حقيقة الإنتظار وآثار فهمه السليم
لم تكن مسألة انتظار المصلح من مبتكرات مذهب التشيع ومختصاته بل وليس من مختصات الاسلام وانما هي سنة إلهية جرت في جميع الاديان السماوية، فقد اقتضت الارادة الالهية ان تكون هذه السنة جارية في جميع الرسالات لما في ذلك من مصلحة عظيمة ولذلك فان الرسل والانبياء عليهم السلام كانوا دائماً يبشرون بما يأتي بعدهم من أنبياء ورسل وديانات، وتصدر منهم الاحاديث والتوصيات في ضرورة إتباع الديانة القادمة، وتكون هذه التوصيات يمثابة الدعاية لتلك الديانة المرتقبة او النبي المنتظر، والتي سوف تترك اثرها الكبير على لخطين المتنازعين في هذه الارض، خط االله تعالى وخط الشيطان، خط الهدى وخط الضلال، خط الحق وخط الباطل، فانها من جهة تبعث الامل في نفوس اصحاب الحق وتجعلهم على استعداد تام لإستقبال المصلح القادم والتفاعل مع دعوته، الامر الذي يهيء له الارضية الصالحة لنجاح دعوته المقدسة، ومن جهة اخرى فان مثل هذه الاخبار التي تطمئن لها نفوس الصالحين لصدورها عن منبع الحكمة والحق واليقين عن الله تعالى وأولياءه، وتجزع منها نفوس الطالحين، وتزرع في قلوبهم الرعب والهزيمة خصوصاً اذا تركزت في نفوسهم ان المصلح المرتقب سوف يكون على يده اهيار عروشهم الواهية المبنية على مجموعة من الاوهام والخزعبلات التي يصورها الظالمون على انها حقائق ثابتة، فوجود مثل حالة الرعب هذه سوف يكون لها الاثر الكبير في انتصار المصلح القادم لان ذلك يعني ان العدو المقابل يعيش حالة الانهزام مقدماً مما سيؤدي الى تحقيق النصر باقل جهود واقصر وقت لان العدو يعين على نفسه بخوفه ويساعد في تحقيق هزيمته