بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا مقال عن عمل المرأة فى القرآن .
قرار المرأة فى البيت :
منذ بداية الخليقة كان مكان المرأة الطبيعى هو بيت ولى أمرها سواء كان هذا الولى الأب أو الزوج أو الأخ أو غير هذا وكان قرارها والمراد بقاؤها فى البيت لسبب ما هو القيام بأعباء العمل فى البيت ولسنا نعنى بالقرار أنها لا تخرج من البيت وإنما نعنى أنها تخرج لقضاء الضروريات وهى :
- التعلم فى الصغر فى مدارس ومعاهد العلم - زيارة الأهل - زيارة الصديقات
-زيارة الجارات - التسوق وشراء حاجات البيت - الحج والعمرة .
-الشهادة فى القضايا - الذهاب للمشافى والأطباء للعلاج .
وفى هذا العصر كما فى كل عصر ينتشر فيه الكفر نجد أن الرجال يشرعون للنساء تشريعات تبيح لهن العمل على اختلاف أنواعه .
مذاهب الكفار فى عمل المرأة :
انقسم الكفار فى عمل المرأة للمذاهب التالية :
1-إباحة عمل المرأة ويمثل هذا المذهب فى القرآن أهل سبأ فقد كانت المرأة تعمل عندهم بدليل عمل امرأة بالملك والمراد عمل الحاكم والرئيس وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم "وكان هذا المذهب هو المذهب المنتشر عندهم قبل إسلام المرأة مع سليمان (ص)لله رب العالمين .
2-قرار المرأة والمراد بقاء المرأة فى البيت ويمثل هذا المذهب فى القرآن أهل مصر فى عصر يوسف (ص)بدليل قرار امرأة العزيز فى البيت وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف "وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك ".
3-إكراه المرأة على العمل والمراد أن الرجال كانوا يجبرون المرأة على مزاولة أعمال ومهن مثل البغاء والدعارة ويمثل هذا المذهب الكفار فى عهد النبى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا ".
مذاهب المخلوقات فى عمل الأنثى :
وضح الله لنا فى القرآن اختلاف أنواع المخلوقات فى العديد من التشريعات الموضوعة لها ومن ذلك الاختلاف اختلاف المخلوقات فى عمل الأنثى فمثلا إناث البشر التشريع يمنع عملها خارج البيت مصداق لقوله بسورة الأحزاب "وقرن فى بيوتكن "وأما إناث النمل فالتشريع أباح لهن العمل خارج البيت بدليل وجود النملة الحارسة التى نبهت النمل لجيش سليمان (ص)حتى لا يقتلهم وهو لا يشعر وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون "وطبعا هذا الاختلاف فى حكم عمل المرأة بين أنواع المخلوقات يعود إلى تركيب الله لكل نوع من الأنواع .
متى يباح عمل المرأة ؟
بين الله لنا أن هناك حالة واحدة يباح فيها عمل المرأة وهى عدم وجود من يعمل لينفق عليهن ونعنى بعدم الوجود أمرين :
1- عجز الرجل العامل عن العمل لكبره وبهذا السبب تعللت ابنتى الرجل الصالح لموسى (ص)حيث قالتا كما بسورة القصص "لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير "فالفتاتين قالتا إن السبب فى عملهما هو كبر الأب وشيخوخته .
2- وفاة الرجل العامل دون أن يترك مالا للإنفاق عليهن وقد نصح الله كل مسلم قبل وفاته أن يدخر لضعافه وهم الأطفال المال الذى يمنعهم من العمل وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ".
الأدلة على قرار المرأة فى بيت زوجها :
1-قوله تعالى بسورة الأحزاب "وقرن فى بيوتكن "وهذا القول خطاب لنساء النبى (ص)ومعناه وابقين فى حجراتكن والخطاب وإن كان لنساء النبى (ص)فهو لنساء المؤمنين جميعا لأن قدوة النساء هن زوجات النبى (ص)كما أن قدوة الرجال هو النبى (ص)والدليل على هذا هو أن الله جعل لنا رجالا ونساء أسوة أى قدوة فى المسلمين السابقين رجالا ونساء مثل إبراهيم (ص)ومن معه من الرجال والنساء وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة "لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر"
2-قوله تعالى بسورة الأحزاب "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت "فهنا سمى نساء النبى (ص)أهل البيت وقوله بسورة هود "قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت "فهنا سمى زوجة إبراهيم (ص)أهل البيت ولهذه التسمية دلالة هى أن النساء هن باقية البيت أى قرار البيت والمراد الموجودات فى البيت باستمرار .
3-قوله تعالى بسورة آل عمران "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله "وقوله بسورة مريم "واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا "فهنا اتخذت مريم (ص)فى بيت أهلها محرابا لا تخرج منه وهذا يعنى أن المرأة لم تكن تعمل فى عصر مريم (ص)غالبا.
4-قوله تعالى بسورة النساء "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم "والدليل هنا هو إنفاق الرجل على المرأة فمعنى هذا هو أن الرجل يعمل لجلب المال لكى ينفقه على المرأة الجالسة فى بيته ولو كانت المرأة تعمل لكان الحادث هو أنها التى تنفق على الرجل الجالس فى البيت .
5-قوله تعالى بسورة النساء "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله "والدليل هنا هو كون المرأة محافظة على الغيب والمراد أن المرأة باقية فى البيت تحمى نفسها فى غياب زوجها للعمل بوظيفة وغيره وهذا معناه أن الزوج يعمل خارج البيت والمرأة تحمى نفسها من ارتكاب الزنى فى غيابه للعمل بوظيفة وغيره .
6-قوله تعالى بسورة النور "فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم "الدليل على وجود المرأة فى البيت مستقرة هو عدم وجود أحد أى عدم وجود رجل فى البيت يوجب على المسلم ألا يدخل البيت فى غيابه إلا أن يؤذن له من قبل نساء البيت أو رجاله الغائبين الذين يأذنون للنساء بإدخالهم وللمرأة أن تقول له ارجع وعليه عند ذلك الرجوع .
7-قوله تعالى بسورة النور "فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله "الدليل على عدم خروج المرأة من بيتها هنا هو أن الموجودين فى بيوت الله أى مساجد الله هو رجال ولو كان الخروج للعمل من قبل المرأة مباحا لأباح الله لهن الصلاة فى المساجد ويضاف لهذا الدليل قوله بسورة التوبة "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا "فهنا كلمة مسجد وكلمة رجال مما يدل على أن الصلاة فى المسجد للرجال وحدهم .
8-قوله تعالى بسورة الحجرات "يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن "الدليل فى هذا القول هو أن مجتمع القوم أى الرجال منفصل عن مجتمع النساء بدليل أن سخرية الرجال تكون مع الرجال وسخرية النساء تكون مع النساء وهذا يعنى أن الرجال فى مجتمع هو مجتمع العمل وأن النساء فى مجتمع هو مجتمع البيوت .
9- قوله تعالى بسورة الجمعة "يا أيها الذين أمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع "الأدلة هنا قوله "اسعوا إلى ذكر الله "فهذا أمر للرجال بحضور صلاة الجمعة وقوله "وذروا البيع "نهى للرجال عن التجارة وهى عمل كل إنسانى وظيفى بالمعنى الواسع ولو كان الله يريد صلاة النساء لذكرهن بأى لفظ يشير إلى صلاتهم وكذلك الأمر فى العمل .
10-قوله تعالى بسورة الطلاق "لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة "الدليل هنا قوله "لا تخرجوهن من بيوتهن "فقد حرم الله إخراج النساء من البيوت لأى سبب ومن الأسباب بالطبع أن يعملن خارج البيت وبين الله لنا السبب الوحيد لإخراج النساء من البيوت هو ارتكاب الفاحشة وهى الزنى .
11-قوله تعالى بسورة الملك "هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور "فهنا الأمر "فامشوا فى مناكبها "عائد للرجال والمشى فى المناكب هو ما نسميه العمل .
11-قوله تعالى فى تقسيم الرجال فى سورة المزمل "علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله "فهنا بين الله لنا أن العاملين رجال وهم الضاربين فى الأرض طلبا لرزق الله وهذا يعنى أن النساء لا تضرب أى لا تعمل خارج البيوت .
هذا ما قدرنا على كتابته من الأدلة وإن كان يوجد غيره فى القرآن .