بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم أيها الموالون ورحمة الله وبركاته
إنها لليلة فريدة -إنها لليلة عظيمة -إنها لليلة خاصة - إنها لليلة عجيبة
إنه ليوم فريد - إنه ليوم عظيم - إنه ليوم خاص - إنه ليوم عجيب
نعم أيها المحبون
إن ليلة النصف من شعبان ويومها لا يتكرران إلا مرة واحد في السنة من حيث الخصوصية والتي فيهما تجلت عظمت الخالق جل ربي وعلا ليحفظ فيهما وليه الذي يظهر دينه على يديه
نعم في ليلة النصف من شعبان تشع قلوب المؤمنين بنور الولاء لحفيد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله والمخلص لها من الظلم والجور والهوان فيظهر ذلك على صفحات وجوهها لتنير الدنيا بثغرها الباسم وتضيء الكون باحتفالاتها البهيجة معلنة بذلك تجديد البيعة لولي أمرها ومن به نجاتها من ويلات الطغاة الذين عاثوا في الأرض الفساد وقبل أن يشرعوا في بدء الأفراح يتجهون بأرواحهم وأجسادهم إلى دور العبادة ليبدوا شكرهم وعظيم ثناءهم للخالق العظيم الذي من عليهم بطلعة ولي الله الأعظم وإشراقة نوره والذي يضيء الكون في صبيحتها
نعم أيها الأحبة
إنها لليلة فريدة مزجت فيها العبادة الخالصة للواحد الأحد والحمد والثناء للفرد الصمد وإقامة الأهازيج فرحا وسرورا ببزوغ نجم مخلص العالم من الإستضعاف الذي دام لملايين السنين
وهي ليلة خاصة إختص بها الباري العظيم وليه وصاحب أمره بالإطلاع على أعمال العباد
وهي الليلة العجيبة والتي لم تر فيها حكيمة حكيما أثرا لحمل السيدة نرجس أم الإمام عليه السلام فجعلها ترتاب من ذلك حيث أن إبن أخيها أخبرها بولادة القائم بأمر الله في صبيحتها من خلال السيدة نرجس عليها السلام
وهنا يتبين للأمة بأن قول الإمام حق لا يحتمل الكذب أبدا لأنه ينطق عن الله وقوله حجة على عباد الله ، وقد أخفى الله ذلك الحمل المبارك ليحفظ من أيدي الخبثاء الذين يتربصون به شرا
هذا ما يخص ليلة النصف من شعبان
أما يومه فهو عظيم عند الله وفريد بين أيام السنة وخاص من حيث المناسبة
نعم في صبيحته تجلى نور قائم آل محمد والذي بشرت به رسل الله مذ آدم وحتى الخاتم
ليبدأ بمولده عهد جديد فيه يبدأ التحول الكبير حيث زوال حكم الطواغيت الذين ملأوا الأرض ظلما وجورا
نعم في هذا اليوم يبدأ العد التنازلي لزوال الملك العضوض والدكتاتورية التي حكمت وتحكمت على رقاب المستضعفين لسنوات طويلة أريقت خلالها دماء الأبرياء وذاق ويلات الجور الأولياء وأزهقت أرواح الأنبياء لا لشيء إلا لرفضهم للإستعباد ومقاومتهم للإستبداد وبيانهم لشريعة الله الحقة والتي بها يسود العدل بين العباد فلاقوا الأذى لدعواهم وكلما مر الزمان إستشرى الظلم وطغى الفساد
فأذن الله لخاتم الأنبياء بالبعثة العظيمة فأرى خلالها القواعد الأساسية لدي الله القويم وأتمها بتنصيب ومن بعده الأئمة الكرام آباء القائم بالعدل والإحسان ليكملها بإظهار دولة العدل الإلهي والقضاء على كل معادي بدءا بإبليس اللعين وانتهاءا بالطواغيت المجرمين
فتزهو الدنيا مشرقة وتخرج كنوزها طائعة وتهنأ البشرية بعبادة رب البرية ويسود الأمان والعدل والسلام ويحكم المحكوم ويغنى الفقير وتكتمل العقول فتكون الأرض جنة يهنأ المؤمن بالعيش فيها
فهنيئا للمستضعفين بهذا اليوم العظيم الذي فيه الأمل لمستقبل مشرق يضيء الكون لينحسر الظلام ويزول الطغيان
ختاما
أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة إلى مقام المولى القائم دعيا المولى القدير أن يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وأن يعجل في فرجه ويجعلنا من أنصاره والمتخضبين بدم الشهادة بين يديه وتحت لوائه
كما أهني كل الشرفاء والمستضعفين على هذه الأرض وأدعوهم إلى عدم اليأس فالفرج بإذن الله قريب والظلم مهما طال فزواله أكيد عهد من الله حيث قال في كتابه المجيد
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ( 5 ) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ( 6 ) القصص
وأتقدم لكم بالتهنئة أيها المؤمنون
سائلا الله أن يعيد هذه المناسبة العظيمة عليكم وأنتم في صحة وهناء لا فاقدين ولا مفقودين وأن يجعلكم من السالكين لنهج ولي أمره والمتمسكين بحبله والمنتظرين لفرجه بالعمل الصالح والدعاء الخالص بتعجيل فرجه وأن يرزقكم النظر إلى طلعته البهية لتسيروا معه وتأتمروا بأمره لتنالوا شرف الشهادة بين يديه وتحت لوائه
ببركاته وبركات آبائه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين