رضا البطاوى
عدد المساهمات : 1399 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 11/08/2011
| موضوع: قراءة فى كتاب الإنسان والمحبة الاجتماعية الأحد مارس 03, 2024 12:39 pm | |
| قراءة فى كتاب الإنسان والمحبة الاجتماعية الكتاب لمحمد الحسيني الشيرازي وهو يدور حول الحب بين الناس فى المجتمع وقد استهله بذكر معنى المحبة والمودة فى القرآن فقال : "بين المحبة والمودة: قال تعالي في محكم كتابه الكريم: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً" . الود معناه المحبة والألفة وأحياناً يفرق بين المودة والمحبة، فالمودة تطلق علي الحب الذي يتجاوز القلب ويظهر من خلال الأفعال ولكن المحبة حب يكمن في القلب ولا يتجاوزه إلي السلوك فأحياناً يحب الإنسان صديقاً له في قلبه فقط فهذا يسمي (الحب) وأحياناً يهدي إليه كتاباً تعبيراً له عن حبّه وإظهاراً لمودته فيسمي مودة، فالله سبحانه وتعالي يقول: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" يجعل لهم الله مودة وهذا أمر طبيعي؛ لأن القلوب كلها بيد الله سبحانه، والله عز وجل هو الذي يجعل الإنسان الصالح موضع اعتزاز الناس ومحبوباً عند الجميع." والشيرازى حام حول الآية ولم يفسرها فالود يعنى الأجر وهو الثواب وهو الجنة كما قال تعالى : "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون". وحكاية الفرق بين المودة والمحبة تكون على حسب سياق الكلام فقد يكون الحب انشغالا نفسيا يردى إلى فعل كالزنى كما فى القول : " قد شغفها حبا" وقد يكون بمعنى الأجر فحب الله للمؤمنين معناه الثواب وهو الأجر وقال : ولذلك ورد في الخبر: ما أقبل عبد بقلبه إلي الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتي يرزقهم مودتهم ورحمتهم ومحبتهم. وورد أيضاً: إن الله إذا أحب مؤمناً قال لجبرائيل: إني أحببت فلاناً فأحبه فيحبّه جبرائيل، ثم ينادي في السماء ألا أن الله أحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له قبول في أهل الأرض ." والأخبار السابقة كاذبة فلو كانت صحيحة لأحبت الأقوام رسلها(ص) وآمنوا كلهم بهم ولكن الحادث أن تلك المحبة كانت قليلة ولذا قال تعالى : "فأبى أكثر الناس إلا كفورا" ونقل خبرا لا يصح فقال : "ومن هنا جاء ما صح عن الإمام أمير المؤمنين أنه قال: «لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا علي أن يبغضني ما أبغضني ولو صببت الدنيا بجماتها علي المنافق علي أن يحبني ما أحبني، وذلك انه قضي فانقضي علي لسان النبي الأمي (ص) انه قال: يا علي، لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق» ." وحب الشخص أو كرهه ليس فرضا بدليل أن الزوج قد يكره زوجته والعكس كما قال تعالى: "فإن كرهتموهن" وقد يبغض المسلم أخاه ولكن دون ان يعتدى عليه وهذه الكراهية وهى الغل تكون فى الدنيا ويمحوها الله من المسلمين فى الجنة كما قال تتعالى : " ونزعنا ما فى صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين" وتحدث عن حب الناس للصالحين فقال: "الناس يحبون الصالحين: إن الإنسان الصالح له مكانة خاصة في قلوب الناس ويحظي بمحبتهم وودهم، فمثلاً إذا كان الطبيب لا يأخذ أجرته إلا بمقدار حقّه وجهده وعمله عد من الصالحين وعرف بالصلاح بين الناس، وبهذا يكون موضع اعتزازهم واحترامهم. وهكذا كل إنسان مهما كان عمله فما دام يعمل لله ويخدم الناس فان الله معه، وسيلقي محبته في قلوبهم، وبذلك يكون محبوباً عند الجميع .. هذه سنة من سنن الحياة التي أودعها الله في هذا الكون أن الصالح محبوب والطالح مبغوض .. قصة الطبيب مع الفقراء كان في مدينة بغداد طبيب عرف بمعاملته الجيدة تجاه مراجعيه، وإذا كان المراجع فقيراً ضعيف الحال، كان يعفيه عن دفع أجور المعاينة، بل كان أحياناً يعطي تكاليف الدواء والغذاء لمريضه أيضاً كي يحصل علي الشفاء التام، وذات يوم راجعه أحد أهل العلم لبعض الالتهابات التي كانت قد أصابت حنجرته، وبعد أن قام بالفحص التام عن المرض وصف الدواء المناسب، ورفض أن يأخذ أجور العلاج بل وأصر علي ذلك، رغم المحاولات الكثيرة التي بذلت من أجل الدفع .. إذ كان يقول: إني لا آخذ المال من طلاب العلوم الدينية وعلماء الدين .. فمن الطبيعي أن إنساناً كهذا يحبه الناس ويحترمونه .. وقد ورد عن الإمام الصادق « .. ثلاث تورث المحبة: الدين والتواضع والبذل» . ولذلك لما توفي هذا الطبيب الطيب جري له تشييع مهيب وكأنه عظيم من عظماء البلد .. وهذا نتيجة أعماله الصالحة وخدمته للناس .. " وقطعا ما قاله الشيرازى ليس حبا للصالحين لأن المسلمين لا يمكن أن يكونوا جميعا إلا صالحين ولكنهم يحبون من يحسن إليهم والمراد من صننع لهم المعروف دون مقابل أو حتى بمقابل عادل ونقل خبرا كاذا فى المحبة فقال : وقد روي عن الإمام الباقر «إن فيما ناجي الله عزوجل به عبده موسي قال: إن لي عباداً أبيحهم جنّتي وأحكمهم فيها، قال: يا رب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها؟ قال: من أدخل علي مؤمن سروراً، ثم قال: إن مؤمناً كان في مملكة جبار فولع به فهرب منه إلي دار الشرك، فنزل برجل من أهل الشرك فأظله وأرفقه وأضافه، فلما حضره الموت أوحي الله عزوجل إليه وعزتي وجلالي لو كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك فيها ولكنها محرمة علي من مات بي مشركاً ولكن يا نار هيديه ولا تؤذيه ويؤتي برزقه طرفي النهار»، قلت: من الجنة؟ قال: «من حيث شاء الله .. » ." والناؤ ليس فيع تخفيف للعذاب عن أحد حتى ولو صنع معروفا فى مسلم لقوله تعالى : " فلا يخفف عنهم العذاب" وقال : وقال الإمام أمير المؤمنين «خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم وإن عشتم حنوا إليكم» ." وتحدث عن أن حسن الخلق حتمية ضرورية فقال : "حسن الخلق ضرورة: ونحن طلبة العلوم الدينية ينبغي علينا أن نعاشر الناس علي نحو يتمنون أن نكون بينهم لنهديهم إلي الرشاد، كما كان رسول الله (ص) وأهل بيته يعاشرون الناس، ولو لم نكن كذلك لخابت آمال الناس بنا بل الأسوأ من ذلك أنهم سيسيئون الظن بالإسلام أيضاً؛ لأن الناس يرون الإسلام من خلال أخلاقنا وأعمالنا، فعلينا أن نتعامل بشكل لا يجلب احترام ومحبة الأصدقاء فحسب بل حتي الأعداء أيضاً وهذه هي سيرة رسول الله (ص) والأئمة الطاهرين . قال الله العظيم في القرآن الكريم:"وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي" . حتي أن فرعون كان يكن محبة خاصة لموسي (ص) وذلك لسلوك وأخلاق موسي الحسنة، فان الناس يميلون إلي الإحسان والأخلاق الحسنة. وقد ورد عن الرسول الأعظم (ص): «حسن الخلق يثبت المودة» . وعن الإمام علي أمير المؤمنين قال: «من حسن خلقه كثر محبوه وأنست النفوس به» . وبعكس ذلك سوء الخلق فانه ينفر عن الإنسان حتي أقرب الناس إليه كما قال الإمام أمير المؤمنين «سوء الخلق يوحش القريب وينفر البعيد» ، وأيضاً: «من ساء خلقه ملّه أهله» . الفضل ما شهدت به الأعداء ومن هذا القبيل ذكر أنه: لما دخل سنان علي عبيد الله بن زياد برأس الحسين أنشأ يقول: أوقر ركابي فضة وذهبا أنا قتلت الملك المحجبا ومن يصلي القبلتين في الصبا قتلت خير الناس أمّاً وأبا وخيرهم إذ ينسبون نسباً فقال عبيد الله: ما تلقي مني خيراً إلا الحقتك به وأمر بقتله ." بالطبع الخلق الحسن هو صفة كل المسلمين ولكن ليس معنى التعامل به هو المحبة فقد نتعامل بالحسنى ولكن هناك كراهية قلبية فى القلوب للبعض المهم ألا تخرج إلى حد الاعتداء على الناس لاشك أن المعاملة الحسنة تغير كثيرا ما فى القلوب كما قال تعالى : " ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم" وتحدث عن اتفاق القول الحسن مع العمل الصالح فقال : "القول والعمل: قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب «ذللوا أخلاقكم بالمحاسن وقودوها إلي المكارم وعودوها الحلم واصبروا علي الإيثار علي أنفسكم فيما تحمدون عنه قليلاً من كثير .. » . وقال الإمام الصادق «رحم الله عبداً حببنا إلي الناس ولا يبغضنا إليهم، وأيم الله لو يرون محاسن كلامنا، لكانوا أعزّ وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء» . نقل أحد الأصدقاء بأنه قبل خمسة عشر عاماً أقيم مؤتمر لمعارضة الخمور والحد من انتشار ظاهرة الإدمان علي الخمور وتعاطيها، وألقي بعض العلماء محاضرات جيدة في ذم الخمور والمشروبات الكحولية وبيّنوا الفساد الذي تسببه للإنسان من الناحية النفسية والصحية، وكان أحد الأطباء من جملة المحاضرين في المؤتمر حيث ألقي كلمة غراء مهمة ومثيرة جداً، بحيث لو سمعها أحد مدمني الخمر لتأثر من كلامه ولعله ترك الشرب .. ولكن في اليوم الآتي والكلام للصديق قال كنت أسير في الطريق، وإذا بي أري سكراناً يترنح يميناً وشمالاً، ولما دققت النظر في وجهه اندهشت كثيراً لأني رأيت أنه ذلك الطبيب الذي ألقي تلك المحاضرة القيمة في ذم الخمور والكحول!!. فسلمت عليه وقلت له: إنك كنت في الأمس تذم الشراب ولكني أراك اليوم سكراناً تترنح؟! فأجاب: في الأمس كان الكلام واليوم هو العمل!! نعم، وكما قيل كلام الليل يمحوه النهار، وهذه القصة عبرة لنا حتي لا نكون من الذين يقولون ما لا يفعلون وقد قال تعالي:"كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ" . فمن الضروري جداً أن نلتزم بالعمل بما نقول ونروي عن سيرة المعصومين حتي تتطابق أقوالنا مع أعمالنا ويري الناس أننا نعمل علي ضوء أقوال الإمام الصادق والأئمة . وفي التاريخ الكثير الكثير من أمثال هذه العبر، فحينما حمل جيش الإسلام علي الروم، اجتمع كبار العسكريين الروم وأخذوا يتباحثون في أسباب تقدم المسلمين في الحرب مع أنهم يفقدون التكتيك العسكري والأسلحة الثقيلة في الحرب؟ فأبدي واحد من المجتمعين رأيه ولكن لم يحظ بالقبول، إلي أن قال أحدهم: لنسأل هذا العبد الذي يخدم الحضور في المجلس فسألوه .. فقال: الخادم هل أنا في أمان لو قلت لكم الحقيقة؟ قالوا: نعم، فقال: إن السبب يكمن فيكم لأنكم استعبدتم الشعب الرومي حتي نبذوكم وانفضوا من حولكم، وحينما رأوا المسلمين وسلوكهم وأخلاقهم الحسنة صاروا تائقين مشتاقين، إليهم وأنا أحد الذين يتمنون انتصار المسلمين. فسألوه عن سبب ذلك. فأجابهم: كان لي بالقرب من هذا المكان (أي مكان الاجتماع) بستان أعيش فيه مع زوجتي وأولادي الأربعة في رغد وصفاء، حتي جاء نبأ هجوم المسلمين علي بلاد الروم فأخذتم كل أولادي للحرب، ولم ينفعكم إصراري الكثير لبقاء أحد أولادي معي علي الأقل ليكون عوناً لي في خدمة العائلة، ولما مر جيش الروم من أمام بستاني لمقاتلة المسلمين خطف قادة عسكركم زوجتي من بيتي، وهدموا بستاني، بحجة أنه كان واقعاً في طريق الجيش، واليوم أصبحت عاجزاً لا أملك من المال شيئاً حتي اضطررت لأن أخدمكم ههنا!!. فهذه السياسة المملوءة بالعنف والغلظة هي التي سببت انهزامكم أمام المسلمين الذين يتمتعون بالتعامل الإنساني والرحمة والإحسان حتي مع خصومهم وهم يسيرون علي نهج دين يدعو للرحمة والمحبة وينهي عن الظلم والاعتداء والغلظة. حقوق الناس" إذا لابد من اتفاق القول الحسن مع سلوك الإنسان ثم قال متحدثا عن عدل الإسلام فقال : "الإسلام هو الدين الوحيد الذي أعطي لكل ذي حق حقه بمنتهي العدالة والدقة، فإن الناس في المنظار الإسلامي سواسية لا يُفرق بينهم، رجالاً ونساءً شيوخاً وشباباً وأطفالاً وحتي الجنين في بطن أمه، فان لكل واحد منهم الحقوق والأحكام الإلهية التي لا يجوز التعدي عليها تحت أي عنوان كان، فقد جاء أن أحد الزهّاد وتاركي الدنيا عبد الله كثيراً وحارب نفسه بشدة، حيث كان لا يأكل إلا القليل من الطعام، ولا ينام علي مكان ناعم ومريح وترك جميع الملذات، وقد استمر علي هذا الحال حتي بلغ الستين من العمر وفارقت روحه الدنيا، وبعد فترة شاهده أحد الصالحين في عالم الرؤيا وسأله: يا فلان كيف أنت؟ قال: حتي الآن لم يدخلني الجنة لأني أخذت إبرة من شخص علي شكل عارية ولم أرجعها إليه واليوم منعوني من دخول الجنة لتعلق حق الناس في رقبتي . يقول الله سبحانه وتعالي:"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ" وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ" . والإمام علي بن أبي طالب لما وصلته الخلافة الظاهرية نادي في الناس: «والله لو وجدته قد تُزوج به النساء ومُلك به الإماء لرددته؛ فان في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق» . وقال « .. وايم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه، ولأقودن الظالم بخزامته حتي أورده منهل الحق وان كان كارهاً» . فإن حقوق الناس من الأمور الخطيرة في الإسلام التي يحاسب الإنسان عليها لا في الدنيا فقط بل في الآخرة، ولا ينال الإنسان رحمة الله ولا يذوق طعم العفو والمغفرة الإلهية إلا إذا رضي أصحاب الحقوق عنه. المكر والخديعة" ثم ذكر الرجل من يحبهم الله وكل الكلمات تتحدث عن المسلمين بألفاظ متعددة فقال : "من هدي القرآن الحكيم: الذين يحبهم الله عزوجل قال تعالي:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" . وقال سبحانه:"فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" . وقال عزوجل:"وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" . وقال جل وعلا:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" . وقال سبحانه:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" . وقال تعالي:"إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" . هؤلاء لا يحبهم الله عزوجل قال جل وعلا:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" . وقال سبحانه:"وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" . وقال عزوجل:"وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ" . وقال تعالي:"وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" . وقال جل وعلا:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" . وقال سبحانه:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً" . وقال عزوجل:"إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" . وقال تعالي:"إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ" . وقال سبحانه:"إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ" . وقال جل وعلا:"إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" . وقال سبحانه:"لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ" ." ثم ذكر أخبارا والمراد أقوالا عن موجبات المحبة فقال : "من هدي السنة المطهرة: موجبات المحبة: قال الإمام الصادق «ثلاثة تورث المحبة: الدين والتواضع والبذل» . وقال الإمام أمير المؤمنين أيضاً: «ثلاث يوجبن المحبة: حسن الخلق وحسن الرفق والتواضع» وقال الإمام الباقر «البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة وقربة من الله، وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبعد من الله» . وقال الإمام أمير المؤمنين «ثلاث خصال تجتلب بهنّ المحبة: الإنصاف في المعاشرة والمواساة في الشدة والانطواع والرجوع إلي قلب سليم» . وقال رجل للنبي الأعظم (ص): يا رسول الله، علمني شيئاً إذا أنا فعلته أحبني الله من السماء وأحبني أهل الأرض؟ قال (ص): «ارغب فيما عند الله يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» . وقال الإمام الصادق «رحم الله عبداً اجتّر مودة الناس إلي نفسه فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون» . وقال أمير المؤمنين «حسن الخلق يورث المحبة ويؤكد المودة» . وعنه أيضاً: «من لان عوده كثفت أغصانه » . أعمال يحبها الله عزوجل قال الرسول الأعظم (ص): «ثلاثة يحبها الله سبحانه: القيام بحقه والتواضع لخلقه والإحسان علي عباده» . وقال (ص): «ثلاثة يحبها الله: قلة الكلام وقلة المنام وقلة الطعام .. ثلاثة يبغضها الله: كثرة الكلام وكثرة المنام وكثرة الطعام .. » . وسئل رسول الله (ص): أي الأعمال أحب إلي الله عزوجل؟ قال: «اتباع سرور المسلم» قيل: يا رسول الله، وما اتباع سرور المسلم؟ قال: «شبعة جوعه وتنفيس كربته وقضاء دينه» . وقال الإمام الصادق «من أحب الأعمال إلي الله عزوجل، إدخال السرور علي المؤمن، إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه» ." وبالطبع موجب المحبة واحد وهو الدفع بالتى هى أحسن وهى عمل الصالحات للغير ومن ثم تتعارض تلك ألقوال إلا قليلا من خلال تحديدها لأعمال معينة كموجبات للمحبة وتحدث عن كيفية اكتساب محبة الله وهى كيفية واحدة وهى الإيمان والعمل الصالح فقال: "كيف نكسب حبّ الله سبحانه؟ قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب في حديث المعراج: «إن النبي سأله ربه ليلة المعراج .. يا محمد، وجبت محبتي للمتحابين فيّ ووجبت محبتي للمتعاطفين فيّ ووجبت محبتي للمتواصلين فيّ ووجبت محبتي للمتوكلين عليّ، وليس لمحبتي علم ولا غاية ولا نهاية، وكلما رفعت لهم علماً وضعت لهم علماً .. » . وقيل لعيسي علّمنا عملاً واحداً يحبنا الله عليه؟ قال: «ابغضوا الدنيا يحببكم الله» . وقال الإمام الصادق «إذا تخلّي المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حب الله، وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط، وإنما خالط القوم حلاوة حب الله فلم يشتغلوا بغيره» . وقال أيضاً: « .. وطلبت حب الله عزوجل فوجدته في بغض أهل المعاصي»" وتحدث عن أحب الناس لله فقال : "أي الناس أحب إلي الله سبحانه؟ قال الرسول الأعظم (ص): «أحب عباد الله إلي الله أنفعهم لعباده وأقومهم بحقه، الذين يحبب إليهم المعروف وفعاله» . وسئل (ص): من أحب الناس إلي الله؟ قال: «أنفع الناس للناس» . وقال (ص): «الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلي الله من نفع عيال الله وأدخل علي أهل بيت سروراً» . وقال الإمام الصادق «قال الله عز وجل: الخلق عيالي فأحبهم إليّ الطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم» . وعنه أيضاً: «إن لله عباداً من خلقه في أرضه يفزع إليهم في حوائج الدنيا والآخرة، أولئك هم المؤمنون حقاً آمنون يوم القيامة ألا وإن أحب المؤمنين إلي الله من أعان الفقير من الفقر في دنياه ومعاشه ومن أعان ونفع ودفع المكروه عن المؤمنين» " وبالطبع أحب الناس عند الله من المسلمين هم المجاهدين لأنه فضلهم على القاعدين فقال : " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" | |
|