تناقضات كتاب أنشودة المولى
كتاب أنشودة المولى أو البهاغافادغيتا هو كتاب من كتب الديانة الهندوسية يعتبر عمدتها حيث يؤسس لتلك الديانة من خلال الكلام على الله وعلى الأفعال المحللة والمحرمة وعلى نظام الكون والثواب والعقاب ويوجد بهذا الكتاب الكثير من التناقضات نذكر منها هنا ما تيسر :
أ- نجد أرجونا مجرد رجل شريف من خلق الله المبارك فى فصل التعداد التالى
2-
قال الرب المبارك:
كيف يقترف هذا العيب في وقت التجربة، رجلٌ شريفٌ مثلك يا أرْجونا؟ إن الرجل القوي لا يعرف اليأس الذي لا يربحه الجنة ولا الأرض.
وهو ما يناقض كونه مريد وصديق الله فى فصل الحكمة وبالطبع لا يمكن أن يكون رجلا مخلوقا وفى نفس الوقت صديق الإله فاللإله لا يصادق سوى أمثاله -والله ليس له صديق لعدم وجود شبيه له – والنص المناقض هو:
2
أنا أكشف لك هذه اليوغا نفسها المعروفة منذ القِدم، السرّ الأسمى، إني أكشفها لك لأنك مُريدي وصديقي.
ب- ونلاحظ تناقضا أخر فصديق الرب هو أرجونا وهو صديق وحيد لقوله صديقى فى نص فصل الحكمة السابق وهو ما يناقض كون الرب صديق كل الكائنات فى قولهم بفصل الإعتاق :
28
إن من يعرف أنني المتمتع باليغيا والتقشف، وأنني الرب العظيم لكل العالم، وصديق كل الكائنات، يصل إلى السلام.
ج- نلاحظ هنا أن أرجونا رجل حزين لا يمسح حزنه أبدا شىء فى الأرض ولا فى مملكة الآلهة المزعومة وذلك فى النص التالى من فصل حيرة أرجونا
حقاً أقول أني لا أجد ما قد يمسح عني هذا الحزن الذي أَذبل حواسي. لا في مملكة الأرض ولا في مملكة الآلهة. 8
ونلاحظ فى فصل التعداد أن الأحاسيس مثل الحزن وهو يدخل فى الألم تزول وهو قولهم
باحتكاك الحواس مع مدركاتها، يا أرْجونا ابن كونتي، نشعر بالبرد والحر، باللذة والألم. كل هذه الأحاسيس تأتي وتذهب، إن مصيرها الزوال. كن صبوراً في تحمل ذلك يا أرْجونا يا بْهاراتا العظيم.
14
د- نجد فى فصل التعداد ان الرب يطلب من أرجونا القتال فى قوله :
وإذا أخذنا بعين الاعتبار الدْهرْما، عليك أن لا تتردّد، لأن الكْشاتْريا لا يجد أفضل من أن يحارب في معركة متوافقة مع الدْهرْما. 31
سعداء هم الكْشاتْريا، يا بارْتا (أرْجونا) الذين يجدون، ودون أي جهد، معركة مثل هذه، إنها باب مفتوح إلى الجنة.
وفى فصل التعبد والإخلاص نجد النص التالى 32
باستشهادك، ستدخل الجنة؛ وبانتصارك مجدك في الأرض. لذلك قُم يا ابن كونتي، وتأهب للحرب. 37
ومع هذا يناقض نفسه عندما يطلب منه عدم القتال وعدم التحريض على القتال لو علم الحق فى قوله :
21-
من يعرف أنه (الروح) لا يفنى، وأنه أبدي غير مولود ولا يموت، كيف يمكن لمن يعلم هذا، يا بارْتا (أرْجونا)، أن يقتل أو أن يدفع غيره للقتل؟
هـ - نجد فى فصل التعداد أن الموت والحياة زائلان وهذا يعنى العدم وهو النص القائل:
قال الرب المبارك: 11
أنت تحزن وتبكي على أولئك الذين يجب أن لا تحزن عليهم، هل بهذه الطريقة يتكلم الحكماء؟ الحكماء لا يحزنون على الموتى ولا على الأحياء. إن الموت والحياة كلاهما زائلان.
وفى النص التالى من نفس الفصل نجد التناقض وهو استمرارية الحياة للكل :
لم يكن زمن لم نكن أنا وأنت وهؤلاء الملوك جميعاً فيه موجودين، ولن يأتي زمن لن نكون فيه، نحن جميعاً باقون باستمرار واستمرار.
وأيضا فى النص التالى من فصل الألوهية السامية
وعندما ترقد ذاتهم السامية فيّ، في مقرّ الفرح السامي، لن يعودوا أبداً إلى عالم الأحزان البشرية هذا.
15
تضمحل كل العوالم، يا أرجونا، بما في ذلك عالم بْرَهْما، الخالق؛ إنها تضمحل وتعود. ولكن من يأتي إليّ، يا إبن كونتي، لن يأخذ ولادة ثانية.
12
و-
هنا نفوس كل الكائنات غير مولودة فى قوله :
إنه لم يولد، ولن يموت. إنه الأبدية، موجود على مر الدهور. غير مولود وأبدي، وراء الزمان الغابر والزمان الآتي، ولا يموت بموت الجسد.
وفى فصل أنماط الحياة الثلاثة نجد كل الكائنات تولد:
2
إن رحمي هو طبيعتي العظيمة وفيها ألقي بزار كل ما يأتي، وبهذا الاتحاد تأتي ولادة كل الكائنات يا أرجونا.
3
اعلم يا أرْجونا أن كل ما يولد، من كل الأرحام، تكون طبيعتي العظيمة رحمها، وأكون أنا والدها الذي وهبها بزرة الحياة.
ز- العمل
نلاحظ تناقضا بين قوله "لا يوجد عمل أحتاج أن أقوم به " فهو هنا لا يعمل وبين قوله الذى يبين أنه يعمل فى قوله "ومع ذلك فأنا مستمر فى العمل فى قوله فى فصل العمل :
21
في العوالم الثلاثة لا يوجد عمل أحتاج أنا أن أقوم به، يا بارتا؛ ولا يوجد لي أي شيء أرغب في أن أحقّقه ولم يتحقّق بعد؛ ومع ذلك أنا مستمرّ في العمل.
ح- فى فصل العمل نجد الله مستمر فى العمل فى العوالم الثلاثة وهو قولهم :
21
في العوالم الثلاثة لا يوجد عمل أحتاج أنا أن أقوم به، يا بارتا؛ ولا يوجد لي أي شيء أرغب في أن أحقّقه ولم يتحقّق بعد؛ ومع ذلك أنا مستمرّ في العمل.
ومع هذا فهو لا يقوم بالعمل لأن العمل هو لغونات الطبيعة فى فصل سيطرة الذات :
26
تُنجز الأعمال في مطلق الأحوال نتيجةً لتفاعل غونات الطبيعة؛ أما من ضُـلِّل عقله بالشعور بالأنا، يعتقد أنه هو الفاعل.
ط- نجد العدوان للإنسان هما التجاذب والتنافر بأى حاسة فى فصل
وهو قولهم:
إن التجاذب والتنافر بأي حاسة هما موجودتان في إدراك تلك الحاسة؛ على الإنسان أن لا يرزح تحت سيطرتهما، لأنهما عدواه المتربصان له في طريقه.
ومع هذا يناقض نفسه بأن العدوين هما الرغبة والغضب فى قولهم فى فصل
قال أرْجونا:
36
ما هي دوافع الإنسان كي يرتكب الخطيئة، وكأنه منجذب بالقوة دون إرادته، يا سيد كْريشْنا؟
قال الرب المبارك:
37
إنهما الرغبة والغضب، المولودتان من غونة الرجس (الفعل والتفاعل) انهما مدمّرتان، إنهما شرّان كبيران. إنهما العدوّان اللدودان هنا على الأرض.
ى- نلاحظ أن الحكمة سبب حجبها هو الرغبة فى قولهم فى فصل
38
تُحجب الحكمة بلهيب لا يشبع من الرغبة التي هي العدو الدائم للحكماء يا ابن كونتي.
ومع هذا ناقض نفسه بجعل عدة أسباب لحجب الحكمة بدلا من سبب واحد وهو قولهم فى فصل
39
الحواس والعقل والمنطق هي مقرٍ لها (للرغبات) فتُحجب الحكمة بسببها، ويضلّل المقيم في الجسم.
ك- فى فصل الحكمة تناقضا فى قولهم :
12
أنا خلقت النظام الرباعي طبقاً لأقسام الغونات والعمل. ومع أني أنا مؤلفها إلا أني لست بالفاعل، أنا ثابت لا أتغيّر.
فالخالق هنا والمؤلف هو القائل ومع هذا ينفى عن نفسه أن يكون الفاعل
ل - فى فصل العمل نجد الله يعمل ومستمر فى العمل وهو قولهم
21
في العوالم الثلاثة لا يوجد عمل أحتاج أنا أن أقوم به، يا بارتا؛ ولا يوجد لي أي شيء أرغب في أن أحقّقه ولم يتحقّق بعد؛ ومع ذلك أنا مستمرّ في العمل.
بينما فصل الاعتاق ينفى أن يكون العمل من الله وإنما العامل هو الطبيعة
13
لم يخلق الرب صلاحية العمل ولا عمل الكائنات ولا العلاقة بين الفاعل والعمل وثماره. إن ذلك هو من عمل الطبيعة.
م- نجد فى فصل الحكمة أن المخلوق العارف لأن الله متحرر رمن العمل ليس عليه عمل أى تكليف وذلك قولهم
13
أنا المتحرّر من قيود العمل، ولا أتشوّق إلى ثمار العمل. إن من يعرف صفاتي هذه هو أيضاً غير مقيّد برابط العمل.
وهو ما يناقض طلبه العمل من المخلوق فى قولهم فى فصل العمل:
7
قُم بواجبك المطلوب منك. لأن العمل هو بالتأكيد أفضل من عدم العمل. إن بقاء الجسد غير ممكن من دون العمل.
8
هذا العالم هو مقيّد بالعمل ما عدا الأعمال المؤداة لليغْيا. هكذا أدّي عملك مثل اليغْيا متحرّراً من التعلّق.
ن-نلاحظ فى فصل الاعتاق أن على المخلوق العمل لبرهمان
9
إن من يعمل مقدّماً كل عمله لبْرَهْمان، مبتعداً عن التعلّق، لا تلامسه أي خطيئة، تماماً كما أن الماء لا تلامس ورقة زهرة اللوتس.
وهو ما يناقض قولهم فى نفس الفصل بتخلى عقل المخلوق عن كل عمل فى قولهم :
12
بتخلّي العقل عن كل عمل يستريح المقيم في الجسد سعيداً في مدينة البوابات التسع، غير عامل وغير مسبب للعمل.
س- فى فصل الاعتاق نجد أنه يطلب عدم البهجة وهى السعادة لأن هذا قمة التحرر من الضلالأى المتثبت بالبرهمان فى قولهم
19
من لا يبتهج فرحاً بحصوله على ما هو عزيزٌ عليه، ولا يحزن بحصوله على ما هو مؤلم له، من تثبّت عقله، ومن هو متحرّر من الضلال، هو الذي يعرف بْرَهْمان ومتثبّت ببْرَهْمان.
ومع هذا يبين أن السعيد الفرح هو من لا تتأثر ذاته بالخارجيات فى قولهم :
20
من لا تتأثر ذاته باحتكاكها مع المواضيع الخارجية، يعرف أن السعادة هي في داخل الذات. وباتحاد ذاته مع البْرَهْمان يتمتع بسعادة أبدية.
ونجد ننصوص مشابهة لذلك فى فصل سيطرة الذات :
7
إن اليوغي المتوحد هو الفَرِح بالمعرفة والاختبار، ثابت لا يهتز، سيّد حواسه، بالنسبة له التراب والأحجار والذهب كلها على حدّ سواء.
26
ينعم اليوغي بالسعادة السامية حتماً، عندما يستقر في السلام العميق، ويهدأ فيه أي حافز للعمل، دون أن يلبسه أي عيب، فيصبح واحداً مع البْرَهْمان.
27
وبجمع ذاته دوماً، يحقّق اليوغي المتحرّر من الخطيئة، وبسهولة، الاتصال بالبْرَهْمان الذي هو غبطة الفرح.
ع-يبين فى فصل الاعتاق أن الزهد ويوغا العمل هما طريقتى السمو وهو قولهم
قال الرب المبارك:
2
إن الزهد ويوغا العمل كليهما يؤديان إلى السمو. ولكن يوغا العمل هي أرقى من التخلي عن العمل.
وهو ما يناقض أن العمل وحده هو الطريق وذلك فى قولهم فى فصل سيطرة الذاات
2-العمل هو طريق الوصول إلى أعلى مراتب اليوغا؛ ولكن الرجل الذي وصل إلى أعلى مراتب اليوغا، له وحده، يصبح السكون هو الطريق.
ف- نجد أنه لا يوجد فناء فى عالمنا والعالم الذى يليه حيث لا يوجد فناء أى موت وهو تناقض داخلى لأن دخول عالم مستقبل يلوم الموت فى العالم الماضى وهو قولهم :
قال الرب المبارك:
40
لن يكون له فناء في هذا العالم ولا في العالم الذي يليه، من كان مستقيماً في الحياة، يا صاحبي، لن يواجه في طريقه الحظ السيّئ.
سيقيم لسنين لا تعدّ في جنة فاعلي الخير؛ ومن ثم يعود هذا الإنسان الذي فشل في الوصول إلى نهاية اليوغا ويولد، في بيتٍ طاهرٍ وخيّرٍ وعظيم.
ونلاحظ هنا ان دخول الجنة لا يعقبه موت وإنما حياة مستمرة وهو ما يناقض وجود موت بعد دخول الجنة لفى قولهم فى فصل المعرفة العظمى والغموض
19
هناك من يدرسون الفيدا الثلاثية، ومن يشربون الصوما، ومن هم أنقياء من أي ذنب. يتعبّدون ويصلّون من أجل جنة السماء. هم ينالون حقاً جنة إندرا، ملك الآلهة، وهناك يتمتّعون بالملذّات الملوكية.
20
إنهم يتمتّعون بملذّات ذلك العالم الفسيح في الجنة، لكن مردود أعمالهم لا بد أن ينتهي ويعودوا إلى عالم الممات ليتبعوا بدقة كلمات الفيدا الثلاثية، لأنهم تلهّفوا لملذّات زائلة، نالوا حقاً ملذّات زائلة.
ص- نلاحظ فى فصل الاعتاق أن على المخلوق العمل لبرهمان حتى يدخل الجنة خاليا من الخطيئة وهو قولهم
9
إن من يعمل مقدّماً كل عمله لبْرَهْمان، مبتعداً عن التعلّق، لا تلامسه أي خطيئة، تماماً كما أن الماء لا تلامس ورقة زهرة اللوتس.
وهو ما يناقض أن الإرادة وهى النية كافية لدخول الجنة حيث السلام الأبدى فى قولهم فى فصل المعرفة العظمى والغموض
29
إذا كرمني أكبر الخطاة بصدقٍ وإخلاصٍ نابعٍ من ذاته، فهو يُعتبر صالحاً أبداً، بسب إرادته الصالحة.
30
وسرعان ما يصبح طاهراً ويستقر في السلام الأبدي. هذا هو وعدي لكم، أن من يعرفني بصدق لن يضيع أبداً.
ق- فى فصل التمييز نلاحظ أن القائل وصف نفسه أنه أعلى من العالم وهو الكون ثم ناقض نفسه بأنه جعل العوالم داخله رغم كونه أنه أعلى فى قولهم :
6
لا يوجد ما هو أعلى مني في هذا الكون المترامي الأطراف، كل العوالم تستقر فيّ، كما تنعقد حبات اللؤلؤ حول الخيط.
ر- نلاحظ تناقضا داخليا فالقائل يبين أنه ليس فى الغونات ثم يناقض نفسه بكونها منه وهى فيه فى قولهم :
11
واعلم أن الغونات الثلاث، الساتفا والرجس والطمس، تأتي مني؛ النور السامي والحياة النابضة والظلمة بلا حياة. أنا لست فيها؛ لكن هي فيّ.
وهو نفس الخطأ فى قولهم فى فصلالمعرفة العظمى والغموض
3
إن هذا الكون الظاهر يأتي من كياني غير الظاهر. والكائنات جميعها تسكن فيّ، ولكني لا أسكن فيهم.
4
وفي الحقيقة إنهم لا يسكنوا فيّ، بسبب سري التوحيدي المقدس. أنا نبع كل الكائنات وأنا أدعمها ولكني لا أسكن فيها.
ش-نلاحظ أن القائل هو مولد الخليقة فى قولهم فى فصل الألوهية السامية :
7-
هكذا وبتفاعل طبيعتي أولِد كل الخليقة مراراً وتكراراً، ودون أي مساعدة، بل نتيجة التفاعل الذاتي لطبيعتي.
ويناقض نفسه بقوله أن الطبيعة هى مولد الخليقة فى قولهعم فى نفس الفصل :
9
أنا أراقب، والطبيعة في عملها في الخليقة تولِد كل ذلك الذي يحرك والذي لا يحرك، وهكذا تستمر دواليب العالم في الدوران.
ت- نلاحظ فى فصل الألوهية السامية وجود شكل لله وهو الجسد البشرى وهو قولهم فى فصل الألوهية السامية
إنما مجانين العالم لا تعرفني عندما يروني في جسدي البشري، فهم لا يعرفون ذاتي السامية، الذات اللامحدودة لكل ذلك.
وهو ما يناقض أنه لا شكل له فى قولهم فى أول الفصل :
8-إن من يتأمّل بذلـك الكلي الوجـود، الأزلي، الحاكم المـطلق لكل شـيء في كل زمان، الأصغر مـن أصغر ذرة، والذي يدعم الكل للكل، والذي لا شكل له،
ث-نلاحظ أن الله لا يوجد فى الكائنات ولا الكائنات توجد فيه فى قولهم فى فصل الالمعرفة العظمى والغموض :
4
وفي الحقيقة إنهم لا يسكنوا فيّ، بسبب سري التوحيدي المقدس. أنا نبع كل الكائنات وأنا أدعمها ولكني لا أسكن فيها.
وفى عشرات النصوص فى الفصول المختلفة نجد أن الله توجد فيه كل الكائنات والكائنات توجد فى الله فى أقوال مثل :
فصل المعرفة العظمى والغموض:
أنا التضحية وأنا مقدمات التضحية، أنا الهدية المقدّسة والنبتة المقدّسة. أنا الكلمة المقدّسة والقوت المقدّس والنار المقدّسة وأنا المقدمات المصنوعة في النار.
16
أنا آب هذا الكون، وحتى أني مصدر الآب. أنا أُم هذا الكون، وأنا خالق الكل. أنا الأعلى الممكن أن يُعرف، أنا طريق الصفاء، أنا الكلمة المقدّسة آوم، أنا الفيدا الثلاثية.
17
أنا الطريق، وأنا المعلم السيد الذي يشاهَد في السكون؛ صديقك وملجؤك ومقرّك للسلام. أنا البداية والوسط والنهاية لكل الأشياء، وأنا بذرة أبديتها، وكنزها السامي.
18
حرارة الشمس تأتي مني، أنا من يُهطل المطر ومن يحبسها. أنا حياة الخلود والموت، أنا كل ما يكون وكل ما لا يكون، يا أرجونا.
الكمال السماوى
20-أنا الذات الكلية الملك المنتصر، المقيم في قلب كل الأشياء. أنا البداية والوسط والنهاية لكل الكائنات.
بين أبناء النور أنا فيشنو، وبين الأجسام النيّرة أنا الشمس المشعة. أنا سيد الرياح والعواصف، وبين أنوار الليل أنا القمر. 21
بين الفيدا أنا ساما فيدا، فيدا الأغاني، وأنا إندرا رئيس الآلهة. فوق حواس الإنسان أنا العقل، وفي الكائنات الحية أنا نور الوعي. 22
بين القوى الرهيبة أنا إله الدمار شيفا، وفي الوحشية أنا فيتسا، رب الثروة. وفي الأرواح المشعة أنا النار أغْني، وبين الجبال الشاهقة أنا جبل الآلهة ميرو. 23
بين الكهنة أنا الكاهن الإلهي بْريهسْباتي، وبين المحاربين أنا سْكاندا إله الحرب. وفي الأجسام المائية أنا المحيط الكبير. 24
بين الرائين الكبار أنا بْهريغو، وفي الكلمات أنا أوم كلمة الأبدية. وفي اليغيا أنا يغيا جابا (الترداد الساكن)، وبين الأشياء غير المتحركة أنا الهمالايا. 25
في الأشجار أنا شجرة الحياة أشفاتها، وبين الرائين في الجنة أنا نرادا. وبين الموسيقيين السماويين أنا شيتراراتا، وبين الرائين في الأرض أنا كابيلا. 26
في الخيل أنا حصان إندرا، وفي الفيلة أنا فيله إيرافاتا. وبين البشر أنا ملك البشر. 27
في السلاح أنا البرق، وفي البقر أنا بقرة العجب. وبين الخالقين أنا خالق الحب. في الأفاعي أنا حيّة الأبدية. 28
بين الثعابين الخفية أنا أننتا، وبين المولودين في الماء أنا فارونا، ربهم. بين أرواح الأجداد أنا أريمان، وبين حكام ياما، أنا حاكم الموت. 29
بين الشياطين أنا براهلادا ملكهم. وفي كل أدوات القياس أنا الزمن. في الوحوش أنا ملك الوحوش، وفي الطيور أنا فيناتيا الذي يحمل إله. 30
بين وسائل التنقية أنا الريح، وبين المحاربين أنا راما البطل الأسمى. وبين أسماك البحر أنا مكارا الرائع. وبين الأنهار أنا الغانج المقدّس. 31
أنا البداية والوسط والنهاية لكل ما هو موجود. في كل المعرفة أنا معرفة الذات. وفي كل طرق المنطق أنا الطريق الذي يقود إلى الحقيقة. 32
في الأصوات أنا أول نبرة، أ، في المركبات أنا الثنائي. أنا الزمن الذي لا ينتهي. أنا المساند للكل الذي يوزع نتائج الأعمال. 33
أنا الموت الذي يزيل كل شيء، وأنا مصدر الازدهار، في الأسماء الرقيقة أنا الشهرة والازدهار والجمال؛ المخاطبة والذاكرة والذكاء؛ الثبات والتسامح الصبور. 34
أنا أغاني بريهاتي بين أغاني الفيدا. أنا غاياتري بين كل أوزان أبيات الفيدا. في الأشهر أنا أول أشهر السنة، وفي الفصول أنا فصل الأزهار. 35
أنا الفطنة في نرد المقامر. أنا جمال كل ما هو جميل، أنا النصر وأنا الكفاح من أجله. أنا جودة الصالحين. 36
بين أولاد فْريشْني أنا كْريشْنا، وبين أبناء بانْدو أنا أرْجونا. بين الرائين في الصمت أنا فْياسا، وبين الحكماء أنا الحكيم أوسانا. 37
أنا صولجان حكام البشر، وأنا السياسة الحكيمة لمن ينشد النصر. أنا صمت السر المخبأ. أنا معرفة العارفين. 38
وأعلم يا أرْجونا أني بذرة كل ما هو موجود؛ وأن كل ما يحرك وما لا يحرك لن يوجد من دوني. 39
لا نهاية لعظَمتي الإلهية يا أرْجونا. أن ما قلته لك هاهنا هو ليس سوى جزء ضئيل من لامحدوديتي. 40
اعلم أن كل ما هو جميل وجيد، وكل ما له مجد وقوة هو جزء فقط من إشعاعي الخاص. 41
ولكن ماذا يجديك نفعاً أن تعرف كل هذه التعدّدية؟ اعلم إن بجزء واحد ضئيل من كياني أنتشر وأدعم الكون كله، واعلم أني أنا هو. 42
خ_ فى فصل الألوهية السامية لا شكل لله فى قولهم
8-إن من يتأمّل بذلـك الكلي الوجـود، الأزلي، الحاكم المـطلق لكل شـيء في كل زمان، الأصغر مـن أصغر ذرة، والذي يدعم الكل للكل، والذي لا شكل له،
بينما فى فصل الشكل الكونى نجد شكله لا محدود
قال أرْجونا:
15
أرى فيك كل الآلهة، يا إلهي؛ وأيضاً أرى لامحدودية الكائنات في خليقتك. أرى الإله بْرَهْما على عرش اللوتس، وكل الرائين وثعابين النور.
أرى لامحدوديتك في كل ما حولي؛ قوة سواعدك التي لا تعدّ، المناظر من عيونك التي لا تعدّ، كلمات أفواهك التي لا تعدّ، ونار الحياة من أجسادك التي لا تعدّ. لا أرى في أي مكان بداية أو وسط أو نهاية لك، يا إله الكل، شكلك لامحدود.
ذ- فى فصلالشكل الكونى نجد سواعد الله لا تعد فى قولهم:
قال أرْجونا:
15
أرى فيك كل الآلهة، يا إلهي؛ وأيضاً أرى لامحدودية الكائنات في خليقتك. أرى الإله بْرَهْما على عرش اللوتس، وكل الرائين وثعابين النور.
أرى لامحدوديتك في كل ما حولي؛ قوة سواعدك التي لا تعدّ،
وفى فصل العارف والمعروف :
12
له أيدي وأقدام في كل مكان، وله أعين ورؤوس وأفواه في كل مكان، يرى الكل ويسمع الكل، وهو موجود في الكل.
وفى نفس الفصل نجد عدد سواعد الله أربعة فى قولهم:
45
أتشوق أن أراك مرة أخرى بتاجك وصولجانك وهالتك، دعني أراك مرة أخرى بشكل سواعدك الأربعة، أنت ذو السواعد اللامحدودة وذو الشكل اللامحدود.
ض- فى فصل الشكل الكونى نجد أن أرجونا وحده من استطاع رؤية شكل الله الأسمى وأما غيره فلا يقدر مهما عمل فى قولهم
قال الرب المبارك:
47
لا الفيدا ولا التضحيات ولا الدراسات ولا الإحسان، ولا الطقوس، ولا التقشّف المخيف، تستطيع أن تعطي رؤية شكلي الأسمى. أنت وحدك قد رأيت هذا الشكل، يا أعظم الكوريين.
12
وهكذا في جسم إله الآلهة، رأى أرْجونا الكون كله وبتنوعه في توحد كلي.
وفى نفس الفصل نجد أن الناس قد يستطيعون رؤية الشكل الأسمى وهو قولهم :
53
لكن بثبات العقل والإخلاص قد يستطيع الناس أن يروني وأن يعرفوني وأن يأتوا إليّ.
غ- فى فصلالعارف والمعروف نجد تناقضا داخليا فى القول فقد حدد العناصر الخمسة الرئيسية ومع هذا ذكر 6 هى 1، الأنا،2 المنطق،3 واللاظاهر أيضاً، 4والحواس العشر 5والعقل الواحد فوقها،6 ومدركات الحواس الخمسة؛وذلك فى قولهم :
4
العناصر الخمسة العظيمة، الأنا، المنطق، واللاظاهر أيضاً، والحواس العشر والعقل الواحد فوقها، ومدركات الحواس الخمسة؛
5
الرغبة، البغض، اللذّة، الألم، قوة التوحيد العقلي، الذكاء والشجاعة: هذا هو الحقل وهذه هي تغييراته.
كما نجد تناقضا أخر فى مدركات الحواس الخمسة حيث حدد العدد بخمسة بينما هى 7 هى :
1-الرغبة،2- البغض،3- اللذّة،4- الألم،5- قوة التوحيد العقلي،6- الذكاء و7-الشجاعة: هذا هو الحقل وهذه هي تغييراته
ظ- فى فصل الشكل الكونى نجد أن أرجونا وصف الله بالموجود فى قولهم
قال أرْجونا:
36
أنت كل ما هو موجود وكل ما هو غير موجود وكل ما هو وراء الوجود.
وقال الله فى فصل العارف والمعروف فى قولهم :
12
له أيدي وأقدام في كل مكان، وله أعين ورؤوس وأفواه في كل مكان، يرى الكل ويسمع الكل، وهو موجود في الكل.
بينما فى فصل العارف والمعروف ينفى الله كونه وجود أو لا وجود فى قولهم :
الآن سأخبرك ما يجب أن يعرف. وبمعرفته يصل الإنسان إلى الخلود إلى بْرَهْمان الأسمى الذي لا بداية له، هو لا يسمى الوجود ولا اللاوجود.
أ-1-فى فصل أنماط الطبيعة الثلاثة نجد أن العارف لن يولد ولن يزول وهو قولهم :
قال الرب المبارك:
1
من التجأ لهذه المعرفة بلغ الطبيعة التجاوزية المماثلة لطبيعتي، لن يولد في وقت الخلق ولن يزول في وقت الزوال.
وهذا يناقض قوله أن كل من يولد يموت فى فصل حيرة أرجونا فى قولهم :
27-
من المؤكد إن الموت لمن يولد، والولادة لمن يموت؛ وأمام هذا الأمر الواقع، عليك أن لا تحزن.
ب-1- فى فصل الحكمة نجد أن الله مر بعدة ولادات فى قولهم ::
قال الرب المبارك:
5
لقد مررت أنا في عدة ولادات، كما أنت مررت أيضاً، يا أرْجونا. أنا اعرف ولاداتي كلها، ولكنك أنت لا تعرف ولاداتك.
وفى نفس الفصل قال أنه لا يولد فى قولهم :
6-بالرغم من أني لا أُولد ولا أفنى، وبالرغم من أني رب كل الكائنات، إلا أني أبقى في طبيعتي الخاصة، وأولد من خلال قوتي الخاصة في الخليقة.
ج-1- فى فصل الحكمة نجد تناقضا داخليا هو أن عدم العمل هو عمل وأن العمل هو عدم العمل فى قولهم :
17
مَن يرى في العمل عدم العمل وفي عدم العمل يرى العمل هو حكيم بين البشر. إنه متوحِّد وقد حقّق كل عمل.
د-1- فى فصل سيطرة الذات
7
إن اليوغي المتوحد هو الفَرِح بالمعرفة والاختبار، ثابت لا يهتز، سيّد حواسه، بالنسبة له التراب والأحجار والذهب كلها على حدّ سواء.
ه-1-فى فصل نجد أن اليوغى هو أرقى أى أعظم الناس فهو أعظم من الحكيم فى قولهم :
45
اليوغي هو أرقى من المتقشّف، وأرقى من رجال الحكمة، وأرقى من رجال العمل، لذلك كن يوغياً يا أرْجونا.
وهو ما يناقض ما جاء فى فصل التمييز من أن اعظم الرجال هو الحكيم وليس اليوغى فى قولهم:
16
إن أعظم هؤلاء الرجال هو الحكيم المثبت بالذات، إنه هو واحداً أبداً، مثبّتٌ بالأحد. أنا مثبّت فيه وهو مثبّت فيّ.
وفى نفس الفصل نجد تناقضا أخر وهو أنه جعل اليوغى والحكيم واحد فى قولهم :
17
نبلاء هم الأنواع الأربعة من الناس؛ ولكني أنا واليوغي الحكيم المثبت بالذات واحد، إن ذاته هي فيّ، وأنا طريقه السامية.
و-1- فى فصل المعرفة العظمى والغموض نجد عبدة الآلهة الأخرى يكرمون الله بعبادتهم الآلهة فى قولهم :
23
حتى أولئك الذين يكرمون بإيمان آلهة أخرى، بحبهم ذلك هم يكرّمونني وحدي، بالرغم من أنهم ليسوا في الطريق الصحيح.
وفى نفس الفصل نجده ينفى هذا فمن يكرم الآلهة لا يكرم الله وإنما يكرم الآلهة لأنه لو كان يكرم الله الآب لكان ذاهبا إلى الآ ب ولكنه ذاهب إلى الآلهة فى قولهم :
24
إن من يكرّم الآلهة إلى الآلهة يذهب، من يكرّم الآب إلى الآب يذهب. ومن يكرّم الأرواح الساقطة إلى الأرواح الساقطة يذهب، إنما من يكرمني يأتي إلي.