصفياء، وحفظة أتقياء، عن الله يبلغون، وإليه يدعون، وبما يأمرون به من الخيرات يعملون، وعما ينهون عنه ينتهون " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، وهم من خشيته مشفقون " (6).
فالحمد لله على جميع هذه النعم الحسنة، حمدا يؤدى به الحق، ويستجلب به المزيد.
وصلى الله على محمد وآله صلاة ترفع إليه وتزكو عنده، وتدل على اشتمال الثبات، واستقرار الطويات على أنهم لله علينا حجة، وإليه لنا قادة وعليه - تبارك اسمه - أدلة، وفي دينه القيم شريعة وسالفة، وأن كلمتهم لا تبطل وحجتهم لا تدحض، وعددهم لا يختلف، ونسبهم لا ينقطع، حتى يرث الله - جل جلاله -
____________
3 - اقتباس من الآية 42 من سورة فضلت 41.
4 - اقتباس من الآية 71 من سورة المؤمنون 23.
5 - هذا هو الظاهر وكان في (أ): وأكل عجز لهم، وفي (ب): وأكل عجزهم وضعفهم.
6 - اقتباس من الآية 28 من سورة الأنبياء 21.
الصفحة 9
الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، ويظهرهم على الدين كله ولو كره المشركون.
" قال الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه رحمه الله " (7) إني لما بذلت فيما أخلدت من الكتب وسعي، وأخرجت فيما لزمني من ذلك جهدي، وجدت الصلاة تجمع حدودا كثيرة، والصوم يشمل أمورا وافرة والزكاة تضم معاني مختلفة، والحج يحوي مناسك جمة.
ووجدت حمل هذه الأشياء الجليلة، وملابسة هذا الدين القيم، وتبصرة ما ذكرت من هذه الأحوال، لا تنال إلا بسابقة إليه وإمام يدل عليه، وأن من هداه الله لذلك أرتشد سبيله وانتفع بعلمه وعمله، ومن أضله أضل سبيله وحبط عمله، وخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.
وعلمت أن الإمامة حال بها يدرك حدود الصلاة، وشرائع الصوم، ومعاني الزكاة، ومناسك الحج.
ورأيتها أجل عروة محكمة، وأوثق سبيل منهجة.
ورأيت كثيرا ممن صح عقده، وثبتت على دين الله وطأته، وظهرت في الله خشيته، قد أحادته الغيبة، وطال عليه الأمد حتى دخلته الوحشة، وأفكرته (Cool الأخبار المختلفة، والآثار الواردة، فجمعت أخبارا تكشف الحيرة وتجسم النعمة (9) وتنبئ عن العدد، وتؤنس من وحشة طول الأمد.
وبالله للصواب أرتشد، وعلى صالح القول أستعين، وإياه أسأل أن يحرس الحق ويحفظه على أهله، ويصون مستقره ومستودعه.
" أسباب اختلاف الروايات وموجبات الحيرة والاشتباه " فلأجل الحاجة إلى الغيبة اتسعت الأخبار، ولمعاني التقية والمدافعة عن الأنفس اختلفت الروايات " وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم
____________
7 - هذا السطر من راوي الكتاب كما هو الظاهر.
8 - في هامش (أ): وأنكرته.
9 - هذا ظاهر (أ) وفي (ب) تجسم الغمة.
الصفحة 10
ما يتقون " (10).
ولولا التقية والخوف، لما حار أحد، ولا اختلف اثنان، ولا خرج شئ من معالم دين الله - تعالى - إلا على كلمة لا تختلف وحرف لا يشتبه.
ولكن الله - عظمت أسماؤه - عهد إلى أئمة الهدى في حفظ الأمة، وجعلهم في زمن مأذون لهم بإذاعة العلم، وفي آخر حلماء " يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزى قوما بما كانوا يكسبون " (11).
عظم هذا من أمر وجل! ولأمر ما وقع وحل!.
وغير عجب أن يحدث في مثله من الأوقات خبر يحمي خيط الرقبة (12).
ويحرس بفضل المداراة جمهور البيضة.
وفي مثل هذا الزمن خولف الأمر في العدد، حتى أوقع في الظاهر أمر ما لا خلاف في استبطانه، وكشف عن سبب لا شك في كتمانه.
وليست إشارة مشهورة وإذاعة بينة أن يقول ولي من أولياء الله وثقة من خزان أسرار الله أن صاحب هذا الأمر أثبت (13) مني، وأخف ركابا.
هذا، مع الروايات المشهورة والأحاديث الكثيرة: أن الوقت غير معلوم، والزمن غير معروف، ولولا كتمان الوقت والمساترة به، لما استدل عليه بالصيحة (14)، والآيات وخروج رايات أهل الضلالات، ولقيل: إنه فلان بن فلان، وإن يومه يوم معلوم بين الأيام، ولكن الله - جل اسمه - جعله أمرا منتظرا في كل حين، وحالا مرجوة عند كل أهل عصر،
____________
10 - من الآية 115 سورة التوبة 9.
11 - من الآية 14 سورة الجاثية 45.
12 - هذا هو الظاهر، وكان في النسختين: حيط، بالحاء المهملة.
13 - في (ب): أشب.
14 - هذا هو الظاهر وكان في النسختين: الصحة.
الصفحة 11
لئلا تقسو - بطول أجل يضربه الله - قلوب، ويستبطأ (15) في استعمال سيئة وفاحشة، موعدة عقاب، وليكون كل عامل على أهبة، ويكون من وراء أعمال الخيرات أمنية، ومن وراء أهل الخطايا والسيئات خشية وردعة، وليدفع الله بعضا ببعض، والسنة القديمة على هذا قول رسول الله صلى الله عليه وآله في أمر الساعة حين أنذر قومه: صبحتكم الساعة، مستكم الساعة، بعثت أنا والساعة كهذه من هذه (16).
فلولا ما أراد من المدافعة وتقريب المدة على عامل الخير والشر والثواب والعقاب، لعلم (صلى الله عليه وآله) أن ما جرت إليه الأمة الضالة دون وقوع الساعة، وأن ما وعده الله في أهل بيته من إظهارهم على الدين كله قبل حدوثها يكون.
وعلى هذا مضت الرسل، ودرج الرسل، ودرج الأخيار، كل يقرب القيامة، ويدني الساعة، ويبشر بسرعة المجازاة على العقاب والثواب.
ولو كان الخبر عن كل شئ بحقيقته مقدما، والأجل في كل مدة مضروبا ممهدا، لكان حق الرسالة وفرض البلاغة على عيسى عليه السلام أن يأمر من يعلم أنه يبلغ زمن رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقتصر على ما يعهده في أيامه، ثقة بأن شريعته تنسخ الشرايع، وعلما بأنه خير النبيين وسيد المرسلين.
ولاقترف أهل كل فترة ذنوبا عظيمة وجرائح كثيرة، ولكنهم كانوا على اقتراب من انتظار عقاب أو ثواب وبذلك دفع الله الناس بعضهم ببعض.
وهذه السنة في الأئمة عليهم السلام مستعملة، وعلى أيامهم جارية، وفيهم قائمة.
ولو كان أمرهم مهملا عن العدد وغفلا، لما وردت الأخبار الوافرة بأخذ الله
____________
15 - فيهما: يستبطئ.
16 - اقتباس من البحار ج 2 ص 301 ح 3.
الصفحة 12
ميثاقهم على الأنبياء وسالف الصالحين من الأمة.
ويدلك على ذلك قول أبي عبد الله عليه السلام حين سئل عن نوح عليه السلام لما ذكر " استوت سفينته على الجودي بهم ":
هل عرف نوح عددهم؟
فقال: نعم، وآدم عليه السلام (17).
وكيف يختلف عدد، يعرفه أبو البشر ومن درج من عترته والأنبياء من عقبه، على شرذمة من ذريته وبقية يسيرة من ولده؟!
وأي تأويل يدخل على حديث اللوح (18).
وحديث الصحيفة المختومة (19)؟
والخبر الوارد عن جابر في صحيفة فاطمة عليها السلام (20)؟
وكيف لا يعلم: أن الذي قال [ - هـ ] العالم عليه السلام: ستة أيام، أو ستة أشهر أو ست سنين، غير معلوم؟! (21)
____________
17 - ومثله ما ورد عن منصور بن حازم أنه قال لأبي عبد الله (ع): أكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعرف الأئمة (ع)؟
فقال نعم، ونوح البحار 38 / 45.
18 - حديث اللوح: حديث طويل، مضمونه أن جابر عبد الله الأنصاري عاد الزهراء فاطمة عليها السلام فرأى في يدها لوحا فيه: أن الباري أهداه إلى النبي صلى الله عليه وآله وقد سجل فيه أسماء الرسول والزهراء والأئمة الاثني عشر من بعده. الكافي ج 1 ص 527 ح 3.
رواه المؤلف بسنده وقد نقل الصدوق نصه الكامل برواية أبيه في الباب 28 من إكمال الدين: 308 ح 1، ورواه النعماني في الغيبة (ص 29) والمفيد في الإختصاص (ص 205).
ونقل في بحار الأنوار (ج 36) ص (195) عنهم وعن العيون 1 / 34 ح 2 وغيبة الطوسي: ص 93 و الإحتجاج: 1 / 84 ويأتي بتمامه عن هذه الكتب في المستدرك ص 93.
19 - حديث الصحيفة المختومة: رواه المؤلف في هذا الكتاب الباب 3 وقد ذكرنا له شواهد، فراجع الحديث 20 وتخريجاته.
20 - صحيفة فاطمة، أو مصحف فاطمة، أو كتاب فاطمة، ورد التعبير بكل ذلك عن كتاب ينسب إليها سلام الله عليها كان عنده الأئمة، وردت فيه أسماء من يملك من الملوك وقد ورد ذكره في رواية للمؤلف في هذا الكتاب، الباب 3 فراجع الحديث 20 مع شواهده وتخريجاته.
21 - روى الكليني بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال في حديث طويل عن المهدي
=>
الصفحة 13
ومن غير شك: يجوز أن أمرا لا يمتنع أن يجوز وقته من ستة أيام إلى ستة أشهر، ومن ستة أشهر إلى ست سنين، غير ممتنع أن يجوز إلى سنين.
وهل هذا مفهوم؟
فإن كان عليه السلام أراد تسمية الوقت، فقد علم أنه لم يسم.
وإن أراد الاغماض منه (22) فغير عجب أن يغمضه بأشد ما يقدر عليه، ويستر عنه بأجهد ما يمكنه، لأن أمرا يخبر عنه من يوثق بعلمه بالشك بين ستة أيام أو ست سنين، لا يراد به غير المغامضة والستر.

____________

<=
قلت يا أمير المؤمنين، وكم تكون الحيرة والغيبة؟
قال: ستة أيام، أو ستة أشهر أو ست سنين... أصول الكافي (1 / 338) وإثبات الوصية ص 260، لكن رواه الصدوق بأسانيد عديدة منها عن أبيه (المؤلف)، ولم يرد فيه هذا السؤال والجواب، لاحظ إكمال الدين (288 ح 1).
ورواه النعماني في الغيبة (29) عن الكليني بسنده إلى الأصبغ، إلا أن الجواب فيه هكذا قال سبت من الدهر.
وقول المؤلف فيما يلي " لأن أمر يخبر عنه... بالشك بين ستة ستة أيام أو ست سنين " يدل علي أن روايته للحديث كانت محتوية على عبارة تقيد الشك والترديد، إنما وقع الخلل في النقل عنه.
هذا، وقد ورد هذا الترديد في رواية عن الإمام السجاد عليه السلام:
روى الصدوق في الإكمال قال:
حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال حدثني إسماعيل بن علي القزويني، قال: حدثني علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي:
عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، أنه قال: فينا نزلت هذه الآية: " وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " الأحزاب آية / 6.
وفينا نزلت هذه الآية: " وجعلها كلمة باقية في عقبه " الزخرف آية / 28 والإمامة في عقب الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة:
وإن للقائم منا غيبتين، أحدهما أطول من الأخرى:
أما الأولى: فستة أيام، أو ستة أشهر، أو ست سنين.
أما الأخرى: فيطول أمدها، حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به، فلا يثبت عليه إلا من قوى يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضيناه، وسلم لنا أهل البيت. إكمال الدين ص 323 ح 8.
22 - في (ب): عنه.
الصفحة 14
ولولا إقحام السؤال عليهم في أوقات غير مسهلة للجواب، لما خرج حكم إلا على حقيقته، ولا كلام إلا على جهته.
فأما قوله عليه السلام: إن صاحب هذا الأمر ابن ثلاثين سنة، أو إحدى وثلاثين سنة، أو أربعين سنة، فإن جاز الأربعين فليس بصاحب هذا الأمر (23).
فإنه لمعنى المدافعة عن الأنفس، وليتيقن (24) من لا يشك في إمامة من يحدث بهذا الحديث من أعدائه: أنه ليس بصاحب السيف فيلهو عنه ويشتغل عن طلبه.
ويدلك على هذا قوله: يملك السابع من ولد الخامس، حتى يملأها عدلا كما ملئت جورا (25).
ولو كان صاحب هذا الأمر لا يجوز أن يجوز أربعين سنة، لما جاز لأحد من الأئمة عليهم السلام أن تصلح له الإمامة فوق الأربعين، لأن الإمامة شأن واحد في القيام بالعلم والسيف، وما كان الله ليجعل هذا الأمر العظيم في رجل يختاره، ثم ينزعه عنه لمعنى السن.
ولو طويت ما نطقت به من هذا التأويل على هذا الخبر، لكان فيما يتأوله من يتعلق به للرد أقنع حجة وأبلغ دفعا، لأن الذي يروي هذا الحديث يتأول: أن امتناع القيام بعد الأربعين سنة من طريق النكير في العقول.
وأعوذ بالله أن أقول: إنهم صلوات الله عليهم بمنزلة سائر الناس، وإن عقولهم مما يدخلها الفساد في الأربعين وما فوقها.

____________
23 -
24 - في (أ): ليتبعن.
25 - قال الصادق (ع) في المهدي (ع): الخامس من ولد السابع رواه المؤلف بسنده وعنه ابنه في إكمال الدين ص 338 ح 12.
وعن الكاظم قوله: إذا فقد الخامس من ولد السابع. رواه الكليني في الكافي ج 1 ص 336 والنعماني في الغيبة ص 78 والمؤلف بسنده كما في الإكمال ص 359 والمسعودي في إثبات الوصية ص 255 نعم روى المسعودي حديثا عن الباقر (ع) قال فيه: القائم: السابع بعدي، إثبات الوصية ص 259.
الصفحة 15
والأسوة برسول الله صلى الله عليه وآله حسنة، وهو سيد النبيين والأئمة الراشدين، وحين أناف على الأربعين نبي، وبعدها بسنين أظهر الدعوة.
فأما أمر موسى عليه السلام، وقوله: إنه لا يموت حتى يملأها عدلا كما ملئت جورا، فإن ذلك قاله عند شدة الطلب وقسوة القلوب، ليقرب المدة، ويردع الظلمة.
والحجة، فيمن قال بالوقف عليه، قد استقصيت بصحيح الأخبار في باب إمامته.
وإنما أردت بذكر هذا الحديث إيراد قوله: " بدا لله فيما قلت " لأنه خرج في أيام فلان حين اشتد الطلب والخوف، حتى وقع بعد هذا الحديث من الغيبة والاختفاء ما اتصل بهذا العهد وبلغ هذه المدة، وما كان الله ليبدو له في إمام تسمية ولا خروجا.
وما أفرق - بعد قولي: إن الإمامة أحد الشرائع الخمسة - بين من يقول بالبداء فيها بالعدد والتسمية، وبين من يقول بالبداء في الصلاة والصوم وسائر الشرائع الأربعة.
لأن مخرج الأربعة من الواحدة، وهي الإمامة، فإن جاز أن ينسخ الله أصل الشرائع، جاز أن ينسخ فرعها.
وأعوذ بالله أن أقول بنسخ شريعة وتبديل ملة، بعد أن جعل الله محمدا صلى الله عليه وآله خاتم النبيين، وشريعته خاتمة الشرائع، وواصل القيام على دينه وشريعته بقيام الساعة، والانتقال منها إلى محشر القيامة فأما الوقت:
فالسنة (26) فيه الكتمان، والشريعة فيه الامساك عن الإعلان.
ومما يدل على التقية ويرشد إلى (27) أن الأخبار الكثيرة وردت لعلة ما: قوله عليه السلام: " بدا لله في إسماعيل ". (28)
____________
26 - كلمة (إلى) ليست في (أ) 27 - في (ب): فإن السنة.
28 - رواه الصدوق في التوحيد (ص 336) مرسلا عن الصادق (ع) قال: (ما بدا لله بداء كما بدا في إسماعيل ابني) وقال بعده: وقد روى لي من طريق أبي الحسين الأسدي (رضي الله عنه) في ذلك شئ غريب، ثم ذكر الحديث ورواه عنه في البحار (4 ص 109).
الصفحة 16
فكيف الحجة الآن في آدم عليه السلام أنه حفظ أسماءهم؟
وما القول في أمر نوح أنه علم عددهم؟ (29) وكيف يثبت أن الله - عز وجل - أخذ على الأمة كلها عهدهم، وهو ينسخ أمرهم، ويبدو له في أسمائهم؟.
وبأي دليل يدفع أمر اللوح؟
فأخبار الأظلة، والآثار الواردة أن الله خلقهم قبل الأمم، وما كان الله ليأخذ مولى من أوليائه على قوم، ثم يبدو له في ذلك وقد قبض إليه منهم العدد الكثير، إذ هو الحق أن لا يحاسب إلا بحجة، ولا يعذب إلا بحقيقة بلاغ.
وحاش لله أن يجعل خلفاء في عباده من ينقض أمرهم ويبدل سنتهم وتكون حكمته - سبحانه - بمحل يرشح رجلا لحفظ بيضة المسلمين فيكون بمنزلة ينحى عنها قبل انقضاء أجله وبلوغ مدته، أو يجعله بمحل من يحدث في عقله الفساد لبلوغه أقصى العمر وأبعد السن، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
والحجة على هذا القول، مثل الحجة على تسميته:
فسمى إماما، ولما هو، وأظهر القول فيه بالبداء لمثله، أو جعل البداء لمعنى معارضة في موت أو غم أو رزق أو أجل.
والإمامة لا تغير، والنسب لا ينقطع، والعدد لا يزيد ولا ينقص.
فإن قال قائل: إن الذي انتهى إليه الوقت في الغيبة غاية عمر أهل الدهر، ونهاية سن خلق هذا العصر، وإن الآيات قبله لم تظهر، والدلالات المذكورة بين يديه لم تحدث؟!
فهلا يقول بالبداء في هذه الدلالات، ويحتج بنسخها، إذ؟ هو جائز عنده
____________
29 - مر ذكر علم نوح عليه السلام عدد الأئمة عليهم السلام.
الصفحة 17
أن يبدو لله في إمام، فإن ذلك أولى وأحق.
وستجده (30) أكثر من يمتنع من هذا، ويحتج بأنها من المحتوم!
فكيف يجعل هذه الدلالات مما (لا) (31) يبدو لله فيها، لأنها من المحتوم، ويقول بالبداء في الإمامة ولا يشك أنها من المحتوم؟!
وكيف لا يتخذ الحجة في ذلك: أن الله - جل اسمه - يعفو عن عباده فيما يتوعدهم به من عقاب وعذاب محتوما كان ذلك منه أو موقوفا.
فلا يبدو له في وعد خير صغيرا كان أو كبيرا، حتى تسلم له المدة ويقرب الله عليه الوقت، ويكفيه أمر الوحشة لطول الغيبة.
وإن (32) ترك هذه العلة في الوقت، وقال بالعمر: أنه لا يجوز عمر متأخر على عمر متقدم؟!
فالخبر شائع أن عمر أبي عبد الله عليه السلام أوفى على عمر من تقدمه (33).
وكلما جاز أن يكون في واحد، هو جائز أن يكون في آخر، لا سيما إذا لم يكن ذلك مما يفسد شريعة أو يبطل سنة.
وعسى أن يعتصم بعد هذه الأحوال مقصر بالتسليم، فيقول:
إنه واجب استعماله في الأخبار كلها، ويكره التفقه، ويرفض القصد فيقول: وردت الأخبار، ولزم القبول ووجب التسليم.
ويجعل الولي في ذلك بمنزلة العدو، فيوجب على أولياء الله استعمال خبر خرج من العلماء عن تقية لأعداء الله.
ولا يعلم أن المجتهد في العمل أفضل من المتكل على الأماني.
ويجهل قول أمير المؤمنين عليه السلام: اللهم إنك تعلم أنه ما ورد علي أمران أحدهما لك رضا، والآخر لي هوى، إلا آثرت رضاك على هواي. (34)
____________
30 - في (أ). ستجدها، و (ب). ستجد.
31 - كلمة (لا) لم ترد في النسختين، لكن تصحيح المطلب يقتضيها.
32 - في (أ): وإلا. 33 - 34 -.
الصفحة 18
وهذا بعيد من هذا النمط، وعميق من القول في هذا الموضع، لكن لطيف النظر يذهب إليه، ودقيق الفكر يوجب أنه إذا لزم الايثار في أمرين كلاهما حق، لفضل رضا الله على هوى ولي من أوليائه.
إن استعمال الايثار في خبر ورد لمكان حجة، واستعبار واجب على خبر وقع لمعنى تقية ومكان مدافعة.
جعلنا الله ممن يبصر رشده، ويهتدي سننه، ويجتهد في الدين بلغته ويبذل فيه طاقته، ويخشاه حق خشيته، ويراقبه مراقبة أهل طاعته، ويرغب في ثوابه ويخاف معاده، وختم أعمالنا بالسعادة والزلفى الحسنة.
وقد بينت الأخبار التي ذكرتها من طريق العدد، وكل ما وقع في عصر إمام من إشارة إلى رجل، أو دعاية (35) منه بغير حق، واستحالة مجاوزة العدد وتبديل الأسماء، بصحيح الأخبار عن الأئمة الهادين عليهم السلام.
متوكلا على الله تعالى، ومستغفرا من التقصير، ومستعيذا به سبحانه أن أريد - بما تكلفته - إلا الاصلاح وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب.

____________
35 - كذا ظاهرا، والمراد أو ادعاء منه، وكان في النسختين: أودعته.
الصفحة 19
الإمامة والتبصرة
الصفحة 20
الصفحة 21
1 - باب الوصية من لدن آدم عليه السلام
1 - سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب السراد، عن مقاتل ابن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
قال النبي صلى الله عليه وآله: أنا سيد النبيين، ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الأوصياء.
إن آدم عليه السلام سأل الله تعالى أن يجعل له وصيا صالحا، فأوحى الله عز وجل إليه: إني أكرمت الأنبياء بالنبوة، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء.
فقال آدم عليه السلام: يا رب اجعل وصيي خير الأوصياء.
فأوحى الله إليه: يا آدم، أوص إلى شيث فأوصى آدم إلى شيث، وهو هبة الله بن آدم.
وأوصى شيث إلى ابنه شبان، وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة، فزوجها ابنه شيثا (1).

____________
1 - كذا في كافة المصادر التي أورد فيها هذا الحديث، وكان في النسختين: ابنه شبان.
الصفحة 22
وأوصى شبان إلى مخلث (2).
وأوصى مخلث إلى محوق.
وأوصى محوق إلى عثميثا (3).
وأوصى عثميثا إلى أخنوخ، وهو إدريس النبي عليه السلام.
وأوصى إدريس إلى ناحور.
ودفعها ناحور (4) إلى نوح النبي عليه السلام.
وأوصى نوح إلى سام.
وأوصى سام إلى عثامر.
وأوصى عثامر إلى برعثباشا (5).
وأوصى برعثباشا إلى يافث.
وأوصى يافث إلى بره.
وأوصى بره إلى حفسه (6).
وأوصى حفسه إلى عمران.
ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل عليه السلام.
وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل.
وأوصى إسماعيل إلى إسحاق.
وأوصى إسحاق إلى يعقوب.
وأوصى يعقوب إلى يوسف.
وأوصى يوسف إلى بثريا (7).

____________
2 - في الإكمال: مجلث وفي البحار: محلث.
3 - في (ب): عتميشا، في الموضعين وفي الإكمال: عثميشا 4 - في الإكمال: ناخور.
5 - في الإكمال والبحار: عيثاشا.
6 - في الإكمال والبحار: جفيسه 7 - في الإكمال: بثرياء.
الصفحة 23
أوصى بثريا إلى شعيب.
ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران عليه السلام.
وأوصى موسى إلى يوشع بن النون Cool.
وأوصى يوشع إلى داود النبي.
وأوصى داود إلى سليمان.
وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا.
وأوصى آصف إلى زكريا.
ودفعها زكريا إلى عيسى بن مريم عليه السلام.
وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا.
وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا.
وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر.
وأوصى منذر إلى سليمة.
وأوصى سليمة إلى برده.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ودفعها إلي برده.
وأنا أدفعها إليك يا علي.
وأنت تدفعها إلى وصيك، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد، حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك.
ولتكفرن بك الأمة، ولتختلفن عليك اختلافا كثيرا شديدا.
الثابت عليك كالمقيم معي، والشاذ عنك في النار " والنار مثوى الكافرين " (9).

____________
8 - في الإكمال والبحار: " نون " 9 - روى هذا الحديث الشيخ الصدوق، في من لا يحضره الفقيه (ج 4 ص 174) عن الحسن بن محبوب وقد ذكر طريقه إليه في " المشيخة " بقوله: وما كان فيه الحسن بن محبوب، فقد رويته عن محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - عن عبد الله بن جعفر الحميري وسعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، انظر: روضة المتقين (ج 14 ص 97).
ورواه الصدوق في أماليه (ص 328 ح 3) بهذا السند أيضا.
ورواه في إكمال الدين (ج 1 ص 6 21) عن ابن الوليد، عن الصفار وسعد والحميري جميعا، عن ابن عيسى، و ابن أبي الخطاب والنهدي وإبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب.
ورواه الطوسي في أماليه (ج 2 ص 57) عن الصدوق بسنده في الأمالي. ورواه الطبري في بشارة المصطفى (ص 99) بسنده إلى الصدوق، و (ص 100) بسنده عن الطوسي.
وأورده المجلسي في بحار الأنوار (ج 23 ص 57) عن أمالي الصدوق وإكماله، وأمالي الطوسي وفي (ج 11 ص 225) و (ج 17 ص 148) عن أمالي الصدوق ومن شواهد الحديث: ما رواه الخزاز في كفاية الأثر (ص 147) بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي عليه السلام مرفوعا، وقد ذكر فيه أسماء الأئمة بعد علي والحسن والحسين واحدا واحدا إلى القائم عليهم السلام.
وما رواه البرسي في مشارق الأنوار (ص 58) بسنده إلى ابن عباس عن علي عليه السلام.
وقد نقل الحر العاملي هذا الحديث عن كافة مصادره في إثبات الهداة (ج 2 ص 306).
واعلم أن الأسماء المذكورة في الرواية تختلف من حيث رسم الحروف إهمالا وإعجاما وتقديما وتأخيرا وزيادة ونقصانا بشكل فاحش حسب تعدد المصادر، بل في المصدر الواحد في نقوله المختلفة، فلا بد من ملاحظتها.
الصفحة 24
الصفحة 25

2 - باب أن الأرض لا تخلو من حجة
2 - محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إبراهيم، عن زيد الشحام، عن داود بن العلا، عن أبي حمزة الثمالي، قال:
قال الباقر عليه السلام: ما خلت الدنيا - منذ خلق الله السماوات والأرض - من إمام عدل إلى أن تقوم الساعة حجة لله فيها على خلقه (1).
3 - سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن نعمان الرازي، قال:
كنت أنا وبشير الدهان، عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال:
لما انقضت نبوة آدم عليه السلام وانقطع أجله، أوحى الله عز وجل إليه أن يا
____________
1 - رواه الصدوق في علل الشرائع (ص 197 ح 14) عن أبيه (المؤلف) مثله سندا ومتنا إلا أنه لم يرد فيه ذكر الباقر عليه السلام.
وأورده عنه في بحار الأنوار (ج 23 ص 23) وإثبات الهداة (ج 1 ص 234). لكن روى الصدوق في العلل (ص 197 ح 11) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، عن محمد بن عيسى رفعه إلى أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام، حديثا بهذا المضمون.
وقد روى هذا الحديث في بصائر الدرجات للصفار (ص 485 ح 4) والكافي للكليني (ج 1 ص 178)، ودلائل الإمامة للطبري ص 229.
وقد روى سعد (شيخ المؤلف) في كتابه مختصر بصائر الدرجات (ص Cool بقوله: وعنهما (أي عن يعقوب بن يزيد، وإبراهيم بن هاشم) عن محمد بن الفضيل عن علي بن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام بنص الحديث العاشر الآتي فراجعه ولاحظ تخريجاته.
الصفحة 26
آدم، قد انقضت نبوتك، وانقطع أجلك، فانظر إلى ما عندك من العلم والإيمان وميراث النبوة وأثرة (2) العلم والاسم الأعظم، فاجعله في العقب من ذريتك، عند هبة الله، فإني لن أدع الأرض بغير عالم يعرف به طاعتي وديني، ويكون نجاة لمن أطاعه (3).
4 - وعنه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: حدثني الثقة من أصحابنا: أنه سمع أمير المؤمنين عليه السلام، يقول:
اللهم، لا تخل الأرض من حجة لك على خلقك، ظاهر أو خاف مغمور، لئلا تبطل حجتك (4) وبيناتك (5).

____________
2 - في (أ): وأثر العلم.
3 - رواه في علل الشرائع (ص 195) عن أبيه (المؤلف) مثله سندا. إلا أن فيه: أكله وأكلك، بدل أجله وأجلك. وأورده عنه في البحار (ج 23 ص 19).
وروى البرقي في المحاسن (ج 1 ص 235) عن أبيه، عن محمد بن سفيان، عن النعمان الرازي: سمعت أبا عبد الله عليه السلام: وفيه أكله وأكلك. وفي آخره... نجاة لمن يولد ما بين قبض النبي إلى ظهور النبي الآخر.
ونقله في إثبات الهداة (ح 1 ص 189) عن المصادر، ورواه الطبري في دلائل الإمامة 231.
4 - في المصادر: حججك.
5 - رواه في علل الشرائع (ص 195) عن أبيه (المؤلف) مثله، وفي الإكمال (ج 1 ص 302) عن أبيه وابن الوليد معا: عن سعد عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب.
وأورده في البحار في (ج 23 ص 20) عن العلل و ص 49 عن الإكمال ورواه في كمال الدين (ص 289) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد وماجيلويه جميعا عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي القرشي، عن نصر بن مزاحم المنقري، عن عمر بن سعيد، عن فضيل بن خديج، عن كميل بن زياد عن علي عليه السلام نحوه متنا وفيه (ص 293) عن أبيه (المؤلف) عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن عبد الله بن الفضل بن عيسى عن عبد الله النوفلي، عن عبد الله بن عبد الرحمان، عن هشام الكلبي، عن أبي مخنف لوط بن يحيى، عن عبد الرحمان بن جندب، عن كميل، مثله، ونقلهما في البحار (ج 23 ص 48 و 49). وأورد الطوسي في الأمالي (ج 1 ص 19) عن الصدوق عن أبيه بسنده عن فضيل، وروى الصدوق في الإكمال (ص 302) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، عن هارون بن مسلم (عن سعدان) هكذا في الإكمال، عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عن علي عليه السلام بمعناه، وهذا ما وقفنا عليه من مصادر الحديث وشواهده ومتابعاته من طريق المؤلف وأما من غير طريقه، فإن لهذه الرواية أكثر من عشرين طريقا تنتهي إلى الإمام علي عليه السلام برواية كميل عنه، وفي بعض الطرق برواية من يوثق به أصحابه، أو ثقة من أصحابنا، ويمكن أن يستأنس من ملاحظة جميع الطرق أن المراد به هو كميل.
فلاحظ بعض الطرق في: الكافي (ج 1 ص 339 و 178) والغيبة للنعماني (ص 68) وانظر بحار الأنوار (ج 23 ص 44 و 49) وأمالي المفيد (ص 154) وكمال الدين (289 و 294) والخصال (186) وبصائر الدرجات (486).
الصفحة 27
5 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: تبقى الأرض بلا عالم حي ظاهر (6) يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال لي: إذا، لا يعبد الله، يا أبا يوسف (7).
6 - وعنه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلا:
عن أبي عبد الله عليه السلام:
قال: قلت له: تبقى الأرض - يوما - بغير إمام؟ (Cool فقال: لا (9).
7 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن بعض الثقات، عن الحسن بن زياد:

____________
6 - كذا في (ب) والعلل، وفي (أ): حق، وفي هامشه، حي - ظ.
7 - رواه في علل الشرائع (ص 195) عن أبيه، مثله.
ونقله عنه في البحار (ج 23 ص 21) وإثبات الهداة (ج 1 ص 233). وروى سعد في مختصر بصائر الدرجات (ص Cool بقوله: وعنهما (أي يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم) عن الحسن بن محبوب، مثله. وفي بصائر الدرجات للصفار (ص 487): محمد بن عيسى وأحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج، مثله. ونقله عن الأخيرة في البحار (ج 3 2 ص 51).
8 - كذا في (ب) والمصادر الأخرى، لكن في (أ): حجة، بدل إمام.
9 - رواه الصدوق في الإكمال (ص 223) عن أبيه (المؤلف) عن سعد والحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان عن ابن أبي عمير بسنده مثله، وفيه تكون، بدل تبقى، ونقله في البحار 25 ص 107 ويأتي تمامه في المستدرك من كتابنا هذا ح 29 رواه في البصائر (485) عن محمد بن عيسى بسنده مثله، ونقله في البحار (23 / 50) ورواه الكليني في الكافي (ج 1 ص 178 ح 4) عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي، عن الحسين، مثله، ونقله عنه النعماني في الغيبة (ص 68).
وانظر الكافي (1 / 178 ح 1).
الصفحة 28
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: الأرض لا تكون إلا وفيها عالم يصلحهم، ولا يصلح الناس إلا ذلك (10).
8 - سعد، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان عن الحسن بن زياد:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
لا يصلح الناس إلا بإمام، ولا تصلح الأرض إلا بذلك (11).
9 - سعد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي عمارة بن الطيار (12) قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول:
لو لم يبق في الأرض إلا اثنان، لكان أحدهما الحجة (13).

____________
10 - رواه في العلل (ص 196) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، عن محمد بن عيسى، عن سعد بن أبي خلف عن الحسين بن زياد، مثله.
وفي الكمال (ج 1 ص 203) عن أبيه، عن سعد والحميري، قالا حدثنا إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن محمد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف عن الحسن بن زياد، نحوه باختلاف يسير.
ونقله عنهما في البحار (ج 23 ص 35 - 36).
وإثبات الهداة (ج 1 ص 203).
وروى الصدوق في الإكمال (ص 223) عن أبيه (المؤلف) عن سعد والحميري، قالا حدثنا إبراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن زياد، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: هل تكون الأرض إلا وفيها إمام؟
قال: لا تكون إلا وفيها إمام عالم بحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه.
ونقله في البحار (ج 23 ص 40).
11 - رواه في العلل (ص 196) عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، مثله، ونقله في البحار (23 / 22) وإثبات الهداة (1 / 234).
12 - كذا في العلل والإكمال وكافة المصادر، وكان في النسختين: الطيان وهو غلط.
13 - رواه في العلل (ص 197) عن أبيه (المؤلف) مثله، وفيه: رجلان بدل اثنان ونقله في البحار (23 / 22).
ورواه في الإكمال (ص 203) عن أبيه (المؤلف) ومحمد بن الحسن، عن سعد والحميري، عن محمد بن عيسى وابن أبي الخطاب جميعا عن محمد بن سنان عن حمزة الطيار، مثله، بإضافة قوله: أو كان الثاني الحجة، الشك من محمد بن سنان. ونقله في البحار (ج 23 ص 36).
وروى النعماني في الغيبة (ص 69) قال: حدثنا عبد الواحد بن عبد الله، قال حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان عن أبي عمارة حمزة بن الطيار، مثله إلا أن فيه: لكان الثاني منهما الحجة.
ورواه في بصائر الدرجات (ص 488) عن محمد بن عيسى نحوه.
وفي سند الحديث السابق عليه: أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن ابن سنان، عن أبي عمارة بن الطيار، باختلاف.
وعنه في البحار (23 / 52) وإثبات الهداة (1 / 153).
وفي مختصر البصائر لسعد (ص Cool: أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان عن حمزة بن حمران (كذا) وفيه: لكان أحدهما حجة على صاحبه.
ورواه الكليني بعدة أسانيد تنتهي كلها إلى حمزة بن الطيار، الكافي (1 / 179 - 180) ونقله عنه النعماني في الغيبة (ص 69).
الصفحة 29
10 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن رجل، عن أبي حمزة:
عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
والله، ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم، إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، وهو حجة الله على عباده، ولا تبقى (14) الأرض بغير إمام، حجة لله على عباده (15).
11 - سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان وصفوان بن
____________
14 - في (أ) يبقي الأرض.
15 - في العلل (ص 197) عن أبيه، عن سعد عن ابن عيسى، رفعه، إلى أبي حمزة، مثله.
ونقله في البحار (23 / 22).
ورواه سعد (شيخ المؤلف) في مختصر البصائر (ص Cool عنهما (أي عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم) عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، مثله. ونقله في البحار: 23 / 22 عن العلل، والبصائر: 485 عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة.
وانظر الحديث (15) وتخريجه، فإن المتن متحد.
وروى الصدوق في الإكمال (228 ح 21) عن أبيه وعن ابن الوليد عن سعد بن عبد الله والحميري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن علي الخزاز عن عمر بن أبان، عن الحسين بن أبي حمزة عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال: يا أبا حمزة إن الأرض لن تخلو إلا وفيها عالم منا، إن زاد الناس قال: قد زادوا، وإن نقصوا، قال: قد نقصوا، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه، ونقله عن الكمال في البحار:
26 / 174 ح 47. ورواه في دلائل الإمامية ص 230.
الصفحة 30
يحيى وعبد الله بن المغيرة و (16) علي بن النعمان، كلهم: عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
إن الله لم يدع الأرض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان فإذا زاد المؤمنون ردهم، وإن نقصوا أكمله لهم، فقال: خذوه كاملا، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم، ولم يفرق بين الحق والباطل (17).
12 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: تبقي الأرض بغير إمام؟
قال: لو بقيت الأرض بغير إمام، لساخت (18).
13 - أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمد، عن الخشاب، عن جعفر بن محمد، عن كرام، قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام:
لو كان الناس رجلين، لكان أحدهما الإمام.
وقال: إن آخر من يموت الإمام، لئلا يحتج أحد على الله أنه تركه بغير
____________
16 - كان في النسختين: (عن) مكان الواو، والصواب ما أثبتناه.
17 - رواه في العلل (ص 195) عن أبيه (المؤلف) مثله، وعنه في البحار (23 / 21) ورواه في (ص 199) عن أبيه عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى وابن أبي الخطاب عن ابن سنان وابن النعمان عن ابن مسكان مثله، وعنه في البحار (23 / 24) ورواه في الكمال (ج 1 ص 203 ح 12) مثله، ونقله في البحار (23 / 36) ورواه في الكافي (ج 1 ص 178) عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان قريبا منه، وعنه في الغيبة للنعماني (ص 68). ورواه في دلائل الإمامة ص 232.
18 - رواه في الإكمال (ج 1 ص 201) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن سعد، عن محمد بن عيسى و ابن أبي الخطاب، عن محمد بن الفضيل، مثله، ونقله في البحار (23 / 21) وفي العلل (198) عن أبيه (المؤلف) عن سعد عن ابن أبي الخطاب، عن النضر، عن محمد بن الفضيل مثله، نقله في البحار (23 / 28) وفي غيبة الطوسي (ص 132) عن سعد مثله، وعنه في البحار (23 / 24) وفي البصائر للصفار (ص 488) عن محمد بن عيسى مثله، وفي العلل (196) عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى. وفي الكافي (ج 1 ص 179) عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى نحوه، ونقله عنه في غيبة النعماني (ص 69).
الصفحة 31
حجة (19).
14 - الحميري، عن السندي بن محمد، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم:
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لا تبقى الأرض بغير إمام ظاهر أو باطن (20).
15 - وعنه، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن حفص، عن عيثم (21) بن أسلم عن ذريح المحاربي:
عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: سمعته يقول: والله، ما ترك الله الأرض - منذ قبض آدم - إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، وهو حجة الله على العباد، من تركه هلك ومن لزمه نجا، حقا على الله تعالى (22).
16 - سعد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الكريم، وغيره:
عن أبي عبد الله عليه السلام:

____________
19 - رواه في العلل (198) عن الحسين بن أحمد عن أحمد بن إدريس (شيخ المؤلف) مثله، ونقله في البحار (23 / 21) وفي آخره: بغير حجة لله عليه.
ورواه في الكافي (ج 1 ص 180) عن محمد بن يحيى، عمن ذكره، عن الخشاب.
20 - رواه في العلل (197) عن أبيه (المؤلف) كما هنا، نقله في البحار (23 / 23) ورواه في بصائر الدرجات (ص 486) عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب والحجال عن العلاء، مثله، لكن ليس فيه:
" أو باطن "، ونقله في البحار (23 / 51).
21 - كذا في (ب) وفي (أ): عثيم، وفي العلل: ميثم، وفي الإكمال: عثمان.
22 - رواه في العلل (ص 197) والإكمال (1 / 230) عن أبيه (المؤلف) مثله ونقله في البحار (23 / 23) وروى الكشي (372) عن أبي سعيد ابن سليمان، عن العبيدي، عن يونس بن عبد الرحمان، وصفوان بن يحيى وجعفر بن بشير، جميعا: عن ذريح المحاربي، نحوه وقطعة منه في ثواب الأعمال بسنده فيه: عن ذريح - عن أبي حمزة - عن أبي عبد الله عليه السلام فراجع ثواب الأعمال (ص 245) والمحاسن للبرقي (ص 92) نحوه.
ونقله في إثبات الهداة (ج 1 ص 229 و 242).
وروى الصدوق في الإكمال (ص 220)، عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد: عن سعد ومحمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الأول - يعني موسى بن جعفر عليه السلام - باختلاف يسير ورواه النعماني في الغيبة (ص 68) عن الكليني في الكافي (1 / 178).
الصفحة 32
إن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله يخبر عن ربه، فقال له: يا محمد، إني لم أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف طاعتي وهداي، ويكون نجاة فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر، ولم أكن أترك إبليس يضل الناس وليس في الأرض حجة لي، وداع إلي، وهاد إلى سبيلي، وعارف بأمري، وإني قد قضيت لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ويكون حجة على الأشقياء (23).

____________
23 - رواه في العلل (ص 196) عن أبيه (المؤلف) مثله، وفيه قضيت.
ونقله في البحار (23 / 22) وإثبات الهداة (1 / 223) ورواه في دلائل الإمامة (ص 232).

=>
الصفحة 33

____________

<=
وقد روى المؤلف حديثا مسندا إلى النبي صلى الله عليه وآله جاءت فيه جملة " من مات... " نوردها، قال:
أ - حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، جميعا: عن محمد بن عيسى، ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم، جميعا: عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، أنه سمع من سلمان، ومن أبي ذر، ومن المقداد حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
من مات وليس له إمام، مات ميتة جاهلية.
ثم عرضه على جابر وابن عباس، فقالا: صدقوا وبروا، وقد شهدنا ذلك وسمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن سلمان قال: يا رسول الله إنك قلت: من مات وليس له إمام، مات ميتة جاهلية، من هذا الإمام يا رسول الله؟ قال: من أوصيائي، يا سلمان، فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية، فإن جهله وعاداه، فهو مشترك، وإن جهله ولم يعاده ولم يوال له عدوا فهو جاهل وليس بمشرك (24) ب - سعد والحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول:
إن الأرض لا تترك إلا بعالم يعلم الحلال والحرام، وما يحتاج الناس إليه، ولا يحتاج إلى الناس.
قلت: جعلت فداك، علم ما ذا؟
قال: وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي عليه السلام (25).
ج - سعد، عن ابن عيسى، ومحمد بن عبد الجبار، عن البرقي، عن فضالة بن أيوب، عن شعيب، عن أبي حمزة قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: لن تبقى الأرض إلا وفيها من يعرف الحق، فإذا زاد الناس فيه قال: قد زادوا وإذا نقصوا منه قال: قد نقصوا وإذا جاءوا به صدقهم، ولو لم يكن كذلك لم يعرف الحق من الباطل (26).
د - سعد والحميري جميعا قالا: حدثنا اليقطيني، عن يونس، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: لم يترك الله عز وجل الأرض بغير عالم يحتاج الناس إليه، ولا يحتاج إليهم، يعلم الحلال والحرام.
قلت: جعلت فداك، بما ذا يعلم؟

=>

____________
24 - رواه الصدوق في الإكمال (ص 431).
25 - رواه في الإكمال (ص 223) وعنه في البحار: 23 / 40 ح 72.
26 - العلل (199 ح 25) وعن البصائر ص 331 ح 4 والاختصاص 283 نقله في البحار (ج 23 ص 25) عنه.
الصفحة 34

____________

<=
قال: بوراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام (27).
هـ - سعد، والحميري، عن اليقطيني وابن أبي الخطاب، عن أبي عبد الله المؤمن وابن فضال، عن أبي هراسة.
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لو أن الإمام رفع عن الأرض ساعة، لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله (28).
و - الحميري، عن محمد بن أحمد، عن أبي سعيد العصفري، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه:
عن أبي جعفر عليه السلام:
قال سمعته يقول: لو بقيت الأرض يوما بلا إمام منا لساخت بأهلها، ولعذبهم الله بأشد عذابه، إن الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الأرض لأهل الأرض، لم يزالوا في أمان من أن تسيخ الأرض بهم ما دمنا بين أظهرهم، فإذا أراد الله أن يهلكهم، ثم لا يمهلهم، ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه، ثم يفعل الله ما يشاء وأحب (29).
ز - سعد، عن البرقي عن ابن مهران، عن رجل عن أبي المغرا، عن ذريح، عن أبي حمزة:
عن أبي عليه السلام قال: منا الإمام المفروض طاعته، من جحده مات يهوديا أو نصرانيا.
والله، ما ترك الله الأرض منذ قبض الله عز وجل آدم إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، حجة على العباد، ومن تركه هلك ومن لزمه نجا، حقا على الله (30).
ح - سعد عن ابن عيسى وعلي بن إسماعيل بن عيسى، عن ابن معروف عن علي بن مهزيار، عن محمد بن القاسم عن محمد بن الفضيل:
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام:
قال: قلت له: تكون الأرض، ولا إمام فيها؟
فقال: إذا لساخت بأهلها (31).
ط - سعد والحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن علي الخزاز، عن
=>

____________
27 - رواه الصدوق في الإكمال (ج 1 ص 224) والبحار (ج 23 ص 40) و (26 ص 173) ورواه بصائر الدرجات: 485 ح 8 ومختصر البصائر: ص 62.
28 - الإكمال ص 203 وعنه في البحار (ج 23 ص 34) ورواه في غيبة النعماني: 139 عن الكافي (1 ص 179 ح 12) والصفار في بصائر الدرجات ص 488 ورواه في دلائل الإمامة: ص 230.
29 - رواه في الإكمال (ص 204) ونقله في البحار (ج 23 ص 37) ورواه في دلائل الإمامة ص 231 وأبي سعيد العصفري في كتابه ص 16.
30 - ثواب الأعمال (ص 245) وفي البحار (ج 23 ص 85) عنه وعن المحاسن: 1 / 92 ح 45.
31 - رواه في العلل (ج 1 ص 198) ونقله في البحار (ج 23 ص 27).
الصفحة 35

____________

<=
أحمد بن عمر قال:

سألت أبا الحسن عليه السلام: أتبقى الأرض بغير إمام؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralhedya.yoo7.com
Admin

Admin


عدد المساهمات : 556
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 14/08/2010

ألامامه والتبصر من الحيره Empty
مُساهمةموضوع: رد: ألامامه والتبصر من الحيره   ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 17, 2010 6:04 am


21 - في (أ): من شفاعتي، روى الصفار في بصائر الدرجات (ص 48) عن محمد بن عبد الحميد بسنده، هنا، لكن متنه كالحديث (23) السابق، وقد أشرنا إلى ذلك هناك.
ورواه في الكافي (ج 1 ص 208) عن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الحميد، مثله سندا، ومتنا إلا أنه لم يذكر كلمة: بيني، ونقله في البحار (23 / 136) عنهما وإثبات الهداة (2 / 252) عن الكافي، ولاحظ الحديث (23) السابق وتخريجاته.
22 - في بصائر الدرجات: حتى ملأ أكارعه.
الصفحة 46
قال عمر: فبعثتني أمي، فقالت: اذهب، فانظر ما يصنع هذا الرجل؟ فجئت فجلست مع الناس، حتى خطب أبو بكر، ثم نزل فدخل بيته فجئت، فأخبرتها، فأقامت حتى ولي عمر، فبعثتني، فصنعت مثل ما صنعت، وصنع عمر مثل ما صنع صاحبه فجئت، فأخبرتها، فأقامت حتى ولي عثمان فبعثتني، فصنعت مثل ما صنعت، وصنع مثل ما صنع صاحباه، فجئت فأخبرتها فأقامت حتى ولي علي فأرسلتني، فقالت: انظر ما يصنع هذا الرجل؟
فجئت، فجلست في المسجد، فجاء علي عليه السلام، فصعد المنبر، فخطب، فلما خطب نزل، فرآني في الناس، فقال: اذهب فاستأذن لي على أمك فخرجت حتى جئتها، فأخبرتها وقلت: قال لي: استأذن لي على أمك وهو [ ذا هو ] (23) خلفي يريدك.
قالت: أنا - والله - أدري (24).
فأستأذن علي عليه السلام، فدخل، فقال: أعطيني الكتاب الذي دفعه إليك رسول الله صلى الله عليه وآله، بآية كذا وكذا.
قال عمر: كأني - والله - أنظر إلى أمي، حين قامت إلى تابوت لها كبير، في جوفه تابوت لها صغير، فاستخرجت من جوفه كتابا، فدفعته إلى علي عليه السلام.
ثم قالت لي أمي: يا بني، الزمه، فوالله ما رأيت بعد نبيك إماما غيره (25).

____________
23 - ما بين المعقوفين ليس في البصائر والبحار.
24 - في البصائر: أريده، بدل (أدري).
25 - رواه الصفار في البصائر (ص 163) عن عمران بن موسى عن محمد بن الحسين، بسنده مثله، ونقله في البحار (22 / 223) و (26 / 49) و (38 / 132) عنه.
ويشهد له ما في البصائر (ص 168) بإسناده عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أم سلمة، نحوه ونقله في البحار (26 / 54).
الصفحة 47

5 - باب أن الإمامة لا تصلح إلا في ولد الحسين من دون ولد الحسن عليهما وعلى أبيهما السلام
29 - سعد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان الواسطي، عن عمه: عبد الرحمان بن كثير، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما عنى الله تعالى بقوله:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1)؟
قال: نزلت في النبي صلى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين، والحسن، والحسين، (وفاطمة) (2) عليهم السلام.
فلما قبض (الله) (3) نبيه، كان أمير المؤمنين، ثم الحسن، ثم الحسين عليهم السلام.
ثم وقع تأويل هذه الآية:
" وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " (4) فكان علي بن الحسين عليه السلام، ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء، فطاعتهم طاعة الله
____________
1 - الآية (33) من سورة الأحزاب 33.
2 - ما بين المعقوفين، ورد في العلل فقط.
3 - كلمة الجلالة وردت في (ب) والعلل.
4 - الآية (6) من سورة الأحزاب 33.
الصفحة 48
ومعصيتهم معصية الله (5).
30 - وعنه، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن أبيهما، عن عبد الله ابن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان، عن عبد الرحيم القصير:
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته عن قول الله تعالى:
" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " (6)، في من نزلت؟
[ قال: نزلت ] (7) في الإمرة، إن هذه الآية جرت في ولد الحسين عليه السلام من بعده، فنحن أولى بالأمر وبرسول الله صلى الله عليه وآله، من المؤمنين والمهاجرين.
فقلت: الولد جعفر فيها نصيب؟ فقال: لا.
فقلت: لولد العباس فيها نصيب؟ قال: لا.
قال: فعددت عليه بطون بني عبد المطلب، كل ذلك يقول: لا.
ونسيت ولد الحسن عليه السلام، فدخلت عليه بعد ذلك، فقلت: هل لولد الحسن فيها نصيب؟
فقال: لا، يا عبد الرحيم (Cool ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا (9).
31 - سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى، عن عبد الأعلى بن أعين، قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول:

____________
5 - رواه في العلل (205) عن أبيه (المؤلف) عن سعد مثله.
ونقله في البحار (25 / 255) والبرهان (3 / 310) وإثبات الهداة (2 / 447).
6 - الآية (6) من سورة الأحزاب 33.
7 - ما بين المعقوفين لم يرد في النسختين، لكن ورد في نقل الصدوق للرواية في العلل.
8 - في العلل: يا أبا عبد الرحمان.
9 - رواه في العلل (1 / 206) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، مثله، ونقله في البحار (25 / 256) ورواه في الكافي (1 / 288) عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه بسنده.
وعنه في البرهان (3 / 291) وتأويل الآيات (160).
الصفحة 49
إن الله عز وجل خص عليا عليه السلام بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وما نصبه له (10) فأقر الحسن والحسين له بذلك.
ثم وصيته للحسن، وتسلم (11) الحسين إلى الحسن عليهما السلام ذلك حتى أفضي الأمر إلى الحسين عليه السلام لا ينازعه فيها أحد، له من السابقة مثل ما له (12).
فاستحقها علي بن الحسين عليه السلام لقول الله تعالى:
" وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " (13).
فلا يكون بعد علي بن الحسين عليه السلام إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (14).
32 - عبد الله بن جعفر، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن أبي سلام، عن سورة بن كليب عن أبي بصير:
عن أبي جعفر عليه السلام، في قول الله تعالى:
" وجعلها كلمة باقية في عقبه " (15).
قال: في عقب الحسين عليه السلام، فلم يزل هذا الأمر - منذ أفضي إلى الحسين عليه السلام - ينتقل من والد إلى ولد، لا يرجع إلى أخ، ولا إلى عم ولا يعلم أن أحدا منهم إلا وله ولد.
وإن عبد الله خرج من الدنيا ولا ولد له، ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلا شهرا (16).

____________
10 - في العلل: وما يصيبه له.
11 - كذا في النسختين: لكن في العلل: تسليم الحسين للحسن.
12 - في (أ) مثل ما قاله.
13 - من الآية (6) من سورة الأحزاب 33.
14 - رواه في العلل (1 / 207) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، مثله مع اختلاف، وعنه في البحار (25 / 257) والبرهان (3 / 293).
15 - الآية (28) من سورة الزخرف 43.
16 - رواه في العلل (1 / 207) عن أبيه (المؤلف) عن الحميري، مثله، وفيه الحسن بن سعيد، نقله عنه في البحار (25 / 258) والبرهان (4 / 138).
ورواه في الإكمال (ص 415) عن ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد الأهوازي، مثله، وعنه في البحار (25 / 253).
ورواه في تأويل الآيات (198) عن محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن سعيد، مثله. وعنه في البحار (24 / 179).
الصفحة 50
33 - عبد الله بن جعفر، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن إسماعيل عن سعدان، عن بعض رجاله:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما علقت فاطمة عليها السلام، قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، إن الله عز وجل قد وهب لك غلاما اسمه الحسين، تقتله أمتي.
قالت: فلا حاجة لي فيه.
قال: إن الله عز وجل قد وعدني فيه أن يجعل الأئمة عليهم السلام من ولده.
قالت: قد رضيت يا رسول الله (17).
34 - سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبد الصمد بن بشير، عن فضيل سكرة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فقال:
يا فضيل، أتدري في أي شئ كنت أنظر قبل؟
قلت: لا.
قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام، فليس ملك يملك إلا وهو مكتوب باسمه واسم أبيه، فما وجدت لولد الحسن عليه السلام فيه شيئا (18).

____________
17 - رواه في العلل (1 / 205) عن أبيه (المؤلف) عن الحميري، مثله، إلا أنه لم يذكر في السند: محمد بن إسماعيل، وعنه في البحار (25 / 260). وروي في الإكمال (ج 2 ص 416) عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، وأورد مثله، ونقله في البحار (44 / 221). وفي الإثبات (ج 2 ص 140) عن الإكمال و (ص 477) عن العلل.
18 - روي في العلل (1 / 207) عن ابن الوليد، عن ابن أبان عن (الحسين بن سعيد) بسنده، مثله، ونقله في البحار (25 / 259). وروى الصفار في البصائر (ص 169) عن أحمد بن محمد، عن (الحسين بن سعيد) بسنده، مثله باختلاف بسيط، نقله في البحار (26 / 155) و (47 / 272) وروى الكليني في الكافي (1 / 242) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد عن (الحسين بن سعيد) مثله باختلاف يسير.
الصفحة 51
35 - وعنه، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، وأيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن العيص بن القاسم، عن المعلى بن خنيس قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام:
ما من نبي ولا وصي، ولا ملك، إلا وهو في كتاب عندي، لا والله ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم (19).
36 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن الفضيل بن يسار وبريد (20) بن معاوية وزرارة:
إن عبد الملك بن أعين (21) قال لأبي عبد الله عليه السلام: إن الزيدية والمعتزلة قد أطافت لمحمد بن عبد الله بن الحسن، فهل له سلطان؟
فقال: والله، إن عندي لكتابا فيه (22) تسمية كل نبي، وكل ملك يملك، ولا والله، ما محمد بن عبد الله في واحد منهما (23).
37 - حمزة بن القاسم، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال:
حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، عن عبد الرحمان بن كثير الهاشمي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
جعلت فداك، من أين جاء لولد الحسين عليه السلام الفضل على ولد الحسن عليه السلام، وهما يجريان في شرع واحد؟
فقال: لا أراكم تأخذون به، إن جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه وآله - وما ولد الحسين عليه السلام بعد (24) - فقال: يولد لك غلام تقتله أمتك
____________
19 - روي في بصائر الدرجات (ص 169 ح 4) عن (علي بن إسماعيل) عن صفوان بن يحيى، مثله، وفي (ح 6) عن الحميري عن محمد بن عيسى عن (صفوان)، مثله، نقلهما عنه في البحار (26 / 156) و (47 / 273).
20 - كذا في الكافي، وكان في النسختين: يزيد.
21 - كذا في (ب) والكافي، وكان في (أ): عبد الملك بن الحسين.
22 - في الكافي لكتابين فيهما.
23 - روي في الكافي (1 / 242) عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، مثله.
24 - كذا في العلل، وكان في النسختين: بعد ما ولد الحسين.
الصفحة 52
من بعدك!
فقال: يا جبرئيل، لا حاجة لي فيه.
فخاطبه ثلاثا، ثم دعا عليا عليه السلام، فقال له:
إن جبرئيل عليه السلام يخبرني عن الله تعالى أنه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك، (فقلت: لا حاجة لي فيه) (25).
فقال علي عليه السلام: لا حاجة لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليا ثلاثا، ثم قال: إنه يكون فيه وفي ولده الإمامة (26) والوراثة والخزانة.
فأرسل إلى فاطمة عليها السلام: إن الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي!
قالت فاطمة عليها السلام: لا حاجة لي فيه. فخاطبها فيه ثلاثا، ثم أرسل إليها: لا بد من أن يكون، ويكون فيه الإمامة (27) والوراثة والخزانة.
فقالت له: رضيت عن الله.
فعلقت وحملت بالحسين عليه السلام، فحملته ستة أشهر، ثم وضعته، ولم يعش مولود - قط - لستة أشهر غير الحسين عليه السلام، وعيسى بن مريم، فكفلته أم سلمة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين، فيمصه حتى يروى، فأنبت الله لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يرضع من فاطمة عليها السلام ولا من غيرها لبنا قط.
فأنزل الله تعالى فيه:
" وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح في ذريتي ". (28)
____________
25 - ما بين القوسين ليس في العلل.
26، 27 - كذا في العلل، وكان في النسختين: الأئمة بدل الإمامة في الموضعين.
28 - الآية (15) من سورة الأحقاف 46.
الصفحة 53
فلو قال: " أصلح لي ذريتي " (29) لكانوا كلهم أئمة، ولكن خص هكذا (30).

____________
29 - ما بين المعقوفين زيادة وردت في العلل، ووجودها ضروري.
30 - رواه الصدوق في العلل (ج 1 ص 205) عن أحمد بن الحسن، عن أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله بن حبيب بسنده، مثله. ونقله في البرهان (4 / 173).
ونقله في البحار (14 / 207) و (25 / 254) و (43 / 245) والملاحظ أن البحار أثبت اسم الرواي عن الإمام بعنوان: عبد الرحمان بن المثنى الهاشمي، في الموارد الثلاثة.
الصفحة 54

6 - باب إمامة الحسن والحسين عليهما السلام
38 - سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد ابن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل:
عن أبي جعفر عليه السلام، (عن آبائه) (1) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله، لأمير المؤمنين عليه السلام: أكتب ما أملي عليك، فقال: يا نبي الله، وتخاف علي النسيان؟
فقال: لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن أكتب لشركائك، قال: قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟!
قال: الأئمة من ولدك، بهم تسقى أمتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف الله عنهم البلاء، وبهم ينزل الرحمة من السماء.
وهذا أولهم، وأومى إلى الحسن، ثم أومى إلى الحسين عليهما السلام، ثم قال: الأئمة من ولده عليهم السلام (2).

____________
1 - ما بين المعقوفين لم يرد في النسختين، وإنما ورد في ما نقله صاحب بشارة المصطفى، وكذا البحار.
2 - رواه الصدوق في الأمالي (ص 327 ح 1) والإكمال (ج 1 ص 206 ح 21) عن أبيه (المؤلف) مثله.
ورواه الطوسي في الأمالي (2 / 56) بسنده إلى الصدوق، عن أبيه (المؤلف) والصفار في البصائر (ص 167) عن الحسن بن علي، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي، عن (حماد بن عيسى) مثله، وعنهم في البحار: 36 / 232 ح 14 ورواه الصدوق في العلل (ج 1 ص 208) والطبري في بشارة المصطفى (ص 96) بسنده إلى (المؤلف).
ونقله في إثبات الهداة (ج 2 ص 363) عن الإكمال و (ص 497) عن الصفار.
الصفحة 55

7 - باب العلة في اجتماع الإمامة في الحسن والحسين عليهما السلام
39 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن فضال، عن مروان، عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
نزل أمر الحسن والحسين عليهما السلام معا، فتقدمه الحسن بالكبر (1).

____________
1 - لم نعثر له على مصدر.
الصفحة 56

8 - باب في أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام.
40 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن محمد، عن القاسم ابن محمد عن سليمان بن داود المنقري:
(و) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن (1) الحسين الواسطي، عن يونس بن عبد الرحمان، عن (الحسين بن ثوير بن) (2) أبي فاختة:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
لا تكون (3) الإمامة في أخوين (4) بعد الحسن والحسين عليهما السلام وهي جارية
____________
1 - وقع هنا اضطراب في السند، ففي نسختي كتابنا: سليمان بن داود المنقري عن محمد بن الحسين الواسطي، لكن في العلل:... المنقري عن محمد بن يحيى عن الحسين الواسطي.
ولقد توصلنا بالتتبع ومقارنة أسانيد الحديث في المصادر المختلفة، أن هذا السند يحتوي على طريقين:
الأولى تبدأ بمحمد بن يحيى، وتنتهي بسليمان بن داود المنقري عن أبي عبد الله (ع).
والثانية تبدأ بمحمد بن يحيى، وتنتهي بالحسين بن ثوير بن أبي فاختة، الراوي عن أبي عبد الله (ع)، فلاحظ المصادر وطبقات الرواة في كل من الطريقين.
2 - ما بين المعقوفين لم يرد في نسختي الكتاب ولا في العلل، لكن سائر المصادر تتفق على رواية يونس عن الحسين، وأما أبو فاختة - جد الحسين - فهو من أصحاب علي (ع) - فراجع: جامع الرواة (ج 2 ص 409) ومن لا يحضره الفقيه (ج 3 ص 300 ح 4075) فلاحظ سائر المصادر.
3 - في الكافي والغيبة: لا تعود.
4 - في (أ): لأخوين.
الصفحة 57
في الأعقاب، في عقب الحسين عليه السلام (5).
41 - سعد، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب:
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سمعه يقول:
أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام (6).
42 - وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن حماد بن عيسى الجهني:
عن أبي عبد الله أنه قال:
لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، إنما هي في الأعقاب، وأعقاب الأعقاب (7).

____________
5 - رواه الصدوق في العلل (1 / 208) عن أبيه (المؤلف)، باختلاف في السند أشرنا إليه في الهوامش، وعنه في البحار (25 / 259) وإثبات الهداة (2 / 449).
وروى الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 414) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن سعد والحميري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمان، عن الحسين بن ثوير أبي فاختة، عن أبي عبد الله عليه السلام، ورواه الطوسي في الغنية (ص 118) عن سعد، مثله، ونقله في البحار (25 / 250). ورواه أيضا في الغنية (ص 136) عن الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد، مثله، ونقله في البحار (ج 25 ص 252).
ورواه الكليني في الكافي (ج 1 ص 286) عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، مثله، ونقله في الإثبات (ج 1 ص 165).
6 - رواه الطوسي في الغيبة (ص 135) عن (سعد) مثله، وفيه: أن يجعل الإمامة لأخوين ونقله عنه في إثبات الهداة (1 / 239 ح 197) ورواه في الكافي (ج 1 ص 286) عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن (محمد بن الوليد) مثله.
وروى الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 415) عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان عن (يونس بن يعقوب) مثله، وفيه: أن يجعلها - يعني الإمامة - في أخوين ونقله عنه في البحار (25 ص 251 ح 6) وانظر الحديث (43) الآتي.
7 - أورده الطوسي في الغيبة (ص 136) عن (سعد) مثله، ونقله في البحار (25 / 251).
ورواه في الكافي (1 / 286) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن (الجعفري) مثله.
ورواه الصدوق في الكمال (ج 2 ص 414 ح 2) عن ابن الوليد، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن الحسن الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، ونقله في البحار (25 / 251) والإثبات (2 / 408)، ويشهد له ما رواه الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 415 ح 5) عن أبيه (المؤلف) عن سعد والحميري، جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر محمد بن جعفر [ عن أبيه خ ] عن عبد الحميد بن نصر، عن أبي إسماعيل، عن أبي عبد الله عليه السلام: لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، أبدا أبدا، إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب. وراجع الحديث (44) التالي.
الصفحة 58
43 - عبد الله بن جعفر، عن محمد بن إسحاق البغدادي، عن عمه: محمد بن عبد الله ابن حارثة، عن يونس بن يعقوب، عن رجل:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول:
أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام (Cool.
44 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن سليمان الجعفري، عن حماد بن عيسى، عن رجل:
عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، وإنها في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (9).
45 - وعنه، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن بعض رجاله:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام (10).

____________
8 - لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند. ولكنه متحد متنا مع الحديث (41) السابق فلاحظ تخريجاته.
9 - لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند، لكن الحديث (42) السابق يتحد معه متنا، وفي بعض الرواة، وإن كان مرويا عن الصادق عليه السلام، فلاحظ تخريجاته.
10 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
الصفحة 59

9 - باب أن الإمامة لا تكون في عم ولا خال ولا أخ.
46 - سعد، عن أحمد بن محمد، و (1) محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع:
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام:
أنه سئل أو قيل له: أتكون الإمامة في عم أو خال؟
فقال: لا، فقال: ففي أخ؟
قال: لا، قال: ففي من؟
قال: في ولدي، وهو يومئذ لا ولد له (2).

____________
1 - كان في النسختين (أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين) لكن هذا الاسم (محمد بن الحسين) لم يرد في ما أثبته في الكافي في سند الرواية، مع أن رواية أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين، لم ترد في كتب الحديث إلا في مورد واحد، وهو في الكافي (3 / 149 ح 6) بينما رواية أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، بلا واسطة، كثيرة، وكذلك رواية محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع. فيحتمل على هذا أن تكون كلمة (عن) مصحفة من (الواو) ويكون السند هكذا: (أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع) وقد أثبته الخزاز أيضا هكذا: سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع كفاية الأثر ص 274.
2 - رواه الكليني في الكافي (1 / 286) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، مثله.
الصفحة 60

10 - باب إمامة علي بن الحسين عليه السلام وإبطال إمامة محمد بن الحنفية
47 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، قال:
سألت أبا جعفر عليه السلام عن ابن الحنفية: هل كان إماما؟
قال: لا، ولكنه كان مهديا (1).
48 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
ما مات محمد بن الحنفية حتى آمن بعلي بن الحسين عليه السلام (2).
49 - وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة وزرارة:
عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
لما قتل الحسين بن علي عليه السلام، أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن
____________
1 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
2 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
لكن ذكره الصدوق في الكمال (ج 1 ص 36) مرسلا أنه قال: وقال الصادق عليه السلام، وأورد مثله، وعنه في البحار (42 / 81).
الصفحة 61
الحسين عليه السلام، فخلا به، ثم قال له: يا بن أخي، قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب عليه السلام، ثم إلى الحسن، ثم إلى الحسين عليهما السلام.
وقد قتل أبوك عليه السلام، ولم يوص، وأنا عمك، وصنو أبيك وولادتي من علي عليه السلام، في سني وقدمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تخالفني، فقال له علي بن الحسين عليه السلام:
يا عم اتق الله، ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين.
يا عم، إن أبي صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي من (في / خ) ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله عندي، فلا تعرض لهذا، فإني أخاف عليك نقص العمر، وتشتت الحال.
إن الله - تعالى - لما صنع مع معاوية ما صنع، بدا لله فآلى أن لا يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين عليه السلام (3).
فإن أردت أن تعلم ذلك، فانطلق إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه، ونسأله عن ذلك.
قال أبو جعفر عليه السلام: وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر.
فقال علي عليه السلام لمحمد: إبدأ فابتهل إلى الله، وسله أن ينطق (الحجر) لك، ثم سله.
فابتهل محمد في الدعاء، وسأل الله، ثم دعا الحجر، فلم يجبه.
فقال علي عليه السلام: أما إنك - يا عم - لو كنت وصيا وإماما لأجابك.

____________
3 - كذا وردت الفقرة الأخيرة في (أ)، وقريب منها في (ب) وكذلك أورده في الإحتجاج، إلا أنه لم يذكر فيه معاوية، وجاءت في كتاب مختصر بصائر الدرجات هكذا: إن الله - تبارك وتعالى - لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع، أبي أن يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين.
الصفحة 62
فقال له محمد: فادع أنت، يا بن [ أخي ] (4) وسله.
فدعا الله علي بن الحسين عليه السلام بما أراد، ثم قال:
أسألك بالذي جعل فيك ميثاق العباد، وميثاق الأنبياء والأوصياء، لما أخبرتنا بلسان عربي مبين: من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي عليه السلام؟!
فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين، فقال:
اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي، إلى علي بن الحسين عليهما السلام، ابن فاطمة عليها السلام، ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله.
فانصرف محمد بن علي - ابن الحنفية - وهو يتولى علي بن الحسين عليه السلام (5).

____________
4 - في الأصل [ أخ ] 5 - رواه الصفار في البصائر (ص 502) عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب، مثله، ورواه في مختصر البصائر (ص 14) عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن (ابن محبوب) مثله مع اختلاف، وعنهما في البحار (ج 42 ص 77) و (ج 46 ص 112) ورواه الكليني في الكافي (1 / 348) عن (محمد بن يحيى)، عن أحمد بن محمد (عن ابن محبوب) مثله، ونقله عنه في مختصر البصائر (ص 170). وفي ذيل الكافي روى عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حرير؟ عن زرارة مثله. وأورد الحديث الطبرسي في إعلام الورى (ص 258 - 259) وقال: روى هذا الحديث محمد بن أحمد بن يحيى في كتابه (نوادر الحكمة) وقال في المناقب (3 / 288) نوادر الحكمة بالإسناد عن جابر وعن أبي جعفر (ع).
ورواه الطبرسي في الإحتجاج (ج 2 ص 46) مرسلا.
الصفحة 63

11 - باب إمامة الباقر: أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام
50 - سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى، عن إسماعيل بن جعفر:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام، فسأله عن الأئمة عليهم السلام، فسماهم حتى انتهى إلى ابنه، ثم قال: والأمر هكذا يكون، والأرض لا تصلح إلا بإمام، قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(من مات لا يعرف إمامه، مات ميتة جاهلية) ثلاث مرات (1).
51 - أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود:
عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
إن حسينا عليه السلام لما حضره (الذي حضره) (2) دعا ابنته الكبرى فاطمة
____________
1 - لم نعثر له على مصدر تخريج، ولكن قد وردت الرواية بحديث الرسول صلى الله عليه وآله، من كلام الإمام أبي عبد الله عليه السلام في عدة نصوص، فراجع البحار (ج 23 ص 85) عن الصدوق في ثواب الأعمال (ص 244) عن أبيه (المؤلف) عن سعد بسنده، عن عيسى بن السري عن أبي عبد الله عليه السلام، ورواه البرقي في المحاسن (ج 1 ص 92 / 46 و ص 154 / 79) والنعماني في الغيبة 130 بسنده، عن معاوية ابن وهب عنه عليه السلام.
وروي حديث الرسول صلى الله عليه وآله من طريق سلمان وأبي ذر والمقداد، الصدوق في الإكمال (413) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن سعد والحميري، عن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن حماد بن عيسى بسنده، فراجع.
2 - ما بين المعقوفين ورد في البصائر والكافي.
الصفحة 64
ابنة الحسين عليه السلام، فدفع إليها كتابا ملفوفا، ووصية ظاهرة، ووصية باطنة.
وكان علي بن الحسين عليه السلام مبطونا معهم، لا يرون إلا أنه لما به.
فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين عليه السلام.
ثم صار ذلك الكتاب - والله - إلينا.
فقلت: ما في ذلك الكتاب؟ جعلني الله فداك.
فقال: فيه - والله - جميع ما احتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا (3).
52 - الحسن بن أحمد المالكي، عن علي بن المؤمل:
عن موسى بن جعفر عليه السلام، قال: اسم جدي أبي جعفر عليه السلام في التوراة: باقر (4).
53 - حدثني سعد بن عبد الله - يرفع الحديث - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا مضى الغلامان من ولدي، جعفر وأبو جعفر عليهما السلام طويت طنفسة العلم (5).

____________
3 - رواه الصفار في البصائر (148) عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان مثله، نقله في البحار (26 / 35) و (46 / 17) وفيه (ص 168) عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن أبي نجران جميعا عن محمد بن سنان قريبا منه، وفيه: كتاب مدرج. نقله في البحار (26 / 54) وانظر الكافي (1 / 304 ح 2)، وفيه (ص 163) عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور، عن أبي الجارود مثله، وفيه (ص 164) عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف، عن منصور - أو - عن يونس (كذا) قال حدثني أبو الجارود نحوه مختصرا، ونقله عنه في البحار (26 / 50).
ورواه في الكافي (1 / 303) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، وأحمد بن عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن (أبي الجارود) مثله، وأضاف في آخره: - والله - إن فيه الحدود، حتى أرش الخدش. نقله عن الكافي في البحار (46 / 18) وإعلام الورى (257) وإثبات الهداة (5 / 213).
4 - لم نعثر له على مصدر تخريج، ولكن الصدوق: ابن المؤلف روى في الإكمال ص 253 ح 3 والخزاز في كفاية الأثر ص 54 - بإسنادهما عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله - إلى أن - قال: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين (من) بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم، محمد بن علي: المعروف في التوراة بالباقر و...
ونقله في البحار ج 36 ص 249 ح 67 وأيضا في الإكمال ص 319 - 320 ح 2 بإسناده عن علي بن الحسين عليهما السلام - إلى أن قال: - فمن الحجة والإمام بعدك؟ قال: ابني محمد واسمه في التوراة: باقر، يبقر العلم بقرا، هو الحجة والإمام من بعدي، نقله عنه في البحار ج 36 / 386 ح 1.
5 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
الصفحة 65

12 - باب إمامة أبي عبد الله عليه السلام
54 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما مضى أبو جعفر حتى صارت الكتب إلي (1).
55 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر، قال:
كنت قاعدا عند أبي جعفر (2) عليه السلام، فأقبل جعفر عليه السلام، فقال:
هذا خير البرية (3).

____________
1 - رواه في البصائر (ص 167) عن (محمد بن الحسين) مثله، ونقله في البحار (26 / 53).
2 - كذا في الكافي في حديث (طاهر) بأسانيده الثلاثة، وقد أثبته في نسخة (أ) مع الحرف (ظ)، وكان في النسختين هكذا: عند أبي عبد الله.
3 - رواه المسعودي في إثبات الوصية (ص 178) بقوله: روي عن فضيل بن يسار قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام. وروى الكليني هذا الحديث بأسانيد ثلاثة عن (طاهر) عن أبي جعفر، هي:
1) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن طاهر، 2) أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن يعقوب، عن طاهر، 3) أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن فضيل بن عثمان، عن طاهر، الكافي 1 ص 307 وفيه 306.
وفي إرشاد المفيد (ص 305) وكشف الغمة (2 / 167) عن علي بن الحكم عن طاهر صاحب أبي جعفر عليه السلام، ونقله عن الجمع في البحار (ج 47 ص 13)، وانظر إثبات الهداة (ج 5 ص 324) وإعلام الورى (ص 247).
الصفحة 66

13 - باب إمامة موسى بن جعفر عليه السلام
56 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبي جعفر الضرير، عن أبيه، قال:
كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده إسماعيل ابنه، فسألته عن قبالة الأرض، فأجابني فيها (1).
فقال له إسماعيل: يا أبة، إنك لم تفهم ما قال لك!
قال: فشق ذلك علي، لأنا كنا يومئذ نأتم به بعد أبيه، فقال: إني كثيرا ما أقول لك: (الزمني، وخذ مني) فلا تفعل.
قال: فطفق إسماعيل وخرج، ودارت بي الأرض، فقلت: إمام يقول لأبيه: (إنك لم تفهم) ويقول له أبوه: (إني كثيرا ما أقول لك أن تقعد عندي، وتأخذ مني، فلا تفعل!) قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، وما على إسماعيل أن لا يلزمك ولا يأخذ عنك، إذا كان ذلك وأفضت الأمور إليه، علم منها الذي علمته من أبيك حين كنت مثله؟!
قال: فقال: إن إسماعيل ليس مني كأنا من أبي.
قال: قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون، فمن
____________
1 - ورد هذا السؤال، والجواب عنه، بصورة كاملة في الكافي (5 / 269) عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي نجيح عن الفيض بن المختار، ورواه في تهذيب الأحكام (7 / 199) ووسائل الشيعة (13 / 208).
الصفحة 67
بعدك؟ - بأبي أنت وأمي - فقد كانت في يدي بقية من نفسي، وقد كبرت سني، ودق عظمي، وجاء أجلي، وأنا أخاف أن أبقى بعدك.
قال: فرددت عليه هذا الكلام ثلاث مرات، وهو ساكت لا يجيبني، ثم نهض في الثالثة، وقال: لا تبرح.
فدخل بيتا كان يخلو فيه، فصلى ركعتين، يطيل فيهما، ودعا فأطال الدعاء.
ثم دعاني، فدخلت عليه، فبينا أنا عنده، إذ دخل عليه العبد الصالح، وهو غلام حدث، وبيده درة، وهو يبتسم ضاحكا.
فقال له أبوه: بأبي أنت وأمي، ما هذه المخفقة التي أراها بيدك؟
فقال: كانت مع إسحاق يضرب بها بهيمة له، فأخذتها منه.
فقال: أدن مني.
فالتزمه، وقبله، وأقعده إلى جانبه، ثم قال: إني لأجد بابني هذا ما كان يعقوب يجد بيوسف.
قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، زدني.
فقال: ما نشأ فينا - أهل البيت - ناشئ مثله.
قال: فقلت: زدني.
قال: فقال: ترى ابني هذا؟ إني لأجد به كما كان أبي يجد بي.
قال: قلت: يا سيدي زدني.
قال: إن أبي كان إذا دعا، فأحب أن يستجاب له، وقفني عن يمينه، ثم دعا وأمنت، وإني لأفعل ذلك بابني هذا، ولقد ذكرتك أمس في الموقف فدعوت لك - كما كان أبي يدعو لي - وابني هذا يؤمن، وإني لا أحتشم منه كما كان أبي لا يحتشم مني.
قال: فقلت: يا سيدي زدني.
قال: أترى ابني هذا؟ إني لأئتمنه على ما كان أبي يأتمنني عليه.
فقلت: يا مولاي، زدني.
فقال: إن أبي كان إذا خرج إلى بعض أرضه، أخرجني معه فرآني أنعس في الصفحة 68
الطريق (2)، أمرني فأدنيت راحلتي من راحلته، ثم وسدني ذراعي (3)، وناقتانا (4) مقترنان ما يفترقان، فنكون كذلك الليلتين والثلاث، وإن ابني يصنع هذا، على ما ترى من حداثة سنه، كما كنت أصنع.
قال: قلت: يا مولاي، زدني.
قال: إن أبي كان يأتمنني على كتب رسول الله صلى الله عليه وآله بخط علي بن أبي طالب عليه السلام، وإني لأئتمن ابني هذا عليه، فهي عنده اليوم.
قال: قلت: يا مولاي، زدني.
قال: قم، فخذ بيده فسلم عليه، فهو مولاك وإمامك من بعدي، لا يدعيها - فيما بيني وبينه - أحد إلا كان مفتريا.
يا فلان، إن أخذ الناس يمينا وشمالا، فخذ معه، فإنه مولاك وصاحبك، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.
قال: فقمت إليه، فأخذت بيده، فقبلتها وقبلت رأسه، وسلمت عليه، وقلت: أشهد أنك مولاي وإمامي.
قال: فقال لي: أجل، صدقت، وأصبت، وقد وفقت، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.
قال: قلت له: بأبي أنت وأمي، أخبر بهذا؟
قال: نعم، فأخبر به من تثق به، وأخبر به فلانا وفلانا - رجلين من أهل الكوفة - وأرفق بالناس، ولا تلقين (5) بينهم أذى.
قال: فقمت فأتيت فلانا وفلانا، وهما في الرحل، فأخبرتهما الخبر.
وأما فلان: فسلم وقال: سلمت ورضيت، وأما فلان: فشق جيبه وقال: لا والله، لا أسمع ولا أطيع ولا أقر حتى أسمع منه.

____________
2 - وفي الكشي: فنعس وهو على راحلته.
3 - كذا في النسختين، وفي الكشي: فوسدته ذراعي.
4 - هذا هو الصحيح، وكان في النسختين: وناقتان.
5 - هذا هو الظاهر، وكان في النسختين: لا تلقون.
الصفحة 69
ثم نهض مسرعا من فوره - وكانت فيه أعرابية - وتبعته، حتى انتهى إلى باب أبي عبد الله عليه السلام.
قال: فاستأذنا، فأذن لي قبله، ثم أذن له، فدخل.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا فلان (أيريد كل امرئ منكم أن يؤتى صحفا منشرة) (6)؟ إن الذي أتاك به فلان الحق، فخذ به.
قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، أنا أحب أن أسمعه من فيك.
فقال: ابني موسى (عليه السلام) إمامك ومولاك (من - خ) بعدي، لا يدعيها أحد فيما بيني وبينه إلا كاذب ومفتر.
قال: فالتفت إلي - وكان رجلا (7) له قبالات يتقبل بها، وكان يحسن كلام النبطية - فالتفت إلي فقال: (رزقه) (Cool.
قال: فقال أبو عبد الله: إن (رزقه) بالنبطية: خذ هذا، أجل خذها (9).

____________
6 - مقتبس من الآية (52) من سورة المدثر.
7 - في النسختين: وكان رجل.
8 - كذا في البحار، في الموضعين، وكانت الكلمة مهملة في نسختي كتابنا وكأنها بالفاء.
9 - روى المسعودي في إثبات الوصية (ص 187) عن (إبراهيم بن مهزيار) بسنده مثله، وروى الصفار في البصائر (ص 336) عن محمد بن عبد الجبار، عن اللؤلؤي، عن أحمد بن الحسن، عن الفيض بن المختار، قطعة منه نحوه، ونقله عنه في البحار (47 / 83 و 48 / 14)، ورواه الكليني في الكافي (1 / 309) عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار بسنده كما في البصائر.
وعن الكافي في إعلام الورى (297) وإثبات الهداة (5 / 470)، وروى الكشي (ص 354 رقم 663) عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن الميثمي، عن ابن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار، وعنه، عن علي بن إسماعيل، عن أبي نجيح عن الفيض، مثله، وعنه البحار (48 / 26) وروي في إرشاد المفيد (324) عن عبد الأعلى عن الفيض، قطعة منه.
واعلم أن الكشي ذكر (في الموضع المذكور) أن الفيض هو أول من سمع من أبي عبد الله عليه السلام نصه على ابنه موسى بن جعفر عليه السلام، وبما أنا لا نحتمل التعدد في رواية هذا الحديث الطويل، فإن من المحتمل قويا أن يكون (أبو جعفر الضرير) هو محمد بن الفيض بن المختار، راويا عن أبيه الفيض.
وأما ما ذكره النجاشي في ترجمة الفيض من رجاله (ص 240) من أن الفيض بن المختار له كتاب يرويه ابنه جعفر، فنحتمل فيه التصحيف، وأن الصحيح: ابنه (أبو) جعفر.
وذلك لأنا لم نجد للفيض ابنا يروي الحديث غير (محمد) وقد جاءت روايته في الإقبال (ص 10) في زيارة الصادق عليه السلام نقله في البحار (ج 101 / ص 98) كما إنا لا نجد لجعفر بن الفيض ذكرا في كتب الرجال، بل المذكور، هو محمد بن الفيض بن المختار، كما في رجال الشيخ (ص 298 رقم 287) مضافا إلى أن المسمى بمحمد يكنى بأبي جعفر عادة.
الصفحة 70

57 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد (10)، قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام يوما، ونحن عنده، لعبد الله:
اذهب في حاجة كذا وكذا، فقال له: وجه فلانا، فإنه لا يمكنني، ونحو ذلك، قال: فرأيت الغضب في وجه أبي عبد الله عليه السلام، وهو يقول:
اللهم العنه، أبى الله أن لا يعبد، وإن رغم أنفك، يا فاجر.
ثم دعا أبا الحسن موسى عليه السلام، فقال لنا:
عليكم بهذا بعدي، فهو - والله - صاحبكم (11).
58 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن حمزة القمي، عن محمد بن علي بن إبراهيم القرشي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال:
سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام، يقول:
لعن الله عبد الله، فلقد كذب على أبي عليه السلام، فادعى أمرا كان لله سخطا في السماء (12).

____________
10 - لاحظ الحديث (65) المتحد مع هذا الحديث سندا في صفوان وما بعده، كما أن الهدف منهما واحد، وهو تحرز الإمام عليه السلام من عبد الله، والسعي في إبعاده عن الحديث المتداول بين الإمام وأصحابه.
11 - ورواه الكليني في الكافي (1 / 310) عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار، عن (صفوان) بسنده، وأورد ذيله من قوله ثم دعا... - الخ - ونقله عنه في البحار: 48 ص 19 ح 25.
12 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
الصفحة 71

14 - باب إبطال إمامة إسماعيل بن جعفر
59 - أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى:
عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي نجران، عن الحسين بن المختار، عن الوليد بن صبيح، قال:
جاءني رجل فقال: تعال، حتى أريك أين الرجل، قال: فذهبت معه.
قال: فجاء بي (1) إلى قوم يشربون، فيهم إسماعيل بن جعفر.
قال: فخرجت مغموما، فجئت إلى الحجر، فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت، يبكي، قد بل أستار الكعبة بدموعه.
قال: فرجعت، وأسندت (2) فإذا إسماعيل جالس مع القوم، فرجعت، فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه.
قال: فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام، فقال:
لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته (3).

____________
1 - كذا في الإكمال، وكان في النسختين: فجاءني.
2 - كذا في النسختين، وفي الإكمال: فخرجت أشتد.
3 - رواه في الإكمال (ج 1 ص 70) عن ابن الوليد عن سعد، عن محمد بن عبد الجبار مثله متنا وسندا، ونقله في البحار (47 / 247)، وقال الصدوق في ذيل الرواية: وقد روي أن الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي نبي، فكيف يجوز أن ينص عليه بالإمامة مع صحة هذا القول منه فيه.
الصفحة 72

15 - باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر
60 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران أو غيره:
عن أبي الحسن موسى عليه السلام: قال: قلت له: أكان عبد الله إماما؟
فقال: لم يكن كذلك، ولا أهل لذلك، ولا موضع ذاك (1).
61 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: لما مضى أبو عبد الله عليه السلام، ارتحلت إلى المدينة، والناس يدخلون على عبد الله بن جعفر، فدخلت إليه، فقلت: أنت الإمام بعد أبيك؟
فقال: نعم.
فقلت: إن الناس قد كتبوا عن أبيك أحاديث كثيرة، ويسألونك؟
فقال لي: سل.
فقلت: أخبرني كم في مائتي درهم من زكاة؟ قال: خمسة دراهم.
فقلت: ففي مائة؟ فقال: درهمين (2) ونصف.
فخرجت من عنده، ودخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وآله، وأبو الحسن موسى عليه السلام جالس، فجلست مقابله، وأنا أقول في نفسي: إلى أين؟ إلى أين؟
إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الحرورية؟

____________
1 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
2 - كذا في النسختين وفيما نقله المسعودي: درهمان، ومقتضى موضع الكلمة من الإعراب هو (درهمان) بالرفع، فلعل ذلك من غلط عبد الله في اللفظ كما غلط الحكم والمعني!.
الصفحة 73
فقال أبو الحسن عليه السلام: إلي لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الحرورية.
فقمت، وقبلت رأسه (3).
62 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، قال:
قلت لعبد الله بن جعفر: أنت إمام؟
فقال: نعم.
فقلت: إن الشيعة تروي: أن صاحب هذا الأمر يكون عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله، فما عندك منه؟
فقال: عندي رمحه.
ولم يعرف لرسول الله رمح (4).
63 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
كان يلوم عبد الله، ويعاتبه، ويعظه (5) ويقول:
ما يمنعك أن تكون مثل أخيك؟ فوالله، إني لأعرف النور في وجهه.
فقال عبد الله: أليس أبي وأبوه واحدا، وأمي وأمه واحدة؟ (6) فقال أبو عبد الله عليه السلام: إنه (7) من نفسي، وأنت ابني (Cool.

____________
3 - روى صدره المسعودي في إثبات الوصية ص 188 بعنوان: روي أن عبد الله الأفطح لما ادعى الإمامة دخل إليه جماعة من الشيعة ليسألوه...، وروى ذيله في ص 191 بقوله: روي عن هشام بن سالم.
4 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
5 - كذا في (ب)، لكن في (أ): ويعاطبه ويعطبه، بدل الكلمتين الأخيرتين.
6 - في إرشاد المفيد وإعلام الورى والبحار: أصلي وأصله واحد.
7 - هكذا في المصادر والجوامع، وفي الأصل: إن إسماعيل.
8 - أورده الكليني في الكافي (1 / 310) عن (محمد بن يحيى) بسنده مثله ورواه المفيد في الإرشاد (ص 325) عن الفضيل، عن طاهر بن محمد، مثله ونقله عنهما في البحار (48 / 18 و 19)، وانظر إثبات الهداة (5 / 471) وإعلام الورى (298).
الصفحة 74
64 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، جالسا بمنى، فسألته عن مسألة، وعبد الله جالس عنده، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
يا أبا بصير، هيه الآن.
فلما قام عبد الله، قال أبو عبد الله عليه السلام: تسألني، وعبد الله جالس؟!
فقال أبو بصير: وما لعبد الله؟
قال: مرجئ صغير (7).
65 - وعنه، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد (Cool، قال:
كنا عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: كفوا عما تسألون (9).
فأمرنا بالسكوت، حتى قام عبد الله وخرج من عنده، فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام:
إنه ليس على شئ مما أنتم عليه، وإني لبرئ منه، برأ الله منه (10)!

____________
9 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
10 - راجع الحديث (57) وما أشرنا إليه في هامشه هناك.
11 - وكان في النسختين: تسألوا.
12 - لم نعثر له على مصدر تخريج.
الصفحة 75

16 - باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف
66 - أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إبراهيم، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمان، قال:
مات أبو الحسن عليه السلام، وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، فكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار، وكان أحد القوام عثمان بن عيسى وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير، وست من الجواري.
قال: فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام فيهن وفي المال.
فكتب إليه: إن أباك لم يمت.
فكتب إليه: " إن أبي قد مات، وقد اقتسمنا ميراثه، وقد صحت الأخبار بموته " واحتج عليه.
فكتب إليه: إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شئ، وإن كان مات فلم يأمرني بدفع شئ إليك، وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن (1).

____________
1 - روى الصدوق في العلل (1 / 235) صدر هذا الحديث من أوله إلى قوله: ثلاثون ألف دينار، بروايته عن ابن الوليد، عن العطار، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل مثله، وروى ذيله في (ص 236) بقوله: وبهذا الإسناد عن محمد بن جمهور عن أحمد بن حماد قال: أحد القوام عثمان بن عيسى الرواسي... لكن أضاف في أول سند الذيل، روايته له عن (أبيه) وهو مؤلف كتابنا، وكذلك عمل الصدوق في العيون، فأورد الصدر في (ج 1 ص 91) والذيل في (ص 92) ورواه الكشي في رجاله (ص 493 برقم 946) صدرا، و (ص 598 رقم 1120) ذيلا وأول سنده: علي بن محمد، ومحمد بن أحمد (بن يحيى العطار) إلى آخر ما أورده الصدوق، ورواه في البحار: 48 / 253 عن الكتب المذكورة.
ورواه الطوسي في الغنية (ص 42) صدرا فقط، عن الكليني عن العطار بسنده، وذكر الشيخ الطوسي في الغيبة (ص 43) ما يلي: روى محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار وسعد بن عبد الله الأشعري، جميعا عن يعقوب بن يزيد الأنباري، عن بعض أصحابه، قال: مضى أبو إبراهيم عليه السلام وعند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار، ومسكنه بمصر، فبعث إليهم أبو الحسن الرضا عليه السلام أن: احملوا ما قبلكم من المال، وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار، فإني وارثه، وقائم مقامه، وقد اقتسمنا ميراثه، ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قبلكم، وكلام يشبه هذا.
فأما ابن أبي حمزة، فإنه أنكره، ولم يعترف بما عنده، وكذلك زياد القندي، وأما عثمان بن عيسى، فإنه كتب إليه: إن أبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralhedya.yoo7.com
Admin

Admin


عدد المساهمات : 556
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 14/08/2010

ألامامه والتبصر من الحيره Empty
مُساهمةموضوع: رد: ألامامه والتبصر من الحيره   ألامامه والتبصر من الحيره I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 17, 2010 6:05 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralhedya.yoo7.com
 
ألامامه والتبصر من الحيره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الهدايه والايمان :: منتدى ألاديان :: منتدى الدين الاسلامي :: الكتب الاسلاميه-
انتقل الى: