رويدك فالأسى بدمي أحاك
هموماً لا أطيق بها حراكا
أخي من الذي أشقاك قل لي
بأي متاهة ضلت خطاك
أراك فأسبل العبرات حزنا
وأصرخ لوعة ماذا دهاك
أرى الشيطان منتفشاً يغني
بكل طرب وقد نصب الشراك
عرفت الحق كيف ضللت عنه
وكيف شريت منتكساً هداك
عجبت لسيد يعصيه عبد
فكيف وأنت تعصي من براك
أضرك حلمه يا صاح مهلاً
ألم تعلم به حي يراك
أخي بالأمس جاوزت الثريا
فما لك بالثرى تغني علاك
عمرت العمر بالطاعات عمراً
فأمسى بعد يعمره هواك
أتنسى ياأخي يوم التقينا
على الإيمان يغمرنا شذاك
أتنسى يا أخي حلو الليالي
ترانا بالإخاء كما ترانا
عرفتك في الدجى الساجي سراجاً
ونور الله يضوي في خطاك
فكيف كرهت نور اله حيفاً
وكيف خبا بنازعة سناك
حياتك للفناء فكيف تشري
بها الجنات بئس البيع ذاك
أأبكي إذ رأيتك أم أواري
غضيض نواعسي كي لا أراك
ظننت العيش لذات ولهواً
تنال به من الدنيا مناك
فلم تشرب من الحرمان إلا
كؤوساً يستطيل بها ظماك
كفرت بلذة الإيمان حتى
توشح قلبك القاسي أساك
بعثت إليك من شعري نداءً
أجب يا صاحبي رباً دعاك
أفق يا صاح لم نخلق لنلهو
ولا لنصارع الدنيا عراكاً
تذكر ياأخي يد المنايا
إذا اختطفتك قاطعة هواك
إذا بكت العيون عليك حزناً
وأوهى الموت من نزع قواك
إذا أمسى التراب لكم فراشاً
وضم القبر صدرك واحتواك
سواك وإن بكوك اليوم أنس
ولن يبكي عليك غداَ سواك
ستنجو إن أطعت الله قرباً
وإن أعرضت فانتظر الهلاك
والسلام عليكم