هل تعرفون ليلة الجهني ؟؟
لمعرفة الإجابة عن السؤال تعالوا معي في رحلة إلى فضاء العلم الملئ بالنجوم المتلالئة فنكتسب المزيد منه إذ هو بحر لا ينضب ..
" ليـــلة الجهــــني "
ما هي ليلة الجهني ، و لماذا سُمِّيت بالجهني ؟
ليلةُ الجُهَني ليلةٌ مباركة جاء ذكرها في عدد من الروايات و الأحاديث ، و هي ليلة الثالث و العشرين من شهر رمضان المبارك و التي يُتوقع أن تكون ليلة القدر .
أما سببُ تسميتها بالجُهني كما صرَّح بذلك الشيخ الصدوق ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) فيعود إلى نسبتها إلى رجل من أصحاب النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) يُسمى بعبد الله بن أُنَيْسٍ الْأَنْصَارِي الْجُهَنِي إثرَ حديثٍ جرى بينه و بين الرسول ( صلى الله عليه و آله ) .
أما قصته فهي كما ترويها الأحاديث و الروايات كالتالي :
رَوى مُحَمَّدُ بْن يُوسُف عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ :
" إِنَّ الْجُهَنِيَّ أَتَى النَّبِيَّ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِبِلًا وَ غَنَماً وَ غِلْمَةً وَ عَمَلَةً ، فَأُحِبُّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ وَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فَسَارَّهُ فِي أُذُنِهِ ، فَكَانَ الْجُهَنِيُّ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وَ غَنَمِهِ وَ أَهْلِهِ إِلَى مَكَانِهِ " .
وَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا ( عليهما السلام ) قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ اللَّيَالِي الَّتِي يُسْتَحَبُّ فِيهَا الْغُسْلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ .
فَقَالَ : " لَيْلَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ ، وَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ ، وَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ " .
وَ قَالَ : " لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ هِيَ لَيْلَةُ الْجُهَنِيِّ " .
" وَ حَدِيثُهُ : أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : إِنَّ مَنْزِلِي نَاءٍ عَنِ الْمَدِينَةِ فَمُرْنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا ؟
فَأَمَرَهُ بِلَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ " .
و يبدو أن المسلمين لمَّا تعودوا رؤية الجهني في ليلة الثالث و العشرين من شهر رمضان فقط خلال السنة لإنشغال هذا الرجل بإبله و غنمه و عدم تمكنه من الحضور في غيرها من الأيام و الليالي لذلك أسموا هذه الليلة بإسمه .
هذا من جهة ، و من جهة أخرى فإنه يُستفاد من مجموع الروايات و الأحاديث الواردة بهذا الشأن أن المسلمين آنذاك فهِموا بصورة غير مباشرة من إسْرارِ النبي ( صلى الله عليه و آله ) للجُهَني ، و ما لَحِقَ ذلك اللقاء من مواظبة الجُهني على إحياء هذه الليلة و الحضور في مسجد النبي ( صلى الله عليه و آله ) بالمدينة المنورة للعبادة و الذكر أن ليلة الثالث و العشرين هي ليلة القدر .
وهاقد عرفنا أسما آخر لـــ ليلة القدر وهو : " ليــــــــــلة الجهــــــــني