من المعروف أن إيطاليا تمثل لليبيا فى العصر الحالى العدو التاريخى فهى الدولة التى احتلت التراب الليبى عقود طويلة وشنقت زعيم ليبيا الأشهر عمر المختار وارتكبت المذابح فى حق الليبيين وتعتبر البلد الأوربى الأقرب لليبيا جغرافيا وبالقطع فى التاريخ الرومانى القديم المعروف لنا حدث نفس الأمر حتى أنقذ الاسلام الليبيين من ظلم الرومان .
ويبدو أن حكام ليبيا الجدد لم يتعلموا دروس التاريخ فها هم يطلبون الحماية الإيطالية فقد طلبوا من الحكومة الايطالية حماية الحدود والمنشئات النفطية وهذا الطلب يمثل أول الطريق إلى إعادة الاحتلال الإيطالى لليبيا وليس شرطا أن يكون احتلالا عسكريا وإن كانت الحماية الحدودية هى حماية عسكرية ومن ثم فمعنى هذا تواجد قوات إيطالية على أرض الدولة الليبية ومن ثم يكون هذا أول الغيث كما يقال أو أول طريق الاحتلال الإيطالى أو تغلغل النفوذ الايطالى فى ليبيا والذى سيتضمن تنازلات اقتصادية فإيطاليا لن تحمى الحدود الليبية والمنشأت النفطية حبا فى سواد عيون الليبيين وإنما بمقابل كنفط مجانى أو ارساء العطاءات على شركات إيطالية فى مشروعات التعمير .
المشير طنطاوى لا أعرف ماذا كان يفعل فى ليبيا فى أول زيارة للخارج بعد توليه الرئاسة فقد خرج خبر الحماية الايطالية بعد انتهاء زيارته فهل طلبوا الحماية المصرية فرفضها فاضطروا لطلب الحماية الايطالية أم أنهم طلبوه ليخبروه بما ينوون فعله ؟
بالقطع الجيش المصرى فى حالة يرثى لها الآن ولكن كان على طنطاوى أن يرفض ذلك ويوفر لهم البديل وهو تجنيد دفعة من الشباب العاطل عن العمل فى مصر وتدريبهم فى ثلاثة أشهر كما يفعل الجيش المصرى الذى لم يعد يقبل كل الدفعات التى تتخرج من الكليات والمعاهد والمدارس الثانوية وغيرهم حيث يجند دفعة كل خمس أو ثلاث سنوات ويعطى الباقى اعفاء ثم يرسل الدفعة لتعمل كحرس حدود حتى يتم بناء الجيش الليبى النظامى وفى تلك الحال كانت مصر ستستفيد ماليا كما تستفيد ليبيا أمنيا وأيضا تستفيد مصر أمنيا حيث أن حدودها لن يأتيها الأجانب كالايطاليين من الخلف .