السلام عليك في آناء ليلك واطراف نهارك السلام عليك يا بقية الله في ارضه
عصر الغيبة والعهد الالهي
في حديث رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في كتاب كمال الدين قال الإمام الحسن العسكري – سلام الله عليه – لأحمد بن اسحاق الوكيل – رضي الله عنه – وبعد أن أراه ولده والخليفة من بعده بقيه الله المهدي– عجل الله فرجه –، قال:-
يا أحمد بن إسحق، لولا كرامتك علي الله وعلي حججه ما عرضت عليك إبني هذا، إنه سمّي رسول الله – صلي الله عليه وآله – وكنيه " أي يحمل كنيته ابو القاسم ( الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يا أحمد بن إسحق مثله في هذه الأمة مثل الخضر – عليه السلام –، ومثله مثل ذي القرنين، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها في الهلكة إلا من يثبته الله علي القول بأمامية، ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه...).
طول أمد الغيبة
هذا ماصرح به مولانا الإمام العسكري – سلام الله عليه – وقبل وقوع هذه الغيبة ، مشيراً الي إحدي الحكم الأساسية من طول أمدها، هي تمحيص إيمان المؤمنين وجعله يستند الي إرتباط قوي وراسخ بالله عز وجل يقوم علي دعامتين :-
الأولي :- الوفاء لله جل جلاله ولرسوله – صلي الله عليه وآله – بحسن الإلتزام بالعهد الإلهي الخاص بولاية العترة النبوية الطاهرة – عليهم السلام .
الثانية :- الإستعانة بالله عز وجل في تثبيت الإيمان في قلب المؤمن بالروح الرباني.
قال الإمام العسكري – عليه السلام – عن طول الغيبة :-
(( ... حتي يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، ولا يبقي إلا من أخذ الله عهده بولايتنا وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه...)).
على ضوء فهم الخصوصية المتقدمة من خصوصيات عصر الغيبة المهدوية، يتضح أن واجبات المؤمنين في عصر الغيبة هو الإجتهاد في تقوية إرتباطهم بالله جل جلاله لكي ينجحوا في هذا الإمتحان الإلهي ويثبتوا علي الإيمان العملي وليس النظري فقط بأمام العصر – عجل الله فرجه –.
والفرق واضح أيها الأعزاء بين الإيمان العملي و الإيمان النظري بأمام العصر والمهم هو الأول، فكثير منا يؤمنون نظرياً بوجود إمام العصر وقيامه – أرواحنا فداه – بمهام الإمامة من خلف سحاب الغيبة، لكنهم لا يؤمنون عملياً بذلك، أي لا تظهر علي سلوكياتهم علائم هذا الإيمان النظري.
وأهم مظاهر الإيمان العملي بـ(أمام العصر) هو دوام التوجه إليه – سلام الله عليه – ودوام التوسل به الي الله عز وجل ودوام تجديد عهد البيعة له والسعي لرضاه ومعرفة ما يريده من المؤمنين في مختلف الشؤون الحياتية والعمل بوصاياه والتأدب بآدابه وغير ذلك من مصاديق التمسك بولايته – أرواحنا فداه – والتي ذكرتها الأحاديث الشريفة.
ولتحقيق كل ذلك يهدينا الإمام العسكري – عليه السلام – في حديثه المتقدم الي ضرورة إهتمام المؤمنين بالسعي لمنع التأثير السلبي لطول الغيبة علي إرتباطهم بـ(أمام زمانهم) – عجل الله فرجه – فلا يرجعوا عن الإيمان العملي به – عليه السلام –.
و يعلمنا الإمام العسكري عليه السلام. أن السبيل لذلك هو الطلب المستمر من الله عز وجل أن يوفقهم لكمال الإلتزام بعهد موالاة محمد وآل محمد – صلي الله عليه وآله – والبراءة من أعدائهم، وكذلك الإستعانة به عز وجل وطلب أن يثبت إيمانهم العملي ويؤيدهم بروح منه في دوام الإرتباط والتوجه الي إمام زمانهم – عليه السلام –.
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم عجل لوليك الفرج