قصة واقعية بعنوان ماذا أقول له
ليست عنواناً لأغنية كما يتوهم البعض ، بل هي قصة حقيقية دارت أحداثها في دولة خليجية ل (( س )) و هو شاب في مقتبل العمر ، و ريعان الشباب ، و قد انغمس كما هي الحال لكثير من شبابنا بملاحقة الفتيات ، واستدراجهن بالكلمات المعسولة حتى يغريهن بالخروج إلي شقة مفروشة ، أو شاليه منعزل ، ليقضي بالحرام وطره .
و كان (( س )) قد اتفق مع بعض أصحابه علي صيد جديد ، فجاء رفقاء السوء إلي المكان المتفق عليه و قد حضر المكان و أعد كل شيء و كان الصيد جاهزاً ، و كل الأمور مهيأة و لكنه نسي الطعام ، فأرسل أحد أصحابه ليشتري لهم من أحد المطاعم القريبة ما لذَّ من الطعام و طاب . و انطلق ذلك الصاحب ، و لكنه تأخر كثيراً و لم يأت بعد ، و قلق (( س )) من تأخر صاحبه فذهب إلي الشارع العام باحثاً عنه ، و عندما انطلق بسيارته الصغيرة و إذا به و هو وسط الشارع يري ناراً مشتعلة تكسر ظلمة الليل المعتم ، و عندما اقترب من النار ، فإذا سيارة صاحبه وهو بداخلها و قد شبت فيه النار ، و هو يصيح بأعلى صوته ، فتقدم له (( س )) مسرعاً و حاول بكل ما يستطيع فتح الباب ، حتى نجح في المحاولة و أخرج صاحبه بصعوبة بالغة و هو بين الحياة و الموت ، و هو يصرخ بعد أن تمدد علي الرمال (( ماذا أقول له ؟ )) (( ماذا أقول له ؟ )) ، فقال (( س )) : من هذا ؟ فلفظ كلماته الأخيرة بصوت متهجد : (( الله ، الله ، الله )) ثم لفظ نفسه الأخير . فإذا ب (( س )) ينفجر باكياً و هو أمام هذا المشهد المثير و الخاتمة المرعبة . دموعه تنهمر من مقلتيه ، يقلب في مخيلته كل صفحات عمره الذي ضيعه في المعاصي ، بين معاقرة الخمر ، و اقتراف الزنا ، و كثرة التنقل بين البلاد لاقتراف الزنا . عندها أدرك (( س)) أنه ضيع عمره و أن ما كان يفعله ما هي إلا لحظات لذة عاجلة و لكن أعقبها ندم طويل ، فقرر التوبة إلي الله و ترك هذا الطريق وسلوك الجادة الموصلة لمرضاة الله . من كتاب عبد الحميد البلالي